[caption id="attachment_474726" align="alignleft" width="204"]
د. ميادة شهاب[/caption]
الماسونية هي أحد المذاهب الفلسفية التي ظهرت في أوروبا، تحديدًا في انجلترا، في القرن السابع عشر الميلادي، في الفترة التي تعرف في التاريخ الأوروبي بعصر النهضة.
وتعد الماسونية المرحلة الثالثة والأخيرة لتطور القبالاه. "التصوف اليهودى"، وبينهما مرحلة وسيطة تعرف بالغنوصية. ولكي نفهم الماسونية حق الفهم، لا بد أن نفهم المرحلتين السابقتين عليها.
أولًا: القبالاه – ما هي؟
إن كلمة قبالاه هي أحد مصطلحات الشريعة اليهودية. وهي كلمة عبرية، تعني: التلقي. وقد تطورت دلالتها على مر التاريخ. وكان أول استعمال لمفهوم التلقي ما ورد على لسان فقهاء اليهود في المشنا (تراث يهودي في الفقه والشريعة يعود تاريخه للفترة ما بين القرن الثالث ق.م وحتى القرن الثاني الميلادي)، حيث جاء بالمشنا: "تلقى موسى الشريعة في سيناء ونقلها إلى يشوع، ونقلها يشوع إلى الشيوخ، والشيوخ إلى الأنبياء، والأنبياء إلى الفقهاء".
أي أن التلقي بدأ بتلقي موسى من الله، وانتهى بتلقي الفقهاء عن أسلافهم من الأنبياء والشيوخ. وهذا مفهوم خطير؛ لانه يمنح الفقهاء صلاحية التشريع. وهذا ما حدث بالفعل، حيث راح هؤلاء الفقهاء يفسرون نص التوراة وفقًا لأهوائهم. وجاء تفسيرهم للتوراة على أربعة مستويات: أولها التفسير الحرفي، وثانيها التفسير الرمزي، وثالثها التفسير المنطقي، ورابعها التفسير الباطني.
وما يعنينا هنا هو المستوى الرابع؛ أي التفسير الباطني، ويقصد به استنباط الأمور الغيبية من وراء النص التوراتي، تلك الأمور التي لا تظهر للعيان، ولا يفقهها القارئ العادي، ولا يستطيع أن يفهمها سوى الفقيه المفسر الذي يصل إليها عن طريق التلقي. وهنا لم يعد التلقي يعني تلقي الفقهاء عن السلف فقط، بل أصبح يعني التلقي عن الإله ذاته. فالمفسر الذي يفسر التوراة تفسيرًا باطنيًا يقوم بهذا العمل بناءًا على الفيض الإلهي الذي يتلقاه عن الروح القدس بما يشبه الوحي الذي يوحى إليه من الله لاستنباط ما لا يظهر حرفيًا في النص.
ومع نهاية القرن الثاني عشر الميلادي، أصبح مصطلح القبالاه يعني علم الغيبيات. وقد انبثقت عن القبالاه أهم الحركات الروحانية اليهودية؛ وهي الشبتائية والحسيدية.
وفي القرن الرابع عشر الميلادي، ظهر التمييز بين القبالاه النظرية والقبالاه التطبيقية، على غرار ما أحدثه موسى بن ميمون في الفكر الفلسفي، حين ميز بين الفلسفة النظرية والفلسفة التطبيقية.
القبالاه التطبيقية
لا تهدف إلى تفسير الشريعة، ولكن تحاول السيطرة على الكون عن طريق استعمال الأسماء المقدسة استعمالًا سحريًا. وهو امر لا يتاح إلا للأتقياء، ذوي أعلى درجات التقوى، وفي أوقات الكروب فقط، وإلا شكلت خطرًا شديدًا على النفس والجسد. حيث يغمر الاتقياء، في تلك الأوقات، الفيض الإلهي، ويحدث التلقي، التلقي عن الإله بالطبع؛ إذ تؤمن القبالاه التطبيقية باتحاد الأتقياء بالروح القدس، وتضع الفقهاء الأتقياء في مرتبة تفضل مرتبة الأنبياء؛ إذ ورد في كتاب مختصر علوم القبالاه، وهو نتاج عمل مجموعة من الفقهاء:
"الروح القدس لا تنفصل عن بني إسرائيل كما شرعنا في المشنا في خاتمة باب الجانحة وفي الفاسي وفي عين يعقوب وفي التلمود الأورشليمي في باب الموازين ص 13 أ. وقد قال الربي بنحاس بن يائير: الحرص يؤدي إلى الإتقان، والنقاء يؤدي إلى الطهارة، والزهد يؤدي إلى القداسة، وخشية الوقوع في الخطأ تؤدي إلى التقوى، والتقوى تؤدي إلى الروح القدس"
كما جاء في تفسير سفر القضاة: "كلٌ تحل به روح القدس بحسب عمله، ولا تنقطع روح القدس عن إسرائيل، ما ينقطع فقط هو قدس النبوة. والفقيه يفضل النبي حيث تغمره الروح القدس حتى في عصرنا هذا خاصة حين يكون في أرض إسرائيل، فمنذ أن خرب بيت المقدس انتهت كرامات الأنبياء وابتدأت كرامات الفقهاء"
تتضمن كتابات القبالاه التطبيقية طلاسم وتمائم وتعاويذ، والمشتغل بها يعرف باسم بَعَل شيم (أي ذو الاسم)، وهو القادر على تسخير الملائكة وطرد الأرواح الشريرة.
