أحمد عاطف آدم يكتب: التطبيع إجبارى مع كورونا
أحمد عاطف آدم يكتب: التطبيع إجبارى مع كورونا
تسابق معظم الدوائر العلمية الزمن لإكتشاف علاج فعال ضد تفشى الفيروس القاتل، وللأسف الشديد لم يعد لدى شعوب الأرض أى خيارات طبية بعينها للقضاء بشكل سريع ونهائى على "كوفيد ١٩" .
ومع استمرار حصده للأرواح بلا هواده أصبح لا حديث الآن على كوكبنا إلا عن خطط التعايش أو ما يشبه التطبيع الإجبارى مع الوباء الفتاك تجنباً لسقوط المزيد من الضحايا وضرورة عودة الحياة لطبيعتها واسترداد عافية إقتصاديات تهالكت وأخرى أُنهكت بسبب الجائحة.
والدليل على أن الوضع يحتاج لتضافر جهود حكومات العالم - هو بحث هذا الكائن عن وطن جديد كل يوم لشن هجومه الضارى وتقويض أى أمل فى تلاشيه الأحادى من تلقاء نفسه، حيث أصبحت قارة أمريكا اللاتينية هى الأخرى ضمن خطة الفيروس اللعين بعد أن تخطت الإصابات بها حاجز المليون حالة - نصفهم فى البرازيل وحدها والباقى فى تشيلي وبيرو والمكسيك - مما دفع "مايك ريان" المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي إلى المطالبة بمساعدة دول هذه القارة قائلاً : "يجب علينا التركيز على دعم أمريكا الجنوبية والوسطى في ردها، لأنه لن يكون هناك أحد آمن في العالم حتى تكون كل مناطق العالم آمنة".
ما لفت نظرى أثناء رصد الخطط المختلفة للتعايش مع تلك الجائحة - هو التنوع والإبتكار واستخدام وتطويع تكنولوجيات الدول المتقدمة فى التطبيق، كالذى حدث بكوريا الجنوبية بعدما نشرت وكالة "رويترز" صوراً لتوظيف روبوتات فى إحدى مقاهى العاصمة سيول، ظهر فيها اثنين أحدهما على شكل تمثال كرة ثلج بينما يقوم بحفر الثلج على هيئة كرات لاستخدامها فى المشروبات، والأخر أطلقوا عليه اسم "Drink Bot" وهو يقوم بعمل المشروبات المختلفة للزبائن، وذلك لتقليل الاتصال البشرى.
ومع اتفاقنا عزيزى القارئ أن استخدام المتاح من الإمكانيات بات أمراً لا رفاهية فيه لتجنب العدوى، نكتشف أننا لازلنا نتخلى عن الحذر ونستخف بالإجراءات الإحترازية المعروفة للجميع وكأننا نعبث بإرادتنا داخل دائرة مفرغة من الموت.
ومن الطريف أننى سمعت أحد الشباب يحكى لصديقه عن ربوتات كوريا التى تبيع المشروبات فى الشارع من أجل التباعد الإجتماعى بين البشر، فرد عليه الصديق قائلا: "لو استوردتها لنا مصر سأشترى من البائع ابن البلد وأترك الآلى "نفع ابن بلدك يا جدع" !؟