أحمد الغرباوى يكتب: شُهداءُ الكادر العسكرى والشرطى والطبّى بحاجة إلى (فِعْل) تكريم أكثر وأكثر
أحمد الغرباوى يكتب: شُهداءُ الكادر العسكرى والشرطى والطبّى بحاجة إلى (فِعْل) تكريم أكثر وأكثر
يرى المهندس المصرى أحمد منيسى؛ والمهاجر بكندا؛ انه لو أردنا أن نكرّم هؤلاء الأبطال.. الذين ماتوا ولقوا ربهم؛ وهم بسلك الواجب.. ويدافعون عن الوطن.. سواء من غدا شهيدًا بالكادر العسكرى أو الشرطى أو الطبى.. علينا. أن تجتهد فى مجال (الفعل) .. وعلى الفور نبدأ بالتنفيذ..
ويقول :
- أقل واجب علينا؛ ان مرتباتهم وترقياتهم تفضل ماشية إلى وقت اللى المفترض فيه خروجهم معاش.. ولادهم ومن يعولوا يقبضوه.. وبعدها يطلعلهم معاش، ويروح لولادهم..
عايزين تكرموهم صحّ.. وكفوا ولادهم شر الحاجه...متاجروش بيهم في احتفالات وبخ فنيتوا.. عيّشوهم على الأقل في نفس المستوى اللي أبهاتهم أو أمهاتهم، اللي ماتوا عشانكم كانوا عايزين يعيّشوهم فيه.. متخلوش موتتهم رخيصة..
وهذا كلامه.. حرصت عل نقل اكثره حرفيًّا.. وكم سطرته وطنيته بالعامية والتلقائية المصرية الجميلة.. التى تشتمّ بها ريح المصرى المعجون بحبّ مصر ومتابعة أخبارها.. رغم غربته ومكابدة الحياة واهل بيته بعيدًا عن ترابها.. وإن لم يفارقه عبير طينها المثمر أبدًا..
،،،،
فهو بوح مواطن مصرى اصيل.. يحب وطنه.. ويقدر بنى بلده.. وتضحياتهم.. وينادى بحقيق تكريمهم.. والاحتفاء بهم فعلا.. لا يقف عند حدّ القول.. والصريخ الإعلامى.. والاضواء اللفظية.. وشارات الحداد.. وتعليق اليافطات بأسمائهم على الشوارع او محطات المترو او المدارس أو مدرجات الجامعة.. إلخ..
ثم ينتهى الأمر.. ومايعقبه من ترك الحزن والوجع والحاجة لأصحاب الأمر.. وبمجرد مفارقة الأيدى بجنازة عسكرية يغادر المشهد واقعنا الحياتى.. ويطوي البطولة نسيانٌ مخلّ.. هو أقرب للجرم منه لتقصير وبخس حقّ.. وظلم دمّ..
ولا ننكر ثبات وحقيقة تكريمهم من المولى عز وجلّ.. وفى جنان الرحمن ترحيب الملائكة وزفّهم بأجمل مما كان.. وأجلّ وأعزّ مكان.. جوار الرحمن..
ولكن ليس بديلًا عن دور أهل الأرض.. ولا يبرّر أىّ تقصير من ولاة الأمر.. ولا تأجيل فعل هم به ذوى حقّ.. وعلينا لهم واجب تعظيم وإجلال تقدير.. دون تأخير بأدنى تعليل فى موازنة.. او بُطء إجراءات روتين.. أو تأجيل فى تراخٍ وكسلٍ..
وبجانب مماسبق يمكننا أيضًا أن نضيف بعض المقترحات التالية.. ومصر دولة كبيرة.. لا تألوا عطاءًا وتقديرًا لشهدائها وأسرهم..
- فمن الممكن وضع آليْة خاصّة لعلاج أسر هولاء الشهداء.. على نفقة الدولة؛ حتى يرزقهم الله العمل الصالح.. ويصبح لهم رقم تأمينى بعمل محترم، وتأمين صحى؛ يحفظُ ماء وحههم وكرامتهم مدى الحَيْاة..
- وأن يتمّ معاملة اسر أبناء الشرطة، والكادر الطبّى، ومن يعولوا، مثل أبناء شهداء القوات المسلحة.. كما هو فى الاستثناءات والتسهيلات والخدمات الميْسّرة.. والمقدمة لهم فى مجالات التعليم والصحة والمواصلات والمرور والترفيه والمستوى الاجتماعى... إلخ
- وأن يكون لأبناء شهداء الوطن من الكوادر الثلاثة؛ اولويّة التعيين فى كبريْات الشركات والمؤسسات الاقتصاديّة بالدولة..
ويتمّ تعيين أبناء وزوجات الشهداء المستحقّين والمُعيلين.. فلا نعرضهم لمهانة الحاجة.. وذُلّ السؤال.. وهم من أعطونا حياتهم لكىّ نحيْا ؛ وكما هو الآن نكتب فى حقّهم.. وماكان ينبغى أن نصرح، بقدر ما كان أكثر مما يُفعل لهم؛ نُشد ونفتخرُ ونعلن أنها مصر الكبيرة.. مصر الأمّ.. وهى لن تترك أسر شهدائها.. ولأكثر وأكثر مما نتخيْل، بإذن الله لهم تفعل.. دون طلب أومناشدة أو لحّ حرف.. كما نحسبهم عند الله تعالى؛ وأكثر..
- وأن تمنحهم الدولة لوالديهم وزوجاتهم وأزواجهم وأسرهم الحج والعمرة مجانًا.. اهداءًا منها وتقديرًا لدماء شهدائها.. لعل الله ينزل السكينة والصبر والسلوان على قلوب من يعولوا..
- وعلى أجهزة الدولة المعنية بالمستقبل والثقافة والتعليم أن توثق هذه النماذج.. وتسجل بطولات الكادر الطبى والشرطى كما أظنهم يفعلون مع أبطالنا من القوات المسلحة.. للأجيال القادمة.. فهى البطولات دون زيف.. وليس أفضل من سطورها ليتعلم منها الانتماء والبطولة والتضحية والفداء.. والمعنى الأمثل للشهادة دون اختلاف فى الآراء.. والمزايْدة بدماء أبناء الوطن الشرفاء..
ألا ليت تفعل الدولة ما يجب عليها أن تفعل.. وهى أكثر منا تعرف..ألا ليت.؟
وياليت إن تعجز.. أو لجزء تقدر.. وآخر لا تملك؛ بالصدق تعلن.. وتصرّح دون خجلٍ، إنها تريد أن (تفعل) أكثر مما تحلم، ولا تستطع.. وربّما الآن وتعجز..
ألا ليت.. ولا بأس!
فأصغر مواطن ورجال الأعمال الشرفاء؛ يقينًا على استعداد أن يفعلوا.. وسبّاقون فى فيوضات الخير.. وبإذنه تعالى؛ هو لثواب عند الله أفضل وأجزل.. وأكثر وأشرف تنال وتحظى..