عاطف عبد الغنى يكتب: فى السعى إلى التغيير المطلوب

عاطف عبد الغنى يكتب: فى السعى إلى التغيير المطلوبعاطف عبد الغنى يكتب: فى السعى إلى التغيير المطلوب

*سلايد رئيسى5-5-2020 | 03:17

(١)

من باب الصدف أن نعيش هذه الأيام حدث جائحة مرض مهلك يتزامن معه مقاومة، ومكافحة الإرهاب، الذى اشتبكت معها بشكل حقيقى، لأول مرة، ما نسميها القوة الناعمة متمثلة فى المسلسل الدرامى "الاختيار"، والذى يجب النظر إليه على أنه ليس مجرد عملا دراميا مؤلفا، كما أنه لحسن الحظ لم يسقط فى فخ الدراما الموجهة، التى تغلب فيها المباشرة فى الرسالة، وما ينتج عنها من نفور المشاهد، ومن ثم الانصراف عنها.

(٢)

وأهم ما فى المسلسل أنه اقتحم قضايا الوعى، ولم يستغرق فيها كونه عملا دراميا، يحكى حكايا عن الناس، وليس برنامجا حواريا، أو درسا دينيا، أو محاضرة فى القيم والأخلاق، لكنه أيضا لم يخلو من مناقشات واقعية بسيطة صادرة عن أبطال المسلسل، وأشبه بالمراجعات الدينية والقيمية.

(٣)

تصادف ما سبق مع المراجعات القيمية التى فرضتها الظروف التى خلقها ابتلاء جائحة مرضية لم يتعود عليها البشر بهذا الحجم من الانتشار على مساحة كوكب الأرض، ولا هذه الشراسة، وما فرضته هذه الظروف الضاغطة على سكان الكوكب من تغيير فى السلوكيات، وما فرضته أيضا من مراجعات تدعو للبحث عن الإنسانية المفقودة، والاعتراف بالبعد عن المقاصد الإلهية فى خلق الإنسان على كوكب الأرض. ومع عجز الملاحدة وناكرو الأديان عن طرح تفسير مادي مقنع لمعجزة هذا المخلوق المهين المتمثل فى الفيروس المرضى الذى هزم العلم حتى الآن، فلن يشفع لهم، أن يتوصل أهل الذكر لعلاج ناجع فى وقت قريب أو بعيد، و لا يجب أن يغتروا لو حدث ذلك، لأن الذى خلق هذا الفيروس وسلطه لحكمة على أهل الأرض لن يعجزه خلق مثله وأكبر تأثيرا منه.

(٤)

والذى حدث ويحدث من حولنا يدعونا أن نصعد من المراجعات الواجبة على رقعة التدين والأخلاق، وأن نشتبك بشكل إيجابى مع الأفكار المنحرفة سواء على رقعة المتطرفين من الطرفين الذين يدعون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة الذين يحتكرون الإيمان، ومنكرى الدين على حد سواء، وكلاهما على خطأ يقينى، يحتاج تصويبات جوهرية وعميقة، لن يحلها مسلسل واحد، ولا مقال واحد، ولا درس واحد، ولكن يحتاج مشروع فكرى متكامل، وتيار ثقافى نفسح له الطريق، بعد أن نكتشف رموزه، ونخضع أفكارهم للفحص الدقيق، حتى لا يتسرب بينهم الأدعياء، والجهلة، وأصحاب الشلة كما كان يحدث فى الماضى.

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2