د.صابر عبد الدايم لـ «دار المعارف»: زكاة الفطر.. وجوبها..مقدارها..حكمتها

كتب: محيى عبد الغنى أوضح د. صابر عبد الدايم عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سابقا وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن زكاة الفطر شرعت لمقاصد كثيرة منها أنها تنشر التراحم والمحبة والتكامل والتسامح لأن زكاة الفطر فرضت على كل من كان عنده قوت يوم وليلة .. وبذلك هى واجبه على الجميع، وبذلك يكون الغرض من إخراجها هى أن يحس الناس بالتآلف والتقارب فالإنسان الذى يأخذ الصدقة يشعر بالمحبة والرحمة والألفة .. وإذا كان الرجل محتاجا فإنه سيتلقى زكاة الفطر من مئات الناس. وأضاف د. عبد الدايم أنه إذا كان الحد الأدنى لزكاة الفطر 15 جنيه عن كل فرد من أفراد الأسرة ويمكن زيادة هذا المبلغ بدون حد أقصى قدر المستطاع ،فتكون فرصة للفقير تمكنه من الحصول على متطلباته واحتياجاته .. وكان الزكاة أصلها تقدر بكمية من الحبوب أى كل كيله من القمح يقدمها 4 أو 6 أفراد .. وفى العصر الحديث قال العلماء : أن القيمة النقدية = قيمة الحبوب . زكاة الفطر تجوز من أول رمضان ، ويكون وجوب خروجها النهائى من غروب أخر يوم من شهر رمضان إلى ما قبل أداء صلاة العيد، وكان هذا التشريع وحكمه فى إمتداد عطاء زكاة الفطر طوال شهر رمضان وحتى نهايته ، حتى يشعر المحتاج أنه مثل بقية الناس يستطيع شراء ما يحتاجه قبل العيد، لكن من المستحب الاسراع باخراج زكاة الفطر مبكرا حتى يكون العيد مصدر فرحة للفقراء، حتى ولو كانوا مستحقين لتلقى زكاة فطر لمن احوج منه مثل أصحاب الأمراض، والذين لا دخل لهم أو الذين لا يعملون. وعلى العموم فان مظاهر الاحتياج كثيرة ومتعددة فى هذا العصر ومنها الإعاقة أو وجود كوارث ونكبات أو أوبئة، وكل هذه الظروف تتطلب وجود تكامل اجتماعى . ويلفت د. عبد الدايم إلى ضرورة التحرى والدقة فى البحث عن من يستحقون الزكاة بصفة عامة ، وإذا تم ذلك ، فلا نجد محتاجا ولا نجد حزينا ولا نجد بائسا، وهؤلاء يتوجهون بالشكر للحق سبحانه وتعالى ، ويتوجهون بالشكر أيضا عن إعطائهم المساعدة من الناس القادرين. وينهى د. صابر عبد الدايم حديثه بالقول إن زكاة الفطر قد بينها الحديث الشريف أن صيام العبد يظل معلقا، ولا يأخذ الصائم ثواب صومة إلا إذا أخرج زكاة الفطر بينة خالصة، كما أن بعض العلماء أفتوا أنه إذا سها الصائم عن اخراج زكاة الفطر وصلى العيد ولم يخرجها يجب عليه إخراجها بقيمة المبلغ المقرر وتحسب له صدقة جارية، لكن لا تصل إلى ثواب زكاة الفطر. وقال تعالى : " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله " صدق الله العظيم، وهذه الآية الكريمة تشمل زكاة الفطر وتشمل طوائف المجتمع المستحقين لها .