إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: امرأة هزت عرش الإخوان

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: امرأة هزت عرش الإخوانإسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: امرأة هزت عرش الإخوان

*سلايد رئيسى10-6-2020 | 16:39

إذا دخلت يومًا مدرسة ابتدائية ورأيت تلميذًا يتشاجر مع زميله فيخطف منه حقيبته المدرسية ويلقيها على الأرض فتتبعثر محتوياتها.. ثم يحاول زميله أن ينتقم منه فيجرى ورائه ويلحق به وينتزع حقيبته ليلقى بها على الأرض.. ثم رأيت التلميذ يقف فجأة ويرفع عيناه إلى السماء وقد تبدلت ملامح وجهه وقال لزميله بصوت خفيض وأداء مسرحى مفتعل.. حرام عليك الشنطة فيها كتاب الدين (!!!).. إذا رأيت مثل هذا المشهد فأغلب الظن أن هذا التلميذ سيكون إخوانيًا عندما يكبر.. أو على الأقل سيكون من المتعاطفين مع الإخوان(!!!) والحقيقة أن هذه هى الحقيقة الوحيدة للإخوان.. يستخدمون الدين لتحقيق أهدافهم وستارًا يختبئون ورائه لإخفاء حقيقتهم.. لم أقابل إخوانى قبل أحداث يناير 2011.. وبعد وصولهم إلى الحكم فى عام 2012 وبحكم موقعى كرئيس لمؤسسة صحفية التقيت بهم وتعاملت معهم.. بعدها تأكد لى أن هؤلاء القوم جوعى للسلطة وأنهم يستخدمون الشعارات كما يستخدم الحاوى أوراقه وأدواته.. الشريعة.. الديمقراطية.. القصاص.. وغيرها من الشعارات التى يتلاعبون بها لإحكام قبضتهم وفرض سيطرتهم.. وبعد ثورة 30 يونيو وسقوط الإخوان عرفت عنهم ما هو أكثر.. عرفت أن الجبن بالنسبة للإخوان سيد الأخلاق وأنهم يتمتعون بخسة وندالة وقدرة هائلة على ابتلاع الأهانة أكثر من أى جماعة دينية أو سياسية أخرى!.. أذكر القارئ بهروب كل قيادات الإخوان من رابعة قبل عملية فض رابعة بساعات أذكره بأن كل القيادات بلا استثناء وعلى رأسهم المرشد محمد بديع الذى ارتدى زى امرأة منقبة هربوا تاركين ورائهم المعتصمين يواجهون مصيرهم.. وأذكر القارئ بالقيادى صفوت حجازى وتصرفاته المشينة عقب إلقاء القبض عليه متنكرًا قبل هروبه إلى ليبيا.. فهو لم يكتفى بأنكار أنه من الإخوان وأنه أقسم بالله أنه ليس أخوانيا.. لكنه عرض على الضباط الذين اعتقلوه أن يساعدهم فى تعقب الإخوان (!!!) هذا المشهد تحديدًا نقلته إلينا عدسات التليفزيون.. وأظننا جميعًا نتذكر مشهد صفوت حجازى وهو جالس فى أحد المكاتب وفى يده ساندوتش وبجواره علبة مياه غازية وهو يحاول إقناع الموجودين بأنه ليس إخوانيا وأنه يستطيع أن يساعد فى تعقبهم (!!!) ومن المشهور عن الإخوان أنهم ينكرون دائمًا أنهم إخوان.. فتجد الإخوانى يبدأ حديثه معك بعبارة "أنا مش إخوانى" لكن.. وبعد لكن هذه نكتشف أنه إخوانى إبن إخوانى.. تعرفت على إخوانى عن طريق مجموعات الواتس آب.. فجأة وجدت نفسى مشتركًا فى "جروب" يحمل اسم أصدقاء يوم الجمعة.. وقد لاحظت أن صاحبنا هذا – وكان واحدًا من أعضاء هذا الجروب – لاحظت أنه يهاجم مصر ويحاول تشويه صورة النظام.. وبدأت أرد عليه لكن كان من الواضح أنه يتمتع بقدر عال من الغباء.. استفزتنى رسائله فسألته: هل أنت إخوانى؟! ولن يصدق القارئ أننى كررت عليه السؤال أكثر من عشر مرات على امتداد شهر كامل.. فلم أحظى منه إلا بمراوغة وملاوعة.. المسألة وصلت إلى حد أننى وجّهت إليه إهانة بسبب إصراره على المراوغة والإنكار.. فابتلع الإهانة كما يبتلع الماء!.. الغريب أن الإخوان يتحدثون بعد ذلك عن المبادئ وكأنهم من أصحاب المبادئ (!!!) ولا أعرف عن أى مبادئ يتحدث الإخوان.. إذا كانوا أساسا ينكرون أنهم إخوان.. طبعا لأنهم يخافون من السجون.. لكن لو أنهم كانوا بالفعل يؤمنون بأنهم على حق.. لفعلوا ما كان يفعله المسلمين الأوائل الذين كانوا