أمل إبراهيم تكتب: كوفيد 19 والفرز الإنسانى

أمل إبراهيم تكتب: كوفيد 19 والفرز الإنسانىأمل إبراهيم تكتب: كوفيد 19 والفرز الإنسانى

*سلايد رئيسى24-6-2020 | 13:12

لم يكن كوفيد 19 مجرد فيروس تسبب فى إثارة حالة من الرعب فى العالم كله أو رمزا للخسائر الاقتصادية بالمليارات، أو سببا لبقاء الناس فى البيوت والشعور بالعزلة بعد وقف الكثير من الأنشطة وإصابة الحياة بحالة من الشلل، ولكن جاء كوفيد 19 ليكون خطا واضحا للفصل بين الأبيض والأسود بين الخير والشر بين الشعور بالإنسانية والتكاتف والشعور بالأنانية، ورفع شعار أنا ومن بعدي الطوفان. ..فترة من الفرز البشرى تعلن عن نفسها بكل وضوح دون أدنى خجل أو محاولة للتوارى من قبل النماذج السلبية التى تؤكد أن الإنسان تحت الضغط وحين الأزمة يظهر معدنه الحقيقى. جاءت المواقف والصور شديدة التباين ووصلت إلى حالة من التطرف التى تصيبنا بالدهشة حين نعرف تفاصيلها، الأخبار تنقل حكايات أسر وأبناء رفضوا تسلم جثامين أمهاتهم وأباءهم خوفا من العدوى وربما هى المرة الأولى التى يفقد فيها الموت جلاله وهيبته التى يقدرها أغلب المصريين و التى تؤكدها مقولة " إكرام الميت دفنه " الدليل على عدم التقاعس فى القيام بالواجب تجاه المتوفى وأهله. على الجانب الآخر صورة لأحد الأبناء الذي يرفض أن يحمل المسعفون أمه ويصر أنه أولى بحملها ويذهب معها إلى المستشفى وعندما يمنعونه من مرافقتها يبكى مثل الصغار ويطمئن أمه أنه لن يتركها وسيبقى بجوار باب المستشفى حتى تتعافى وتعود بالسلامة ويحملها إلى البيت ..نماذج كثيرة عن قسوة القلوب والشعور والأنانية والتخلى عن أقرب الناس يقابلها قصص من البر والحب والحنان والدموع والاهتمام. البعض عامل الأطباء والتمريض كأنهم سبب لنقل الفيروس ونشره ورفضوا وجودهم كجيران فى نفس السكن وعاملوهم بقدر من التنمر وأخرون قدروا مجهودهم والعمل تحت ظروف صعبة وفى ظل نقص إمكانيات الحماية والوقاية.. وقرر الكثيرون أننا فى مواجهة أزمة أنسانية تستوجب المساعدة والتبرع بكل ما نستطيع من توفير كمامات إلى تجهيز أماكن عزل وسراير للمرضى وأجهزة تنفس وتوفير وجبات للصفوف الأولى. حيث يقوم الأطباء والتمريض بمجهود عظيم فى مواجهة كورونا داخل المستشفيات وعمل جروبات على مواقع التواصل للمساعدة بكل الطرق وبقدر المستطاع فى معركة مع المجتمع لنشر الوعى بين الناس والرد على أسئلة المتابعين والتحذير من تناول الأدوية بدون داع.. وقراءة التحاليل وتطمين أصحابها أو توجيههم إلى الخطوات التى يجب أتخاذها. لقد دشن الكثير عدد من الصفحات التى يتم من خلالها عرض مساعدات المتطوعين لتوصيل الأدوية إلى مرضى كورونا وعمل وجبات صحية يتم إرسالها حتى باب المرضى الذين لا يجدون من يساعدهم.. وتنتشر أفكار وصور الناس الذين قرروا مساعدة جيرانهم وتوفير وجبات يومية فى فترة العزل، أو شراء طلبات المنزل لأهل البيت المصاب.. كما انتشرت عروض التبرع بالبلازما من قبل المتعافين الذين قرروا مساعدة غيرهم على تخطى آلام كورونا. وفى نفس الوقت الذى قرر البعض أن تكون مادة للتجارة والربح.. جاء زمن كوفيد 19 ليقول بعلو الصوت كلنا فى مركب واحد ومساعدة الآخرين تعنى نجاة الجميع لأنه لا أحد يعلم فى غياب اللقاح ونقص الدواء على من يكون الدور. كوفيد 19 وباء وأبتلاء لصحة البشر وأخلاقهم.. ومدى رؤيتهم لمعانى الإنسانية والخير .
أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2