إبراهيم رضوان يكتب : طبول الحرب !

أقول كلامي هذا ورزقي على الله ، يخطئ من يظن أن مصر ستخوض حربا تقليدية سواء في ليبيا أو أثيوبيا ، فلدينا قيادة تعي جيدا ماذا تعني كلمة حرب ، ولدينا قيادة تعي جيدا أن أول طلقة ليست كآخر طلقة ، ربما الأولى بأيدينا ولكن الآخيرة لن تكون .. قبل 25 عاما سافرت الي آخر نقطة في النيل جنوبا ، قلت لنفسي أريد أن أشرب من مياة النيل كأصفى ما يكون وكأنظف ما يكون ، هكذا أمد "بوزي" الي مياة النهر وأشرب فطالما شربت من مياة الترعة وأنا صغير ، ولكني للأسف وجدت سياح بلدنا يحملون قوارير المياة المعبأة ، ولما سألتهم قالوا لي بالحرف الواحد " سفاراتنا تحذرنا قبل القدوم الي مصر من مياة النيل الملوثة " ، وعندما سافرت الي السعودية قبل 20 عاما ورأيت أكواب المياة تباع بسعر أغلى من البنزين ، قالوا لي لي " أفضل من مياة النيل لديكم الملوثة " .. هكذا الوضع ، لا نستطيع تحميل الإدارة الحالية أزمة مياة النيل ولا السد الأثيوبي ، فالأزمة بدأت منذ وقت طويل ، منذ أن سيطر الفساد ، وتولى رجال جمع المال مقاليد الحكم ، وتحالفت الثروة مع السلطة في عصر مبارك وتم إهمال نهر النيل من أجل مشاريع "تحلية المياة " ، نعم هذه هي الحقيقة ، كانوا ينوون بيع المياة للشعب في دولة يجري فيها نهر النيل العظيم منذ بدء الخليقة .. خلال 6 سنوات من تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطة ، تغير وجه الوطن ، أصبح في مكان آخر ، مكان يليق به ، تاريخا وجغرافيا ، الأمر الذي أزعج كثيرين شمالا ويمينا ، شرقا وغربا ، وبدأوا الكيد لمصر ، بتحريض أثيوبيا تارة بالإستمرار في بناء "محبس المياة " ، وبتحريضنا تارة أخرى الي دخول ليبيا لمواجهة مرتزقة السلطان العثماني المتدثر بعباءة الدين أردوغان .. صحيح أن الرئيس وجه القوات بالإستعداد ، ولكنه يعلم جيدا أن هذه ليست حروبنا ، فلن يتم جر مصر الي دخول ليبيا ، وتحريرها بآخر جندي مصري بينما الشعب الليبي نيام أو جالس يشاهد ما يحدث في بلاده عبر الشاشات ، ولن ُنجر لإستفزازات أثيوبيا أيضا ، أو نرسل طائرات " الرافال " لدك سد النهضة كما يتوهم البعض ، فالعالم لن يكون في صفنا بمهاجمة دولة هي الأقدم في تاريخ المسيحية " 2000 سنة " تدعي دوما المظلومية ، ولكننا سنستخدم النفس الطويل ، صحيح أن السد سيسقط عاجلا أو آجلا ، ولكنه لن يسقط بالطريقة التلقليدية ، فلدينا وسائل أخرى ، وصحيح أن ليبيا ُستحرر ولكن لن يكون ذلك بدخول الجيش المصري منفردا يا ناس أفهموا لدينا قيادة واعية ، تعي وتفهم ما يدار لنا ، وتلاعب العالم بطريقته ، فقط المطلوب الإصطفاف الوطني حول هذه القيادة .. والإصطفاف حول هذا الوطن ..