يلاقون العذاب على يد الكفار لكى يتخلوا عن دينهم.. وكان فى إمكانهم أن يتظاهروا بذلك على الأقل.. لكنهم لم يفعلوا ولم ينكروا هويتهم الإسلامية أو يخفوها.. لأنهم كانوا يعرفون أنهم على حق.. وهكذا هم الإخوان فى كل زمان ومكان.. يعتنقون مبدأ الجبن سيد الأخلاق ويتمتعون بقدر من الخسة والنزالة والقدرة على ابتلاع الإهانة أكثر من كل الناس!.. ولم يكن راشد الغنوشى رئيس حزب النهضة التونسى.. وهو حزب الإخوان فى تونس.. لم يكن إلا نموذجا مجسدا للإخوانى الذى يعتنق مبدأ الجبن سيد الأخلاق والذى يتمتع بخسة ونذالة وقدرة هائلة على ابتلاع الإهانة!.. تابعت باهتمام الأحداث التى شهدها البرلمان التونسى فى أعقاب الاتصالات التى قام بها الإخوانى راشد الغنوشى رئيس البرلمان التونسى مع أردوغان ومع السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية.. تابعت ما قامت به النائبة التونسية عبير موسى رئيس كتلة الحزب الدستورى الحر والمعروفة بعدائها للإخوان.. والتى أستطيع أن أقول عنها إنها المرأة التى هزت عرش الإخوان!.. وقفت النائبة عبير موسى تتحدث بمنتهى القوة والشجاعة موجهة حديثها لراشد الغنوشى.. إسمع!.. أقول لك إن هذه جلسة مسائلة ستسمع فيها حقيقتك المُرة.. وبدأت النائبة التونسية تكيل الضربات للغنوشى.. فوق الحزام وتحت الحزام وخلف الحزام وأمام الحزام!.. أنت قمت بأخونة إدارة البرلمان.. وتجاوزت القوانين.. أنت ذهبت لزيارة أردوغان خلسة.. أنت لم تحترم السيادة التونسية.. أجريت محادثة تليفونية مع أردوغان يوم 25 أبريل وكذبت على الشعب التونسى وأنكرت أنك اتصلت به.. قلت إنك اتصلت برؤساء برلمانات دول المغرب العربى وكذبت لأنك لم تتصل برئيس البرلمان الليبى لمجرد أنه يقف ضد أردوغان.. أنت تكذب علينا نحن النواب.. أنت كذبت على الناخبين.. خدعت التوانسة وقلت إنك تؤمن بمدنية الدولة لكن الحقيقة أن مرجعيتكم عدم الفصل بين الدين والسياسة.. أنتم تكفرون التوانسة.. القرضاوى أفتى بقتل الأبرياء فتقبله أنت من جبينه.. أنت التقيت بقيادات الإخوان الإرهابيين.. أنت جزء من تنظيم الإخوان الدولى.. أنت تستعمل منبر البرلمان لتنفيذ مخططات الإخوان.. وأسألك أنت محكوم عليك فى عام 1991 بأحكام غيابية.. كيف دخلت تونس فى عام 2011 بدون توقيف ولا محاكمة؟.. أنت عفوت عن الإرهابيين.. حزبكم قائم على مرجعية دينية.. أنت تنتمى لتنظيم لا يهمه الوطن.. لا يهمه تونس.. أنتم زورتم تاريخ تونس وأحدثتم الفتنة.. وأهدرتم دم المؤسسة العسكرية وأهدرتم دم المؤسسة الأمنية.. ويواجه الغنوشى إهانة لم يسبق لرئيس برلمان مواجهتها عندما تقول النائبة عبير موسى: يجب أن تخرج من هذا البرلمان.. لا يشرفنا كنواب أن تكون رئيس للبرلمان.. وسوف نزيحك من مكانك.. أنت كذاب مراوغ (!!!) كيف تعامل الغنوشى مع هذه الاتهامات.. كيف تعامل مع كل هذه الإهانات؟.. فعل الغنوشى ما يفعله كل إخوانى.. ابتلع الإهانة كما يبتلع الماء.. كذب وراوغ.. قال الغنوشى فى رده إنه سعيد بهذا الاختلاف الذى يثبت أن تونس ماضية فى طريق الديمقراطية.. طبعًا لم يجرؤ على الإشارة من قريب وبعيد للاتهامات التى وجّهتها له النائبة عبير موسى.. ويحاول الغنوشى تبرير اتصاله بأردوغان فيتحدث عما يسميه دبلوماسية البرلمان.. ويرد عليه نائب تونسى آخر ويوجه له مزيد من الإهانات.. قال له النائب: يبدو أنك لم تفهم كلام رئيس الجمهورية الذى قال إن تونس لها رئيس واحد.. هو الذى يحدد سياستها الخارجية.. أنت خائن.. أنت عميل لقطر وتركيا (!!!) النائبة عبير موسى امرأة بمائة رجل من عيّنة الغنوشى.. طبعا لأن البشر جنسين.. رجل وامرأة.. أما الإخوان فهم امرأة وأشباه رجال!
أضف تعليق

إعلان آراك 2