ماجد بدران يكتب: التعايش مع فيروس!

ماجد بدران يكتب: التعايش مع فيروس!ماجد بدران يكتب: التعايش مع فيروس!

*سلايد رئيسى29-5-2020 | 17:06

مع دخولنا الشهر الخامس لتفشى فيروس كورونا، بدأ العالم يتجه للمرحلة الثانية فى التعامل مع الوباء وهى مرحلة «التعايش» التى تؤكد العودة للحياة اليومية مع فيروس بلا لقاح.
فمن العلامات التى تتنبأ ببقاء الفيروس فى حياتنا أطول مما قد نتوقع هى طبيعة الفيروس التى كشف عنها العلماء مؤخرًا، فأكد مجموعة من الباحثين والأطباءالصينيين فى مجال الفيروسات أنه ليس من المرجح أن يختفى فيروس كورونا المستجد بالطريقة التى حدثت مع فيروس سارس قبل 17 عامًا، وذلك لأن كورونا قادر على الدخول لجسم الإنسان وعدم التسبب بأى أعراض على عكس سارس.
ويعنى هذا أنه سيكون من الصعب حصر حالات الإصابة جميعها وإدخالها الحجر الصحى لمنع انتشار الفيروس، وتشير بيانات الجهات المختصة إلى أن التوصل للقاح مضاد لفيروس «كوفيد 19» سيستغرق وقتا طويلا لن يقل عن عام، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية مؤخرًا.
ومن أبرز علامات التعايش مع كورونا إقبال دول عديدة ممن تفشى فيها الفيروس على تخفيف الإغلاق ورفع القيود على التجارة وعلى الحركة، دون الاستناد لانخفاض حقيقى فى أرقام الإصابات.
ومن أبرز الدول الأوروبية التى أعلنت عودة الحياة، ألمانيا، التى نجحت فى احتواء الوباء نسبيًا لتعلن عن فتح المحال التجارية والحدائق العامة والملاعب.
وأعلن رئيس الوزراء الفرنسى إدوارد فيليب أن الوقت قد حان ليتعلم الفرنسيون التعايش مع الفيروس وحماية أنفسهم، كما عادت معظم الدول الأوروبية لحياتها الطبيعية مع إجراءات احترازية.
وكشف د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء عن أسباب القرارات التى أصدرتها الحكومة ونفذتها خلال إجازة عيد الفطر، حيث ناقشت اللجنة العليا لإدارة أزمة الفيروس ما سيتم تطبيقه بعد أسبوع العيد، باعتبار ذلك يمثل الوضع التى سيتم التحرك فيه كدولة وكحكومة، وكذا العالم كله، نحو التعايش مع الفيروس وفق الإجراءات الاحترازية المشددة.
وأوضح د. مدبولى أن تصريحات منظمة الصحة العالمية ذكرت أن الفيروس باق ولن يختفى، وأنه يتعين على البشرية أن تتعلم وتتكيف فى التعايش معه، وبالتالى علينا كدولة ومواطنين البدء فى التعايش معه، بما يضمن سلامة وصحة المواطنين، وإعادة دورة الحياة لما كانت عليه قبل ذلك مع تطبيق مجموعة من الإجراءات الاحترازية.
وأكد د. مصطفى مدبولى أنه تتم حاليًا دراسة التداعيات السلبية المترتبة على انتشار الفيروس عالميًا سواء على الصعيد الاقتصادى أو السياسى، ولاسيما أن الخريطة والوضع بعد الأزمة لن يكون مثلما كان عليه قبل جائحة فيروس كورونا.
جاء ذلك خلال الحلقة النقاشية الثانية حول الموقف الاقتصادى ما بعد كورونا بمقر الهيئة العامة للاستثمار، وأضاف د. مدبولى أن التوجه العالمى خلال الفترة المقبلة هو تركيز كل دولة على تحقيق مصلحة مواطنيها، مع أهمية الاستماع إلى آراء المتخصصين والعاملين فى كل قطاع من القطاعات خاصة المتأثرة سلبًا أكثر من غيرها، والتعرف على مقترحات المتخصصين حتى يتسنى لنا طى هذه الأزمة بأقل الأضرار الممكنة والحفاظ على مؤشرات أداء الاقتصاد المصرى.
وأوضحت د. هالى السعيد وزيرة التخطيط أن هناك قطاعات عديدة تأثرت بالفيروس نظرًا لتوقفها بشكل كلى أو جزئى، وخلال الأشهر القليلة الماضية شهدنا ركودًا ملحوظًا فى أداء مختلف اقتصاديات العالم، علاوة على فقدان الكثير من الوظائف، ويتوقع بعض الاقتصاديين انخفاض معدل نمو الاقتصاد العالمى بنسبة تتراوح بين 7 و8% وإذا ما قارنا ذلك بنسبة التراجع أثناء فترة الكساد الكبير التى شهد معدل النمو تراجعًا بنسبة 5% فسوف نلاحظ أن ما سيشهده الاقتصاد العالمى من تأثير سلبى بسبب الفيروس سيتخطى معدل التراجع وقت الكساد الكبير.
وأضافت أن هذه الصدمة تؤكد أن الخريطة السياسية للنظام العالمى سوف تشهد تغييرات إلى جانب شكل العلاقات التجارية الدولية، وأولويات الاستهلاك وأولويات الاستثمار فى الصحة والتعليم والغذاء، وما يرتبط بقضية الغذاء من لوجستيات وتخزين، وصارت دول العالم فى احتياج لبرامج أكثر مرونة للحماية الاجتماعية وللعمالة.
وخلال الفترة المقبلة نأمل أن ننتقل من مرحلة الأزمة إلى مرحلة التعافى ثم مرحلة الانطلاق.
من الواضح أن التعايش مع كورونا قد يكون الخيار الوحيد المتاح أمامنا حاليًا، وهى معادلة صعبة تكمن فى تحقيق التوازن بين حياة البشر وصحتهم وبين إنعاش الاقتصاد والحفاظ على استمراره.
وعلينا أن نعى جيدًا أن التعايش مع كورونا لا يعنى القضاء عليه، فيجب الالتزام بكل الإجراءات الاحترازية والوقائية فهى المحدد الأساسى والرئيسى فى التعايش مع الفيروس.
    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2