وقد تركت القبالاه التطبيقية تراثًا ضخمًا من المخطوطات، خاصة في مجال العلاج بالسحر والرقى والتعاويذ. إلا أن هذه المخطوطات لم تحظ بالقدر الكافي من الدراسة والتحقيق، بل نالها من الإهمال والتجاهل ما لم ينل غيرها من الكتابات العبرية القديمة. وهذا أمر جد عجيب؛ فمن المعروف عن اليهود اهتمامهم بإلقاء الضوء على كل ما يتصل بتاريخهم وتراثهم القديم. وفي رأيي أن سبب إهمال تلك المخطوطات هو تناولها للغيبيات والعلوم الباطنية، واحتوائها في معظم الاحوال على طلسمات وعبارات سحرية تندرج تحت ما يعرف، في المفهوم الشعبي، بالسحر الأسود. وهو الأمر الذي يوقع الرهبة في نفوس المشتغلين بتحقيق المخطوطات ويلقي في روعهم الإحساس برهبة المجهول والقوى السحرية الخفية، فتكون النتيجة هي عزوفهم عن دراستها.
ومن المجموعات النادرة التي تضم هذه المخطوطات، مجموعة شطاينشنيدر في ميونخ. وفيما قبل عام 1930 ظهرت محاولة لنشر وتحقيق مخطوطات القبالاه المحفوظة في المتحف البريطاني، إلا أن هذه المحاولة لم يكتب لها النجاح. وفي عام 1930 نشر جرشوم شالوم، وهو من اليهود القلائل الذين عملوا على تحقيق مخطوطات القبالاه، مجموعة من مخطوطات القبالاه المحفوظة في دار الكتب القومية في القدس.
والأمر الملاحظ عند قراءة مثل تلك الدراسات هو تجنب المحقق للأجزاء التي تحتوي الطلسمات أو العبارات السحرية، حيث يكتفي بالإشارة إلى وجودها خاصة وأنها تكون ظاهرة جلية؛ إذ تكتب بخط يخالف الخط الذي كتب به المخطوط، كما تكتب داخل مجموعة من الأشكال الهندسية، أشهرها الشكل الذي يعرف بنجمة داود السداسية. وسوف نوضح لاحقًا ما ترمز إليه هذه الرموز وما يرمز إليه الخط الذي كتبت به تلك الطلسمات في الفكر القبالي، وما الدور الذي تقوم به في الأعمال السحرية.
والحق أني أوافق هذا التوجه، أعني تجاهل الطلسمات والتعاويذ، ليس خوفًا من أثرها السحري أو ما شابه، ولكن لأني أرى أن ما تعكسه تلك المخطوطات من أبعاد تاريخية ثقافية وفقهية أهم بكثير من حل ما ورد بها من رموز سحرية وطلاسم. فهذه المخطوطات تنتمي تقريبًا إلى الفترة التي تعرف تاريخيًا بالعصر الوسيط (من القرن 10 م إلى القرن 14 م)، وتمثل هذه الفترة العصر الذهبي لازدهار الفكر الفلسفس اليهودي والإسلامي وتفاعلهما معًا تفاعلًا نتج عنه نتاجًا فقهيًا ضخمًا، وتراثًا أثار الجدل بين التيارين، اليهودي والإسلامي، فادعى كل منهما أصالته واقتباس الآخر منه. والأمر على هذا النحو يؤكد أن لا فائدة ترتجى من حل الطلسم، فهو علم غير نافع، بل جل الفائدة ترتجى من تحليل المضمون. يقول تعالى عن السحر في سورة البقرة: "وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ " (102)، وفي سورة الجن: "وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا" ﴿٦﴾. وفي سفر اللاويين جاء: "لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى الْجَانِّ وَلاَ تَطْلُبُوا التَّوَابعَ، فَتَتَنَجَّسُوا بِهِم" (19: 31).، وجاء في سفر ملاخي: "وَأَقْتَرِبُ إِلَيْكُمْ لِلْحُكْمِ، وَأَكُونُ شَاهِدًا سَرِيعًا عَلَى السَّحَرَةِ وَعَلَى الْفَاسِقِينَ وَعَلَى الْحَالِفِينَ زُورًا" (3: 5)
خط هرمس .. خط السحر والطلاسم
الخط الذي كتبت به الطلسمات والعبارات السحرية التي ترد في مخطوطات القبالاه يعرف بخط الحكيم هرمس، وفقًا لتوصيف ابن وحشية النبطي في مخطوط "شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام".
