كاميليا عبد الفتاح: أرواحٌ على الهامش لخيري حسن «سردُ أحداث استلاب مُعلن»

كاميليا عبد الفتاح:  أرواحٌ على الهامش لخيري حسن «سردُ أحداث استلاب مُعلن»كاميليا عبد الفتاح: أرواحٌ على الهامش لخيري حسن «سردُ أحداث استلاب مُعلن»

فن وثقافة18-5-2020 | 00:57

كتب: حسام أبو العلا قالت الناقدة الأدبية  د. كاميليا عبد الفتاح إن "أرواحٌ على الهامش" للكاتب الصحفي خيري حسن  ، كتابٌ يجمعُ بين سمتي الكتابة الأدبية والكتابة الصحفية ؛ فقد التقط مؤلفُه ظاهرة تعتمدُ على الحسّ الصّحفي الأمين الذي يتفقّد نبضَ المجتمع، وتتطلّبُ – في الوقت ذاته – الانتصار للحرف المُبدع ، والتقدير العميق  للموهبة الإبداعية والفنية والفكرية . وذكرت أن الظاهرةُ التي رصدها المؤلّفُ هي الهُوة العميقة بين ما تقتضيه الموهبة من احتفاءٍ وحفاوةٍ مُجتمعية  وبين  ما تلقاهُ  هذه الموهبة من : إعراضٍ ، وزرايةٍ  ، ومُعوّقاتٍ ، وإزاحةٍ ، تصلُ إلى حدّ القهر الذي يتمثلُ - في أدنى حدوده - في التجاهل ، ويصلُ  في ذروته حدّ الاعتقال السياسي والفصل من العمل ، والحرمان من كافة الحقوق الإنسانية  ومقومات العيش. وأضافت : هنا أُشيرُ إلى التوفيق والبراعة في عنوان الكتاب :"أرواحٌ على الهامش"، الذي جسَّد المفارقة  بين نفاسة الروح الإنسانية وبين الوضعية الهامشية التي لا تليق بها  . وترى أن مادة هذه الكتاب اعتمدت على المقومات  الأساسية في شخصية الصحفي والتي تتشابه – في جزءٍ كبيرٍ منها – مع مقومات الناقد . وأضافت: أقصدُ : التقاط الظاهرة والتنبّه إليها ، الشغف بكشف حقيقتها ، جمع الأخبار من مظانّها الأساسية ، وعلى رأسها : سيرة الشخصية   ، والبحث في مُنجزها الأدبي – أو الفكري – عن إرهاصات مأساتها ، والاستدلال بنصوصها  – أو مذكراتها  ووصاياها- هذا فضلا عن  الاستضاءة بشهادات المُجايلين  والمُعاصرين – و غيرهم من شهود الحدث -  والمقارنة بين  المعلومات المُتحصّلة من كل هذه السُّبل . الكتاب كله يسيرُ وفق هذا النسق  ، من ذلك حكاية " رجاء عليش " التي  استند فيها الكاتبُ  إلى شهادة نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ، ومصطفى محمود ، ومصطفى عبد الله ، وحسن شاه ، وموسى صبري  - وغيرهم -  وهي شهادات  مُهمة تُثمّنُ في ذاتها ؛ لدلالتها على موضوع الكتاب ، ولإضاءتها جوانب مهمة من شخصية الشاهد ذاته  . وتابعت الناقدة الكبيرة : لفتَ انتباهي وجود ما يُمكن أن نسميه باللُّحمة العضوية بين الشخصيات – أو الأرواح – التي وصف خيري حسن مأساة وجودها الهامشي  ، هذه اللُّحمة تتمثلُ في  عدّة مُشتركات  بينها ، على رأسها :   الموهبة الحقيقية – في مجالها – عنفوان الحس الوطني ، الإيمان بالذات والاعتداد بها ، الشجاعة في مواجهة التجاهل  المجتمعي والقهر السلطوي  . هذا على الرغم من  تنوع الشخصيات بين شعراء العامية مثل زكي عمر وبدوي عطية وغيرهما وبين رجال القلم السياسي في الصحافة القومية مثل إسماعيل المهداوي وكتاب الرواية ، ولاعبي الكرة . وترى د. د. كاميليا عبد الفتاح أن الطرحُ في كتاب "أرواح على الهامش" اتّسم بكثيرٍ من سمات الطرح الأدبي ؛ ممّا أحدث توازنا مع موضوعية الكاتب وارتكازه على الحقائق والمعلومات ، من أبرز هذه السمات : طرح  الأحداث طرحا  تراجيديا  مُشوقا مُتدفقًا  ، يتوفر فيه الانسجام بين الحدث وملامح الزمان والمكان – كما في السرد الفني - نُطالع هذا الطرح الأدبي في كثيرٍ من فصول هذا الكتاب ، فضلا عن المزج السلس بين لغة الطرح الصحفي ورهافة المفردة الأدبية ،  كما نطالعُ وعي الكاتب بوحدة موضوعه : تهميش الكيانات المُبدعة ، وقهرها - وصولًا إلى الإقصاء أو الموت -  نحن أمام كتلتين لا ثالث لهما : الموهبة   وعوامل اختناقها  ممثلةً  في شخصيات استلابية وظرف تاريخي وغيرذلك . واشارت إلى أن هناك صعيدٌ آخر لا يقلّ أهمية عن الهدف المُعلن لهذه الكتاب ، وهو اضطلاعُ  الكتاب بتقديم لمحاتٍ مهمة من تاريخ مصر السياسي  - منذ عهد الملكية  - وذلك عبر كثيرٍ من التفاصيل المُخبّأة في كواليس  قصور الحكم وأحاديث  رجاله غير المعلنة في الطرح التقليدي .كما يتضمنُ الكتابُ لمحات من التاريخ المجتمعي والمناخ الفكري . وأوضحت أن الكتاب يصف  - ويحكي  - تاريخ مصر الإبداعي أو لنقل إنه يسرد وقائع خنق الإبداع والموهبة في مصر ، وهو جديدٌ في هذا الدرب  . نحنُ أمام  كتابٍ يطرح سيرة اعتقال القلم  والفكر .. احتجاز الموهبة والحلم والعمر .. وهو طرحٌ يتسمُ  بالجرأة في الرؤى والتناول ،  والمثالية والنبل  في اختيار هذا المسار ، وفي أهدافه المرجوة .
أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2