وكالات
بدأ موسم الصيد السنوي في جزر فارو، لتتحول المياه إلى بحر من الدم، مع قتل الحيتان والدلافين بالأيدي والسكاكين بعد جلبها إلى الجرف والمياه الضحلة.
وتعرضت هذه الممارسة، التي تمارس منذ قرون طويلة، للانتقاد من قبل النشطاء في مجال البيئة والرفق بالحيوان في جميع أنحاء العالم، وتشمل العملية المعروفة باسم "غريند" أو "Grindadráp"، العشرات من الحيتان والدلافين، التي يجلبها الصيادون إلى المياه الضحلة، في القوارب والمراكب الشراعية كل عام.
ويتجمع مجموعة من الناس في المياه الضحلة وعلى الشاطئ، لسحب الثديات البحرية وقتلها بالسكاكين والأيدي، ويتم توزيع اللحم على السكان فيما بعد.
وانتقد العديد من النشطاء هذه الممارسة المعمول بها منذ قرون، حيث ذكرت المنظمة الأمريكية التي تطالب بالمعاملة الأخلاقية للحيوانات (بيتا)، أن هذه الأفعال تعرض الثديات للألم والرعب.
وكتبت منظمة "بيتا" البريطانيا، على موقعها: "الحيتان والدلافين مخلوقات ذكية جدا، وتشعر بالألم والخوف".
وفي الشهر الماضي، أعلنت شركة Shepherd الهولندية، وهي منظمة غير ربحية، عن تقديمها لطلب رسمي إلى المفوضية الأوروبية، لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الدنمارك، مع اتهام المسؤولين بتسهيل عمليات الذبح.
وتزعم المجموعة الناشطة أن المسؤولين الدنماركيين، بمن فيهم رجال الشرطة والبحرية وموظفو الجمارك، كانوا يساهمون ويشاركون في عملية الذبح، الأمر الذي ينتهك التوجيهات بشأن الحفاظ على الطبيعة والحيوانات والنباتات البرية.
وفي الشهر الماضي، قام ناشطون بتخريب تمثال مشهور في كوبنهاغن، في خطوة لدعوة الدنمارك إلى "الدفاع عن الحيتان في جزر فارو"، هذا ونفت منظمة Shepherd مشاركتها في هذا الفعل.
وتجدر الإشارة إلى أن جزر فارو، وهي إقليم مستقل في شمال المحيط الأطلسي، تعد جزءا من مملكة الدنمارك، وعلى الرغم من انضمام هذه الجزر إلى الاتحاد الأوروبي في عام 1973، إلا أنها بقيت خارج هذا التكتل، لذا فإنها لا تخضع مباشرة لقوانين الاتحاد الأوروبي، التي تحظر قتل الحيتان والدلافين.
وفي الوقت نفسه، دافع متحدث باسم جزر فارو عن هذه الممارسة العام الماضي، قائلا: "إن صيد الحيتان جزء طبيعي من حياة السكان في فارو".
ويُعتقد أن هذه المذبحة التي تجرى بين شهري يونيو ونوفمبر سنويا، بدأت منذ أكثر من ألف عام، مع قتل نحو 838 من الحيتان والدلافين في المتوسط سنويا، وفقا لدراسة أجريت عام 2012.