من هو هرمس؟
إن هرمس شخصية يصعب الوصول إلى ملامحها التاريخية، من محل الميلاد والعصر الذي عاش فيه، وطبيعة رسالته: هل كانت ضربًا من النبوة؟ أم اقتصرت على الحكمة؟. وكذلك الأمر فيما ينسب إليه من كتابات. وهو شخصية تنازعتها الحضارات القديمة، كل يحاول نسبتها إليه، وربما كان هذا الشيئ الوحيد المتفق عليه بشأن هرمس. فبعض الروايات تعده بابليًا، وبعضها تعده مصريًا. وقد ذكر ابن النديم أنه بابلي الأصل انتقل إلى مصر ومات هناك. وهناك روايات أخرى تعده فارسيًا. كما اعتبرته اليمن من أجدادها. وجعله ابن كثير من نسب النبي محمد.
فهو عند المصريين الحكيم المصري تحوت، الذي قيل عنه أنه تجول بحكمته إلى كائن رباني، قًدس في مصر القديمة قبل عام 3000 ق.م على أقل تقدير، كما يعزى إليه اختراع الكتابة الهيروغليفية، وكشف علوم الفلك والعمارة والهندسة والطب والإلهيات. وهو عند الفرس ربما يكون زراديشت. وعند الصابئة أحد أنبيائهم، وتعد كتاباته التعاليم المقدسة بالنسبة لهم. وهو عند اليهود النبي أخنوخ، وتعد كتاباته أساسًا للزهد والتنسك. وهو عند المسلمين النبي إدريس، وتعد كتاباته أساس التصوف الإسلامي. وتعرف كتاباته بصفة عامة باسم الهرمسيات.
الهرمسيات
ظهرت محاولات عدة لتوحيد الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام، عن طريق اتخاذ الهرمسيات كتابًا مقدسًا مشتركًا. وأوضح أصحاب تلك المحاولات أن هدفهم القضاء على روح التناحر والعداء بين أتباع تلك الديانات، وإحلال التلاحم والسلام بينهم. وكان أشهر تلك المحاولات محاولة الفيلسوف الصوفي الإيراني يحيى السهرودي في القرن الثاني عشر الميلادي، الذي حاول أن يربط بين ما أسماه الدين الشرقي الأصلي وبين الإسلام، حيث قال أن حكماء العالم القديم قد دعوا إلى مذهب وحيد وهو الذي تنزل على هرمس. وكان عاقبة ذلك أن اتهم بالزندقة، وحكم عليه بالإعدام. ونحا نفس منحاه، في القرن السادس عشر في أوروبا، شخص يدعى جيوردانو برونو، فسر الكون بطريقة صوفية تمامًا، وكان يعتقد أن دين هرمس، الذي وصفه بأنه مصريًا، هو جد المدارس الأسرارية اليونانية، وأنه دين موسى واليهود، وانه مهد المسيحية. وكان يعتقد أنه قد حان الوقت كي يصبح هذا الدين هو الدين الموحد. وقد قبضت عليه كنيسة الروم الكاثوليك وأحرقته.
وهناك بعض الشبه بين الهرمسيات وبعض مخطوطات القبالاه من حيث المضمون، خاصة ما يتعلق بعلم الفلك وقراءة الطالع، وربط مصير الإنسان بحركة الأجرام السماوية، أو ما يعرف في عصرنا الحديث بعلم الأبراج، وقراءة طالع الإنسان وفقًا للبرج الذي ينتمي إليه.
رموز القبالاه
اتخذ أتباع القبالاه مجموعة من الرموز ترمز إلى مذهبهم الفكري. وهي رموز يكتنفها الغموض وتثير حولها العديد من التساؤلات. ونحاول في السطور القليلة القادمة أن نزيل بعضًا من هذا الغموض.
أنواع الرموز في القبالاه
الرموز في القبالاه تنقسم إلى ثلاثة أنواع: إما أنها مجموعة من الأشكال الهندسية، أو رموز تنتمي إلى الحضارات الإنسانية القديمة، أو رموز ورد ذكرها في القصص التوراتي.
