أحمد عاطف آدم يكتب: رسالة د.أحمد دراز
أحمد عاطف آدم يكتب: رسالة د.أحمد دراز
يوم بعد يوم نكتشف فيهم قيمة جديدة تضاف لمعدنهم الأصيل وعطائهم الكبير، وهم لا يدخرون جهدًا ولا يهابون موتًا - بل يظهرون رباطة جأش وإقدام ليس بغريب عليهم- إنهم جيش مصر الأبيض.
منذ عدة أيام ظهر الطبيب البطل أحمد دراز الذى كان يشغل منصب نائب رئيس الإدارة الصحية بمركز ومدينة منيا القمح التابعة لمحافظة الشرقية فى فيديو تم تصويره له ونشره على مواقع التواصل وهو يوجه بعض الكلمات المؤثرة لزملائه الأطباء بعد إصابته بالفيروس اللعين كورونا قائلاً: "متخفوش من حاجة لإننا لو خوفنا الدنيا كلها هتبوظ، وربنا معاكم، خليكم شجعان ورجالة.. أشتغلوا وابذلوا أكبر جهد عندكم واللى كاتبه ربنا هو اللى هيكون".
وبعد هذا الفيديو بأيام قليلة وتحديدًا يوم الجمعة الماضى ذهبت روحه إلى بارئها ليحزن عليه كل زملاءه وأصدقاءه ومرضاه بعد رحلة كبيرة من العطاء والشجاعة.
وكلمات الطبيب الراحل لمن سمعها تعد بمثابة صك الشجاعة والإنسانية الغير جديدة على هؤلاء الفدائيين وانعكاس واضح على الإحساس بقيمة العلم وقوة الرسالة التى يحملها أصحاب القلوب البيضاء على عاتقهم من أجل مصرنا الحبيبة، وسلاحهم فى هذه المعركة ضد هذا العدو اللعين هو الإيمان بالله وتقبل أحكام القدر حتى لو كان الموت فداءًا للوطن هو المحطة الأخيرة لهم بهذه الدنيا. وهؤلاء الشهداء أمثال د. اللواح ودراز وغيرهما من الممرضين والفنيين وجميع العاملين بالقطاع الصحى يعتبرون علامة مضيئة على جبين الوطن لا تنسى.
وربما أجد أنه من العدل والإنصاف توجيه رسالة إلى روح د. أحمد دراز وغيره من شهدائنا الأبرار أبطال جيشنا الأبيض - تقديرًا لشهامتهم وشجاعتهم، فأقول لهم: "بالنيابة عن مصركم الحبيبة وعن كل طفل وأب وأم ومسن كان علمكم بلسمًا وترياقًا منقذا لأرواحهم من براثن المرض أو الموت.
وبالنيابة عن كل من كان محتاجا لدعمكم الطبى ولم يكن يمتلك من حطام الدنيا شئ فلم تبخلوا عنه بتطبيب أو تطييب خاطر دون مقابل - ندعو لكم جميعا بقلوب عامرة بالحب والإيمان أن يتغمدكم المولى عز وجل بواسع رحمته وأن يكافئكم على ما قدمتموه لنا، وأن يرفع درجاتكم إلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
اللهم آمين يارب العالمين... ستظلون فى قلوبنا للأبد.