ماجد بدران يكتب: أهل الجنة

ماجد بدران يكتب: أهل الجنةماجد بدران يكتب: أهل الجنة

*سلايد رئيسى15-5-2020 | 10:40

أهل الجنة هم الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وهم المصطفون الأخيار والسابقون الأبرار ممن اتصفوا بصفات تؤهلهم لدخول دار النعيم، وهذه الصفات منها ما يتعلق بالعقيدة ومنها ما يتعلق باللسان ومنها ما يتعلق بالجوارح ومنها ما يتعلق بالمعاملات مع الآخرين، فلنجتهد جميعًا فى حفظ قلوبنا وحفظ ألسنتنا وحفظ جوارحنا وأداء حقوق الخلق لعلنا نلحق بركب الصالحين. قال تعالى: «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» يونس 25، لقد عشق أقوام الجنة فعلموا لها وهان عليهم كل شيء فى سبيل الوصول إليها، أقوام جَدّوا واجتهدوا للوصول إلى جنات الخلد، فعملوا الصالحات وحفظوا الأوقات وتسابقوا إلى الطاعات، ساروا والناس غافلون واجتهدوا والناس متكاسلون ففازوا وسعدوا وغنموا، فهنيئًا لهم الفلاح والفوز بالدارين، وعلى رأس هؤلاء نبينا الكريم، فقد ثبت عنه أنه قال: (آتى باب الجنة يوم القيامة فاستفتح، فيقول الخازن من أنت فأقول محمد، فيقول بك أُمرت لا أفتح لأحد قبلك) رواه مسلم. وقد وصف الله عز وجل أهل الجنة جعلنا الله منهم بكرمه ورحمته: «الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ» آل عمران 134- 135، وهناك أوصاف عدة لأهل الجنة: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ» وهم الذين اتقوا ربهم بفعل ما أمرهم به طاعة له ورجاء لثوابه،وترك ما نهاههم عنه طاعة له وخوفًا من عقابه. «الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِى السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ» فهم ينفقون ما أُمروا بإنفاقه على الوجه المطلوب منهم من الزكاة والصدقات والنفقات على من له حق عليهم، وغيره من سُبل الخير، ينفقون ذلك فى السراء والضراء لا تدفعهم السراء لحب المال والشح فيه طمعًا فى زيادته ولا تحملهم الشدة والضراء على إمساك المال خوفًا من الحاجة إليه، «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ» وهم الحابسون لغضبهم إذا غضبوا فلا يعتدون ولا يحقدون على غيرهم بسببه، «وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ» يعفون عمن ظلمهم واعتدى عليهم، فلا ينتقمون لأنفسهم مع قدرتهم على ذلك، وفى قوله تعالى: «وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» إشارة إلى أن العفو لا يُمدح إلا إذا كان من الإحسان. «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ»، الفاحشة ما يُستفحش من الذنوب وهى الكبائر، كقتل النفس المحرمة بغير حق وعقوق الوالدين وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولى يوم الزحف، ونحوها من الكبائر، وأما ظلم النفس فهو أعم ويشمل الصغائر والكبائر، فهم إذا فعلوا شيئًا من ذلك ذكروا عظمة من عصوه فخافوا منه، وذكروا مغفرته ورحمته فسعوا فى أسباب ذلك فاستغفروا لذنوبهم بطلب سترها والتجاوز عن العقوبة عليها، وفى قوله: «وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ» إشارة إلى أنهم لا يطلبون المغفرة من غير الله لأنه لا يغفر الذنوب سواه. «وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ» أى لم يستمروا على فعل الذنب وهم يعلمون أنه ذنب ويعلمون عظمة من عصوه ويعلمون قرب مغفرته، بل يبادرون إلى الإقلاع عنه والتوبة منه، فالإصرار على الذنوب مع هذا العلم يجعل الصغائر كبائر. ويتصف أهل الجنة بعدد من الصفات فى حياتهم الدنيا التى تميزهم عن غيرهم من العباد.. «الإيمان بالله» يتصف أهل الجنة بإيمانهم وتصديقهم ويقينهم بالله، إضافة إلى الإيمان بالملائكة والكتب والرُسل واليوم الآخر، وبالقدر بما يتضمنه من خير وشر، قال تعالى: «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ،الَّذِينَ هُمْ فِى صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ» المؤمنون 1-2، فأهل الجنة يؤدون الصلاة فى حياتهم الدنيا بخشوع وحضور للقلب والجوارح مع استشعارهم بأنهم واقفون بين يدى الله سبحانه يخاطبونه ويتحدثون ويتقربون إليه بالدعاء والذكر، إضافة إلى أنهم يؤدونها فى أوقاتها المحددة لها، قال تعالى: «وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ» فالطامعون فى نيل الجنة يستغلون أوقاتهم فيما يحقق لهم الفائدة، ويُعرضون عن كل أمر لا ينالهم به بر وخير، قال تعالى: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ» ويقصد بالتقوى مراقبة الله -سبحانه- فى السر والعلن، وتجنب السيئات خشية منه ومن عذابه، قال تعالى: «وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» والتوبة هى الإقلاع والندم والرجوع عن الذنب بنية خالصة لله، والتوبة قول وفعل، وقد وعد الله التائبين الجنة، إكرامًا منه وتفضلاً، فالتوبة ماحية، وتجب ما قبلها من الذنوب والمعاصي. وأدعو الله أن تكونوا من أهل الجنة، فإذا دخلتم بسلام، ولم تجدوا أصحابكم الذين كانوا معكم على خير فى الدنيا، فاسألوا عنهم رب العزة، فأهل الجنة يقولون: «يا رب لنا إخوان كانوا يصلون معنا ويصومون معنا لم نرهم»، فيقول الله جل وعلا: اذهبوا للنار وأخرجوا من كان فى قلبه مثقال ذرة من إيمان» الحديث رواه البخارى ومسلم من حديث أبى سعيد الخدرى عن النبى صلى الله عليه وسلم، وقال الحسن البصري: استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعة يوم القيامة، فالصديق الوفى هو من يمشى بك إلى الجنة، وأنا أسألكم إن لم تجدونى بينكم فى الجنة فاسألوا عنّي، لعلى ذكرتكم بالله ولو لمرة واحدة من خلال ما كتبته فى هذا الشهر الكريم، اللهم نسألك رفقة خير تعيننا على طاعتك، اللهم رحمتك نرجو فى الدنيا والآخرة يا رب العالمين، اللهم رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار.
أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2