القس بولا فؤاد رياض* يكتب: صَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ

القس بولا فؤاد رياض* يكتب: صَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْالقس بولا فؤاد رياض* يكتب: صَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ

*سلايد رئيسى23-6-2020 | 20:07

بداية، أحب أن أوجه التحية والتقدير والاحترام للشعب الكويتي الكريم، وسمو الشيخ أمير دولة الكويت الشقيقة، فوجئنا نحن المصريين في الأيام القليلة الماضية بهجوم عنيف من بعض الشخصيات الكويتية على المصريين العاملين في الكويت الشقيق، ومنها شخصيات برلمانية مثل الفنانة الكويتية حياة الفهد، وتصريحات أدلت بها عن الوافدين- ولا سيما المصابين بفيروس كورونا- وتابعتها أيضاً صفاء الهاشم، حيث قالت: إن الوافدين أصبح ضررهم أكبر من نفعهم، وتطاول البعض بألفاظ بذيئة على المصريين ونحن نعلم علم اليقين أن هؤلاء الذين يًعدون على أصابع اليد الواحدة لا يمثلون جموع الشعب الكويتي، ولا حكام الكويت الذين يكنًون كل حب واحترام وتقدير للمصريين، ويعرفون الجميل الذي صنعه المصريين معهم، ودورهم في حرب تحرير الكويت، وفي اعادة بناء دولة الكويت مرة أخرى، وعودة الحياة إلى طبيعتها وتقدم دولة الكويت . أيضاً نجد أن فنانة كويتية أيضاً قد فاجأتنا نحن المسيحيين في العالم كله بأن نشرت على حسابها الشخصي صورة مُعدلة للعشاء الأخير الخاص بالسيد المسيح مع تلاميذه، حيث قامت بالإساءة للسيد المسيح له المجد وللمسيحيين كلهم. بأن رسمت الفنانة نوال الكويتية نفسها مكان السيد المسيح له المجد في لوحة العشاء الأخير، ورسمت مجموعة من الفنانين الخليجيين مكان التلاميذ. طبعاً بتلك اللوحة المسيئة للسيد المسيح وللمسيحيين تذكرنا وتعيد للأذهان ذكرى الرسوم المسيئة لرسول الإسلام في صحيفة “بولاندس بوندس” الدنماركية التي تم نشرها في 30 سبتمبر 2005، حيث نشرت 12 صورة كاريكاتيرية مسيئة، وفي 10/10/2006 قامت الصحيفة النرويجية Magazlent والصحيفة الألمانية “دي فيلت” والصحيفة الفرنسية “France Soir” ، وصحف أخرى في أوروبا، بإعادة نشر تلك الصور، وهذه الصور جرحت مشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم وأشعلت فتيل موجة من الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم الإسلامي وأودت هذه الأحداث بحياة 50 شخص. أي أن نشر هذه الرسوم قوبل بموجة عارمة على الصعيدين الشعبي والسياسي في العالم الإسلامي، وكان رد الفعل عنيفاً. حيث تم احراق القنصلية الدنماركية في بيروت في 5 فبراير 2006م، وكان المسيحيون وكنائسهم أيضاً هدف للانتقام والعنف في أماكن كثيرة، وللأسف قامت صحيفة دانماركية بإعادة نشر الرسوم المسيئة بعد هجوم “ شارل ايبدو ”، وأيضاً من ضمن أحداث ازدراء الأديان، نجد الفيلم المسيء “الفيلم الهولندي”، ووجدنا رد فعل مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث واضحاً، فأدان قداسة البابا ورؤساء مجلس كنائس الشرق الأوسط نشر صحف دانماركية وأوروبية رسوماً مسيئة إلى نبي الإسلام واصفاً ذلك بأنه اعتداء صارخ على معتقدات المسلمين، وانتهاك واستفزاز للمشاعر الدينية، معتبراً أنها محاولات شريرة لبث الفرقة. وجاء في بيان مجلس كنائس الشرق الأوسط “أن نشر الرسوم هو انتهاكات حمقاء وممارسات شاذة تُشكل مصدراً شريراً لتغذية الإرهاب العالمي، وبوقاً ناعقاً لتأصيل الصراع بين اتباع الديانات والثقافات والحضارات، ودعوة مُنكرة إلى غرس العداوة والبغضاء بين الناس، وهو ما يتعارض مع السماحة المطلوبة بين أتباع الديانات، وطالب البيان بمسائلة الجهات الني أثارت هذه الفتنة الطائفية الهوجاء وممارستها، والتعهد بعدم العودة إلى تلك الممارسات وقطع الطريق على محاولات الأيادي