أحمد حسين البراوي يكتب: (كورونا ) وزعامة العالم بين الصين وأمريكا
أحمد حسين البراوي يكتب: (كورونا ) وزعامة العالم بين الصين وأمريكا
في زمن (كورونا) انكشفت الحقائق وأدرك الجميع أننا نعيش في زمن ليس بجيد ،فقد وصل الصراع إلى المراهنة على حياة الناس ،وأصبح التقدم العلمي نقمة على حياة البشر، وخاصة في ظل انفلات الأخلاق وطمث الحقائق والعبث بحياة الطيبين في هذا العالم .
على الرغم من إيماني بأن الكون يسير وفق إرادة الله عز وجل ،ولن يكون في ملكة إلا ما يريد ويشاء،ولكن العبث بالعلم وخصوصا فيما يتعلق بالحروب البيولوجية ،التي جربت في مناسبات عديدة سابقة وبين دول متصارعة في الجزء الأخير من القرن الماضي ،وتحدث عنها علماء لنا يقين في علمهم ،نجد أن فيروس (كورونا ) الوبائي المستجد له أشكال عديدة ومختلفة ،واستند في كلامي هذا إلى خريطة منظمة الصحة العالمية المعلنة والمتاحة على تطور هذا الوباء، وتأثيره في مناطق مختلفة وعدد الإصابات والوفيات والتعافي ،فليس هناك مؤشر محدد أو توقع علمي حول الفيروس ،فالكل مختلف حوله حتى طرق الإصابة ،وبقائه في الهواء أو على الأسطح ،أو حتى تأثير درجات الحرارة علية ،دراسات ونتائج مختلفة وحقائق غائبة بين مكان وأخر ،حتى التشخيص ليس محدد على وجه اليقين ،خلاصة الكلام أن من صنع ودبر هذا الفيروس فلت منه الزمام ولم يتوقع قدرة خالق الكون ومدبر أمرة في تضليل من صنع وحول الفيروس .
الخلاف بين الصين وأمريكا ،وتبادل الاتهامات حول ماهية (كورونا ) ،كونه فيروس مخلق ومقصود أو وباء من الله عجز العلم عن إيقافه ،في البداية شك الجميع في الولايات المتحدة الأمريكية ،وإنها حرب بيولوجية مع الصين ،حتى تغير الطرح وتحولت الشكوك نحو الصين بد مصابيه التعافي وانحسار المرض فيه ،وتوجه الفيروس نحو أمريكا وإصابة الملايين وموت عشرات ألاف ،وهنا قال وصف الرئيس الأمريكي ترامب كورونا "بالفيروس الصيني"، بينما أطلق عليه وزير خارجيته المتشدد مايك بومبيو اسم "فيروس ووهان"، وهي أمور تثير غضبا المسؤولين في بكين.
نعود إلى مسلسل الخلاف السياسي بين أمريكا والصين وتبادل التهام حيث هاجم ترامب ووزير خارجيته الصين ،وقال انه تقاعس عن الحفاظ علي العالم من في المراحل الأولى لانتشار الوباء في (ووهان ) ،ورد الناطق باسم الحكومة الصينية رافضا بشكل قاطع بشكل قاطع أي ادعاء بأنهم لم يتحلوا بالشفافية حول الإعلان عما يجري وخاصة اتهامات ترامب .
وهنا دخلت وسائل التواصل الاجتماعي على الخط وانتشرت على اغلب المنصات في الصين شائعات،تتحدث عن برنامجا أمريكيا للحرب الجرثومية هو سبب انتشار الوباء، وقد صدّق عدد كبير من الصينيين هذه الشائعات، رغم أن العلماء أكدوا أن بنية الفيروس طبيعية تماما وليست مصنعة والسبب يعود إلى الصراع الاقتصادي السابق والمواقف المختلفة .
فيما رد الشعب الأمريكي على الصين واتهمها في أنها تسعي لتحطيم أمريكا والدليل حجم الإصابات والوفيات والخسائر الاقتصادية التي منيت بها أمريكا خلال الشهرين الماضيين .
لقد جاء ظهور وباء (كورونا ) في وقت كانت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة متأزمة في الأصل، فلم ينجح اتفاق تجاري جزئي أبرم مؤخرا في حل الخلافات التجارية بين البلدين التي وصلت لطريق مسدود وهو ما يرسخ لدي الناس نظرية المؤامرة .
وهنا تظهر عدة أسئلة لدي العامة من متابعي قضية (كورونا ) ،منها من يتولي زعامة العالم بعد انتهاء أزمة الوباء ؟
ويظهر سؤال جديد أخر وهو كيف تكون الخريطة الاقتصادية والسياسية والعسكرية العالمية بعد انتهاء (الفيروس )؟ ،وهل يؤثر (كورونا )بالسلب أو الإيجاب على الصراع في الشرق الأوسط ؟،وماذا عن العلاقات الأمريكية الإيرانية؟ ،وهل تسقط (أوروبا ) وتعود إلى عصور الظلام؟
أسئلة كثيرة وتحليلات متنوعة ،تحتاج إلى تحليل دقيق من خلال معلومات مدققة وفهم مناسب للظروف المحيطة بالعالم من كافة النواحي ،سوف أتحدث عنها في المقال القادم أن شاء الله بالتفصيل .