٣ سيناريوهات للانقلاب القطرى يكشف عنها كاتب إماراتى.. مركب آل حمد تغرق

٣ سيناريوهات للانقلاب القطرى يكشف عنها كاتب إماراتى.. مركب آل حمد تغرق٣ سيناريوهات للانقلاب القطرى يكشف عنها كاتب إماراتى.. مركب آل حمد تغرق

* عاجل8-5-2020 | 21:39

ما حقيقة انقلاب قطر؟ وهل حقًّا حاول حمد بن جاسم الاستيلاء على الحكم واستغلال مرض ابن عمه، الأمير الأب، حمد بن خليفة، للإطاحة بابنه الأمير تميم بن حمد؟ طرح الكاتب الإماراتى د.خالد محمد باطرفي هذا السؤال الذى يراود عدد كبير من المتابعين للأحداث فى الداخل القطرى ويحزنهم الحال الذى آل إليه حال الإمارة الخليجية العربية تحت حكم نظام الحمدين. وأضاف الكاتب د.باطرفي أسئلة أخرى من خلال مقاله المهم منها: ماتداعيات الحدث على القيادة القطرية والشعب القطري الشقيق؟ وما الموقف في العواصم الدولية والإقليمية؟ وأجاب الكاتب أنه في غياب المعلومات الدقيقة والموثقة، هناك أكثر من تصور لما حدث، ووضع عدد من السيناريوهات لتفسير الحدث كالتالى: سيناريو ١ حاول حمد بن جاسم استغلال غياب تميم بن حمد ومرض والده #حمد بن خليفة وانشغال الدولة بوباء كورونا والظروف المناخية ورمضان، فحرك قوات موالية لعمل انقلاب استخباري سريع أفشله الأتراك فحوصر في قصره بالوكرة، مما استدعى لتدخل أممي أمريكي، عماني، أردني (بتنسيق إسرائيلي) لإخراجه. حسب هذا السيناريو، سيتم تقديم ضمانات لـ"حمد بن جاسم" لإخلائه إلى إسرائيل حيث يملك قصرا في حيفا ولا توجد اتفاقية لتبادل المجرمين مع قطر، ويحصل على اللجوء السياسي، وربما جواز دبلوماسي. أما المجموعة الانقلابية فيتم توزيعها ونقلها إلى عمان للقطريين منهم، والأردن للفلسطينيين، وإثيوبيا للجنسيات الأخرى. ويدعم هذا التصور مسار حركة الطائرة الأممية التي ترددت بين أديس أبابا، ومسقط، وعمان، والدوحة. ويتوقع حسب هذا السيناريو أن ينشأ خلاف حول الإعلان عن الانقلاب أو نفيه، فإن ضمنت إسرائيل صمت حمد بن جاسم، وعدم المساس بأملاكه وشركاته في قطر، وضمنت الدول الأخرى صمت مجموعته الانقلابية، فسيتم النفي ولوم السعودية والإمارات ومصر على ”الشوشرة“ الإعلامية. أما إذا لم تتوفر هذه الضمانات فسيتم الإعلان، وأيضا ستتهم دول المقاطعة بدعمه، ويلاحق بن جاسم قضائيًّا لإثبات فساده المالي وتعديه على المال العام والاستثمارات القطرية في الخارج، واستصدار حكم قضائي يسمح بملاحقته من خلال شبكة البوليس الدولي ”الإنتربول“. المشكلة أن هناك أعضاء في الأسرة الحاكمة من آل ثاني والأسر الكبيرة الموالية كآل عطية وآل المسند نجدهم متورطين في المحاولة الانقلابية، ولهم عناصر موالية في الداخلية والأمن. وهذا يعني استمرار التحقيقات والتصفيات اللاحقة، مما يهدد الأمن والسلم الاجتماعي. تميل أمريكا للتهدئة والحكام للتصفية. أما السيناريو الثانى الذى طرحه الكاتب فقد جاء كالتالى: سيناريو ٢ الانقلاب قام به ضباط في الأمن وأعضاء من الأسرة ليس من بينهم حمد بن جاسم، ليس بشكل مباشر على الأقل، وتتم تصفيته بدعم من القوات التركية والمخابرات الإيرانية والموساد الإسرائيلي، وسينتهي الأمر بإعلان تكذيبي وإخفاء كامل لما حدث واختلاق أزمة جديدة في المنطقة لتوجيه الأنظار إليها. ونجاح مخابرات تركيا وإيران وإسرائيل