تونس تودّع الأمين العام الأسبق للجامعة العربية الشاذلى القليبى.. من هو الفقيد؟
تونس تودّع الأمين العام الأسبق للجامعة العربية الشاذلى القليبى.. من هو الفقيد؟
مصادر – دار المعارف
تودع الجمهورية التونسية – اليوم الخميس – السياسى، والدبلوماسى المخضرم، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الشاذلي القليبي، الذى تقلد العديد من المناصب ولعب العديد من الأدوار خلال عمله السياسى والدبلوماسى، بدءاً ببناء الدولة الحديثة في تونس بعد نيلها الاستقلال في عام 1956.
الشاذلي القليبي، مولود في العاصمة التونسية في 6 سبتمبر عام 1925، عاش تجربةً حافلة في مجالات الثقافة والإعلام والفكر والسياسة، وساهم فى بناء مشروع ثقافي تونسي، حرص على توصيله لكل الفئات والجهات، فكان يزور المدن الداخلية التونسية، ويتابع إنشاء دور الثقافة ويقف على تأثيث برامجها بالنشاطات الثقافية، المسرحية والسينمائية.
فى الأعوام الأولى بعد إعلان الجمهورية التونسية قام بتأسيس وزارة الثقافة وتولي شؤونها، ثم تولى شؤون وزارة الإعلام (1961– 1979)، ولأنه كان على صلة قرابة من أول رئيس للجمهورية التونسية الراحل الحبيب بورقيبة، تولي منصب مدير ديوان الرئيس، حيث كان يكتب خطب بورقيبة السياسية.
وفى مجال الدبلوماسية تولى الفقيد منصب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث كان الأمين العام الوحيد غير المصري لهذه المؤسسة العربية، كما كان عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة.
ينتمى الشاذلي القليبي، إلى المدرسة الفرنكوفونية حيث تشبع بروح الثقافة الفرنسية، بعد أن أقام في باريس لمدّة خمس سنوات، وحصل فيها على الإجازة في اللغة والآداب العربيّة في عام 1947.
ويقول عن إقامته في فرنسا وتجربة الدراسة في حوار صحافي نُشر في مارس 2016 "هناك، اكتشفتُ أهمية الراديو والمسرح والسينما، في الحياة الفردية والاجتماعية، وفي توسيع الآفاق الفكرية" وتركت تجربة الدراسة في فرنسا، أثرا كبير في فكره، فعقد العزم على الإسهام في المشهد الثقافي في تونس، من خلال إصداره كتب أبرزها "تونس وعوامل القلق العربي" و"العرب أمام قضية فلسطين" و"من قضايا الدين والعصر".
ونال القليبى شهرته الواسعة خاصة على رقعة الوطن العربى بعد توليه أمانة جامعة الدول العربية التى استقال منها بعد شغلها 10 سنوات، على أثر رفضه ضرب العراق من قبل الولايات المتحدة وإيمانه بضرورة حلّ الأزمة التي أدت إلى اجتياح العراق للكويت في تسعينيات القرن الماضي.
وعن فترة توليه منصب الأمانة العامة للجامعة العربية قال الفقيد الراحل فى حوار صحفى، إن " الجامعة استطاعت أن تعالج الصراع العربي- الإسرائيلي بما يتماشى مع المنطق الدولي، لكن المجتمع الدولي هو الذي تقاعس، ولم يقم بواجبه في التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
ومن أهم الرسائل الدبلوماسية العربية تلك الرسالة التى وجهها إلى الفلسطينيين ودعاهم فيها إلى "ترك خلافاتهم الداخليّة جانباً، وأن يكون لهم الحوار الذي يرونه، للتصحيح والإثراء لأن وحدة الصف الفلسطيني شرط، من دونه لا نصر للقضية".