والسبب في ذلك هو ما ذكرناه سلفًا عن علاقة القبالاه بهرمس والهرمسيات. فهرمس، الذي لا يعرف على وجه التحديد انتماؤه الحضاري، يعرف في التاريخ باسم مثلث العظمة؛ وذلك لأنه برع في علوم ثلاثة: الفلك والهندسة والكتابة. وقد وضحنا علاقة القبالاه بالفلك والأجرام، وبالكتابة خاصة كتابة الطلاسم بخط هرمس، وهانحن نوضح علاقتها بعلم الهندسة. وهذا يفسر أيضًا كون رموز القبالاه مستقاة من الحضارات القديمة؛ فهي الحضارات التي جمعتها الهرمسيات، وهذا أيضًا شأن الرموز الواردة في القصص التوراتي، لأن هذا القصص ما هو إلا تراث الشرق الأدنى القديم الحضاري.
أولًا: الأشكال الهندسية
ترمز نجمة داود السداسية في الفكر القبالي إلى اتحاد الذكر بالأنثى، الذي ينتج عنه خلق العالم وإعماره بالنسل. فالنجمة عبارة عن مثلثين متحدين أحدهما معتدل والآخر مقلوب. يرمز المثلث المقلوب إلى الذكر، والمعتدل إلى الأنثى. ومن اتحادهما معًا تنسل البشرية جميعًا. حيث تؤمن القبالاه أن الأرواح تهيم في السماء والروح نصفها ذكر ونصفها أنثى، فإذا ما هبطت إلى الأرض، انفصل النصفان، وسكن النصف الذكوري جسد ذكر وسكن النصف الأنثوي جسد أنثى. ثم يعودا إلى الاتحاد عن طريق الزواج؛ لذلك يعد الزواج فريضة في اليهودية، ومن لا يتزوج يعد عاصيًا ويلزم أن يتوب عن ذنبه.
وجدير بالذكر أن هذا الفكر ليس يهوديًا بل شاع في الحضارات القديمة، كما أن رمز النجمة ذاته ليس يهوديًا بل عرفته الحضارات القديمة أيضًا.
ونلاحظ بالنظر إلى الصورة مجموعة من الكلمات كتبت في زوايا الشكل، وهي: تاج المُلك، تاج الشريعة، تاج الكهانة، الحكمة، الإدراك، الأبد، المعرفة، الجلال، التقوى، القوة، أساس المُلك، العظمة.
بتدقيق النظر فيها نجد أنها هي ذاتها نجمة داود وقد كتبت في زواياها نفس الكلمات سابقة الذكر ولكن تم رسم خطوط هندسية تصل بين أطراف النجمة نتج عنها مزيد من المثلثات وكونت شكلًا يشبه الهرم.
لأنها تشبه الهرم.
وفي بعض الأحيان نجد تلك المثلثات والأشكال الهرمية محاطة ببعض الدوائر التي يتقاطع بعضها ببعض، كرمز لما يعتري الكون من أحداث.
ثانيًا: رموز الحضارات القديمة
سبب كونه رمزًا قباليًا ما ذكرناه في رمز شجرة الحياة التي تحولت إلى ما يشبه الهرم.
وهو من الرموز التي عرفتها الحضارة الفرعونية، ويرمز للحياة وسبق أن ذكرنا أن أساس الرموز القبالية نجمة داود التي ترمز إلى الحياة عن طريق التقاء الذكر بالأنثى عند اتحاد الروح.
وهي التي تعرف في الحضارة المصرية القديمة بعين حورس وهي من الرموز الطاردة للأرواح الشريرة وتستعمل في الوقاية من الحسد.
ثالثًا: رموز القصص التوراتي
وقد ذكرنا من قبل أن رموز القصص التوراتي عرفتها الحضارات القديمة أيضًا، والحية ورد ذكرها في سفر التكوين في قصة آدم وحواء، حيث جاء في الإصحاح الثالث: "وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ اللهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلاَّ تَمُوتَا فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ"
خلاصة
قبل أن نفهم الماسونية يجب أن نفهم القبالاه ثم الغنوصية.
أما عن القبالاه، فهي نتاج فكري فلسفي لفقهاء اليهود، تفرع عنها فرع يعرف بالقبالاه التطبيقية.
اختصت القبالاه التطبيقية بالأمور الباطنية وعالم السحر وتسخير قوى الطبيعة.
تشابهت في شكلها ومضمونها مع ما يعرف بالهرمسيات.
فقهاء القبالاه التطبيقية، في الفكر الديني اليهودي، أعلى مرتبة من الأنبياء، ويتمتعون بالفيض الإلهي الذي يمنحهم القوى الخارقة.
استعملت بعض الرموز والأشكال التي ترمز إلى الحياة.
............................................................................
* دكتور ميادة شهاب، خبيرة يهوديات ومدرس في كلية أداب بجامعة عين شمس قسم عبري.