في إنقاذ نظام الحكم سيكون له تبعاته. وعقلاء أسرة آل ثاني يخشون من تبعات سياسية ومالية وأمنية مكلفة في وقت تعاني قطر من تكلفة كورونا وتعويضات مشاركتها في قتل قاسم سليماني، ودعم الليرة التركية وحماس عن طريق الموساد. فبعد المليارات الأربع لإيران وأربعة أضعافها لتركيا ومئات الملايين ، عدا فواتير مكاتب المحاماة في قضايا فساد الفيفا وبنك باركليز وشركات تحسين الصورة وعقود الترضية للأسلحة الغربية، وخسائر كورونا ستستنزف مطالب الداعمين القروض المليارية الجديدة بفوائدها العالية، وتضطرها لبيع المزيد من أصولها الخارجية بخسائر كبيرة نظرا لضعف السوق حاليًّا. وتأثير الأزمة المالية بدا واضحا على ميزانية دعم المعارضة السعودية والإماراتية والبحرينية والمصرية في تركيا ولندن وكندا. ومن نتائجها انقلاب أمثال عمر عبدالعزيز والهاشمي المسعري وبعض عناصر الإخوان على الدوحة، والبقية تأتي، وبهذا المعدل سينقلب السحر على الساحر عن قريب وتجد قطر نفسها في مرمى نيران ”صديقة“. كما ظهر تأثير الأزمة وغياب الأمير تميم ومرض والده وتورط حمد بن جاسم وعدد من القيادات في قضايا فساد ورشاوٍ دولية على سياسة قناة الجزيرة التي بدأت تهاجم من تبقى من أصدقائها في الكويت وعمان، وتنحاز مع الحزب الديمقراطي في واشنطن وحزب العمال في إسرائيل. وزاد الأمر سوءًا تجدد المنافسة بين التيار الموالي لإسرائيل واليسار الدولي بقيادة الإسرائيلي عزمي بشارة، وتيار الإخوان الذي يقوده القرضاوي، ويدعمه أردوغان في دوائر السلطة والإعلام والتعليم، ودخول تيار توجهه إيران وحزب الله من الأتباع العراقيين واللبنانيين المقيمين والمجنسين. علمًا بأن آلافا من هؤلاء توافدوا على قطر في العامين الأخيرين بعد رفع التأشيرة والسماح لهم بالعمل والإقامة بدون شروط. الانقلاب قام به ضباط في الأمن وأعضاء من الأسرة ليس من بينهم حمد بن جاسم، ليس بشكل مباشر على الأقل، وتتم تصفيته بدعم من القوات التركية والمخابرات الإيرانية والموساد الإسرائيلي ونتيجة لتغييب الكفاءات والقيادات القطرية في المشهد السياسي والإعلامي والأمني والعسكري، وغياب وانشغال ومرض القيادة ضاعت البوصلة، وتحولت الدوحة إلى ”حارة كل مين أيده إله“. وبدأ عقلاء آل ثاني والمعارضة في الداخل والخارج بالتجمع والتشاور؛ لتوحيد الصف والتوصل إلى استراتيجية لمواجهة الأزمة. والسيناريو الثالث الذى طرحه الكاتب فهو: إن ما حدث مجرد مناوشات عسكرية وعائلية قمعت ولا ترقى إلى انقلاب. وأنه بعد تطويق الأزمة سيخرج علينا حمد بن جاسم مع حمد بن خليفة والأمير تميم بن حمد؛ ليعلنوا عدم صحة كل ذلك، ويصدرون بيانًا يهاجم إعلام "دول الحصار" والتعدي على "سيادة" قطر. ولا يعني ذلك انتهاء الخلاف بين اللاعبين الكبار أو داخل أسرة آل ثاني فأسبابه وتداعياته ستبقى وقودًا لنار تحت الرماد، وقنبلة موقوتة بانتظار الوقت المناسب والظروف المواتية. وسيبقى سيف تحقيقات الفساد بيد الشبهة موزة مسلطا على رقبة بن جاسم وشركاته وأملاكه داخل وخارج قطر. والخيارات ودرب السلامة الأسئلة والخيارات متعددة وخلايا الأزمة في عواصم إقليمية ودولية تجمع المعلومات، وتدرس المخارج والسيناريوهات الممكنة. ولكن يعرقل الحل تضارب المصالح والمواقف؛ خاصة بين طهران، وأنقرة، وتل