أحمد عاطف آدم يكتب: صديق مرضى كورونا

"بص حضرتك الفكره إني لقيت الفترة اللي فاتت ناس بتتكلم كتير وبتتنمر بأى شخص من الجيران بتجيله اعراض كورونا ودا حصل في منطقتي. الشعور دا خلق جوايا إصرار كبير على توصيل رسالة أمان لكل المصابين بالفيروس، وبأن لسة فى ناس قريبين منهم وممكن تساعدهم باللى تقدر عليه - وكلنا معرضين للإبتلاء، ومن ناحيه تانية لقيت إن فكرتى هتحمي أي شخص مصاب من النزول والاحتكاك بأي حد تانى سليم، وفى نفس الوقت اققدر اوفرله طلباته الي ممكن يحتاجها، ويساعدنى على كدا عربيتى - ممكن تودينى أى مكان حتى لو بوجبة واحدة لحد كلمنى على الخاص وهو مريض وضيق ذات اليد وعزة النفس تعفه عن السؤال". ما سبق هو ما قاله لى أستاذ/ محمد سعيد على تطبيق ماسنجر التابع لموقع التواصل الإجتماعى فيس بوك، حيث كان لدىً إصرار على التواصل معه دون معرفة سابقة للإستفسار عن البوست الخاص به، والذى شاركته على صفحتها الصديقة والإنسانة الرائعة براء المطيعى - كبيرة الإذاعيين بإذاعة البرنامج العام. وكان نص البوست هو: "لو حد عنده اعراض كورونا ومعزول فى بيته ومحتاج لأي طلبات هوصلهاله لغاية عنده من القاهره - ياريت بس يبعتلي خاص لعدم الإحراج، وعلي قد ما أقدر هتبرع لله فى الأكل". والجدير بالذكر أيضًا أن هذا الرجل المصرى الأصيل أكد لى على سعيه لمساعدة مرضى كورونا حتى بعد تحذير أصدقاءه من الإقتراب منهم وتنفيذ فكرته التى وصفوها بالمجنونة خشية إنتقال العدوى إليه، بل وأكد على محاولة تعميم فكرته الإنسانية بالعديد من الجروبات الفيسبوكية، بشرح أبعادها ومدى تأثيرها الإيجابى فى معنويات ضحايا الجائحة البغيضة. وأضاف صديق مرضى كورونا بأن أحد أقاربه كان فى أمس الحاجة لإجراء عملية جراحية قبل أن يلغيها الأطباء بفضل الله، فقرر أن ينفق تكاليفها على مداواة القلوب التى كسرها الفيروس اللعين بتجافى وعزوف حتى أقرب المقربين. قصة محمد سعيد تعكس بطبيعتها المختلفة قيمة المعدن الحقيقى للشعب المصرى العظيم وقت الأزمات، وتبرهن على أن الأصل النفيس مازال يضرب بجذوره العميقة فى الأرض الطيبة، فتنبت المنسى تارة وجنود وشهداء الجيش الأبيض من الأطباء والممرضين تارة أخرى، مرورا بأصحاب الأفكار النيرة والقلوب الخيرة التى لم يثنيها الوباء الفتاك عن المجازفة بأرواحهم أو إنفاق أموالهم لتضميد جراح من أضعف المرض هممهم قبل أجسادهم.