طارق متولى يكتب: روح الضمير

طارق متولى يكتب: روح الضميرطارق متولى يكتب: روح الضمير

*سلايد رئيسى7-6-2020 | 21:13

عرف علماء النفس والأعصاب الضمير بأنه جهاز تقييمى لدى الشخص مرتبط بروحه ونفسه يقيم نفسه وينظر لتقييم الأخرين من حوله له ولسلوكه وأفعاله يرجع فيه إلى مجموعة القيم والمبادىء التى يؤمن بها وتنتشر فى البيئة أو المجتمع الذى يعيش فيه لذا فالضمير الفردى لكل شخص يتأثر تأثرا كبيرا بالضمير الجمعى أو كما يسمونه ضمير المجتمع ككل. كثيرا ما يحتار الفرد فى ضبط ضميره فأحيانا يكون الضمير مبالغا وقاسيا يؤنبه ويوبخه بشكل مبالغ فيه حتى على الأشياء العفوية والطبيعية ويسبب له معاناة كبيرة وهذا ما يدفع احيانا بعض رجال الدين أو المجتمعات للمبالغة فى تحريم الأشياء حتى انى قابلت بعض من الناس يحرم الضحك وفى مجتمعاتنا كلمة مشهورة ربما يتداولها الناس ليومنا هذا وهى أن الضحك من غير سبب قلة أدب على الرغم من أن الضحك سلوك بشرى طبيعى وبعضهم يحرم الإبتسام ويرى أن العبوس والتجهم عبادة يتقرب بها الى الله وهذا مما نفر كثير من الناس من التدين وجعله فى نظرهم مرتبط  بالموات وبعيدا عن متع الحياة. احيانا اخرى يكون الضمير منعدم أو متراخى وهذه له أيضا أسباب ومسببات منها عدم وجود قيم وأخلاق يؤمن بها الفرد ومنها تزايد الإحساس بالآنا لدى الشخص. فيحب نفسه ويتبع هواه ويجد المبررات دائما لتحقيق منفعته الشخصية حتى ولو على حساب الآخرين مثل التاجر مثلا الذى يستبيح احتكار السلع ويزيد فى ثمنها معتقدا أن هذه مهارة وشطارة ويسكن ضميره بأنه لا يجبر أحد على الشراء 'ومثل الذى يستبيح الأعراض ويكسر المشاعر ويسبب الأذى النفسى ربما لأقرب الناس إليه لا يهتم لأحد إلا نفسه ولا يشعر بأى تأنيب للضمير لأنه فى الحقيقة قد قتل الضمير الذى بداخله. المعرفة والعلم والإيمان من أكثر الأشياء التى تنمى الضمير لدى الفرد فالمعرفة والعلم تجعل لدى الإنسان المقياس الصحيح للضمير فلا يبالغ فى اللوم والتأنيب ولا يتهاون فى إرتكاب الأخطاء ومعاملة الآخرين فلا يظلم أحد. والإيمان يعزز شعوره بالراحة والرضا عن أفعاله ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديث صحيح دع مايريبك إلى ما لا يريبك وهى تنبيه صريح لإعمال الضمير وإيقاظ المشاعر فالمشاعر روح الضمير ومن ليس له مشاعر الحب والخير والرحمة والأحساس بالآخرين ومشاركتهم والإهتمام بهم لن تجد له ضمير.
    أضف تعليق