أبيب، وواشنطن ولندن والانشغال بمواجهة تداعيات كورونا. ويبقى الطريق الأسلم والأضمن، برأي أحرار قطر، هو خط الرياض والخروج من شبكة العلاقات المشبوهة والمعقدة بالعودة إلى حصن الخليج، ولكن القرار الصائب لن يكون سهلًا بوجود الحرس القديم، الثلاثي حمد بن خليفة وحمد بن جاسم وموزة المسند. ولعل محاولة الانقلاب تضعف هذا الحلف المشاكس ومماليكه من العرب والعجم، ولدعم القيادة الحالية وضمان عدم خروجها عن الخط، تتسابق طهران وأنقرة وتل أبيب على مدار الساعة بالتواصل وإبداء الدعم والمشورة، وترسل سفراءها وممثليها إلى قصر الوجبة فيما يدرس الرئيس روحاني والرئيس أردوغان ورئيس الموساد فكرة السفر إلى الدوحة بعد استقرار الوضع الأمني والصحي المتدهور نتيجة لتفشي كورونا. كما تواردت الأنباء عن انعقاد اجتماعات على أعلى المستويات لحلفاء قطر: التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وحزب الله، والحوثي، والحشد الشعبي والنصرة وطالبان وداعش والقاعدة والمليشيات الليبية والسورية؛ لتدارس مسار الأحداث وتبعاتها على مستقبل الدعم المالي والسياسي والاستخباراتي والإعلامي بحال سقوط النظام. كيف تعرف أن باخرة على وشك الغرق؟ عندما تتقافز الفئران منها، فقد شعر مرتزقة قطر بقرب زوال النعمة فبدأ بعضهم البحث عن بدائل، وبعضهم قلب عليها، فتحول من المديح إلى الشتيمة، وتواصل كثير بدول المقاطعة لعرض الخدمات. وساد الارتباك أو الصمت لدى الأكثرية. قد يكون الرمضان الثالث بعد المقاطعة إيذانًا بتحول الحال، وانقلاب السحر على الساحر. فمن اختار العداوة ورفض المصالحة، وتحالف مع الشيطان لتحقيق غاياته وصل نهاية الطريق، واكتشف أن رفاق السوء سيبيعونه، كما باع أباه من أجل كرسي، وأن ما أنفق عمره عليه ما يساوي فيروسا أو رصاصة! وتطرق الكاتب للشعب العربى فى قطر فقال: بالمناسبة، الشعب القطري كالشعب العماني من ألطف وأرق وأكثر الشعوب مسالمة ولطفًا وأدبًا. وهم يألمون كما نألم لما تسببت فيه سياسة حكامهم من شقاق وفراق مع إخوانهم في الخليج والعالم العربي. ولكنهم غيبوا عمدًا من مواقع صناعة القرار ومنصات الإعلام والثقافة والرأي لصالح شذاذ الآفاق. كما كسرت أقلامهم، وكممت أفواههم، وحرموا حق التعبير، والمشاركة مقابل الأعطيات المادية والحياة المرفهة. وربما تقبل بعضهم هذه المبادلة، ولكن نخبهم تتوق لحرية المشاركة في صناعة القرار، وبناء المستقبل وتوجيه دفة سفينة بلادهم نحو مرافئ الخليج العربي. وعندما تتاح الفرصة سيتقدمون ويُعرفون. أقول (والكلام للكاتب د.خالد محمد باطرفى) لمن لا يفرق بين الشعب القطري العربي المسلم الموحد الأصيل، وبين قيادة اختارت التحالف مع شياطين العرب والعجم ضد العرب والمسلمين: مهلك، فهؤلاء منا ونحن منهم، نلتقي في الدم والعرق والمذهب، في الجغرافيا والثقافة والتاريخ. لندعو لهم ونتعاطف معهم، ونستقبلهم بكل حب وترحاب عند عودتهم. لنكن واضحين مع إخوتنا العرب والمسلمين، بلاد الحرمين، بيت العرب، لم تكن يومًا ولن تكون إلا لهم ومعهم. لسنا ضد الشعب والبلد في إيران، وقطر، وتركيا، وإنما ضد سياسات عدوانية تشعل الفتن والصراعات، تفرق ما نجمع، وتهدم ما نبني. وعندما تصلح القيادات نستقبلها بالود والتعاون والغفران.
أضف تعليق