الشريرة ضرب الحياة المشتركة بين المسلمين والمسيحيين. وأكّد بيان الأزهر الصادر في 21/6/2015 رداً على الرسوم والفيلم المسيء:” أنه يستنكر بشدة عرض الفيلم الكارتوني المسيء، مؤكداً أن مثل هذه المحاولات المغرضة تعد استفزازاً واضحاً للمسلمين، وأكّد أن هذه الفيلم من شأنه إثارة غضب من قبل المسلمين، ولا رابح من ورائه سوى الإرهاب الأسود، وأكّد البيان أن تزرع منتج هذا الفيلم بدعاوي حرية الرأي والتعبير هو في غير موضعه، وذلك لأن مثل هذه الأعمال لا تعبر إلا عن الكراهية، فضلاً عن كونها تتنافى مع احترام معتقدات الآخر وقبول ثقافته ومراعاة مشاعره. كنت أتمنى أن يصدر عن الأزهر الشريف بيان بنفس هذا المضمون يستنكر ما فعلته نوال الكويتية بإساءتها البالغة التي أساءت بها للسيد المسيح وللمسيحيين، وكذلك إدانة وبشدة الأحداث الإجرامية التي يقوم بها أعداء الإنسانية بالجماعات المتطرفة الإسلامية بكل تنظيمها وخصوصاً جماعة حركة “بوكو حرام” التي تم تأسيسها من قبل أهل السنة للدعوة والجهاد عام 2002 على يد محمد يوسف، حيث استمدت نشاطها من حركة “طالبان” الأفغانية واستهدفت عناصر الجيش والشرطة واختطاف الفتيات واغتصابهن أو اعدامهن في حالة الرفض و المقاومة واستهداف المنشآت الدينية ، سواء المساجد أو الكنائس بأعمال إرهابية وقتل للمصلين. ومن ضمن أنشطتها الإجرامية وتاريخها الإرهابي الأسود، الاعتداء على مدرسة بنات ثانوية في شمال نيجيريا واختطاف 576 فتاة، وكشفت خطة الجماعة عن بيعهن في الأسواق كجواري أو إجبارهم على الزواج من إسلاميين بالقوة، وأكد زعيمهم أنهم قاموا باختطاف الفتيات من أجل التربية الغربية التي تسمح للفتيات بالتعلم، واجبار الفتيات على ترك المدارس والزواج وكذلك استهداف الكنائس أكثر من مرة، على سبيل المثال تفجير كنيسة في مدينة بوتيكوم شمال شرق نيجيريا .وهناك تقليد وحشي لهذه الجماعة “بوكو حرام” في الكاميرون يتم فيه كيّ صدر الفتيات عند بلوغهن في محاولة لإبقائها محطمة للقضاء على مَعلم أنوثتهن. كذلك تعددت جرائم بوكوحرام في سلسلة تفجيرات استهدفت مسجداً وتجمعا شعبيا في شمال شرق نيجيريا قتل بها 54 شخصاً وجرحى كثيرين. وفي منتصف يناير الماضي قتلت أكثر من 60 شخص، ويعوزنا الكثير والكثير في سرد مثل هذه الفظائع. نحن نتذكر الحادث البشع وهو مقتل رجل أسمر البشرة (جورج فلويد) على يد شرطي أبيض وطالبنا بمساءلة ضابط الشرطة الأبيض، والضمير الانساني لم يقبل مثل هذا العمل. فأين الضمير الانساني من أمثال جماعة بوكوحرام وغيرها من الجماعات المتطرفة؟! أين الضمير الانساني العربي والعالمي مما فعلته نوال الكويتية؟! أين الأزهر مما فعلته نوال الكويتية من الإساءة للسيد المسيح وللمسيحيين؟؟!! كنا نتمنى إصدار بيان- كما صدر من قبل عندما تمت الإساءة لنبي الإسلام- وأصدر مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث ومجلس كنائس الشرق الأوسط بياناً لتأكيد الإدانة للرسوم المسيئة والعلم المسيء. أتمنى ألا تكون هؤلاء النسوة مثل حياة الفهد، وصفاء الهاشم، ونوال.. وللأسف لا أعرف اسم والدها- وجميعهن شخصيات مرموقة وفنانات للأسف- قد سببوا بإساءتهم للشعب المصري، وللمسيحيين أي أذى نفسي، ولسوف تمحى هذه الآثار عندما يرجع هؤلاء عن الجرم الذي قاموا به نحو الشعب المصري، وكذلك ما فعلته نوال الكويتية بالإساءة للسيد المسيح وللمسيحيين، وليس أمامنا سوى كلام السيد المسيح نفسه "َصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ ". ......................................................... * كاهن كنيسة مارجرجس المطرية - القاهرة
أضف تعليق

مَن صنع بُعبع الثانوية العامة ؟!

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2