تفاصيل جريمة «فجر» البشعة تكشف نهاية الإعوجاج والسير فى الطريق الحرام
تفاصيل جريمة «فجر» البشعة تكشف نهاية الإعوجاج والسير فى الطريق الحرام
كتب: محمد أحمد
تفاصيل الجريمة التى راحت ضحيتها الطفلة «فجر»، تكشف عن الوجه البشع لاثنين من البشر تجردا من كل مشاعر الإنسانية وتحولا إلى ما دون مرتبة الحيوانات المتوحشة، التى لا تقتل بالغريزة، ولكن تصطاد فرائسها لتسد غريزة الجوع، وليس للانتقام من ضحية لا ذنب لها، وتكشف أيضا الجريمة عن مصير ونهاية الإعوجاج والسير فى الطريق الحرام.
تحريات الشرطة حول الواقعة بعد إبلاغ والدَي الطفلة المجني عليها عن تغيبها منذ يوم الحادي والعشرين من شهر يونيه الجاري، والتي أسفرت "التحريات" عن خطف متهمَيْن للطفلة وقتلها، واذابة جسدها فى البوتاس لأخفاء معالم الجريمة، كما أشارت إلى وجود علاقة بين أحد المتهمين وأم الطفلة.
وانتقلت النيابة العامة، وعاينت مسرح الحادث، كما أمرت بضبط المتهمين واستدعاء والدي الطفلة المجني عليها لسؤالهما.
وأثناء المعاينة أرشد أحد المتهمين، عن هاتف المجني عليها المخفى، والذي عُثر به على صورة لأحد المتهمين قبيلَ ارتكاب الواقعة، كما أرشد عن وعاء إذابة جثمان المجني عليها وما تبقى من رُفات جثمانها وحذائها بسطح العقار محل الحادث، وعُثر على آثار دموية بمواضع مختلفة بمسرح الحادث.
وانتدبت النيابة العامة الأطباء الشرعيين لفحص كافَّة الآثار لبيان مدى جواز حدوث الواقعة وفق التصوير الوارد باعترافات المتهمين، ومدى وجود آثار المادة الكاوية برفات المجني عليها، كما انتدبت، الإدارةَ العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، لمضاهاة البصمة الوراثية المأخوذة من الرفات مع بصمة أحد والدي المجني عليها (دى أن أيه).
وتشير تفاصيل الواقعة كما أفادت التحريات التى أكدتها اعترافات المتهمين إلى أن أحد المتهمين تعّرف بأسرة الطفلة الضحية، وخاصة أمها بعد إجرائه أعمال سباكة بمسكنهم، وتطورت علاقته بأم الطفلة لتصبح علاقة عاطفية، ومن ثم بدأ يحرض الأم على الانفصال عن زوجها ليتزوجها واعدًا إياها بتكفله بنفقة أولادها.
وفى البداية انجرفت الأم فى العلاقة، وقبلت، لكنها عادت ورفضت بعد صحوة ضمير، وحاولت قطع علاقتها بالمتهم، فلاحقها وهددها بإيذاء أبنائها، وإزاء استمرار تهربها منه، اتفق مع المتهم الآخر على خطف ابنتها الضحية، وقتلها انتقامًا منها.
وفي اليوم المحدد لارتكاب الجريمة اتصل المتهم بالطفلة، وأوهمها بشرائه هاتفًا هدية لها، وطلب لقاءَها لتتسلمه، فلما التقاها استدرجها إلى مسكن المتهم الآخر بدعوى إحضار الهاتف منه، فلما خلا المتهمان بها قيداها ثم خنقاها، ولما فارقت الحياة وضعاها في وعاء يحوي مادة «البوتاس» الكاوية لإذابة جثمانها، ثم أحرق أحدهما ما تبقى من عظامها وملابسها بسطح العقار، واستولى الآخر على هاتفها وأخفاه بمسكنه.
وقد تضمنت أقوال والدي المجني عليها بالتحقيقات تفصيلات تؤكد حدوثَ الواقعة وفق هذه الصورة والباعث على ارتكابها، آثرت «النيابة العامة» السكوت عنها لخصوصيتها وما تتضمنه من حُرمات، وانتقلت النيابة بإرشاد أحد المتهمين إلى "المحل" الذي اشترى منه المادة الكاوية، وبسؤال مالكه شهد بشراء المتهم المادة الكاوية منه في ذات تاريخ وقوع الحادث.
وأصدرت النيابة أمرا بحبس المتهمين احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وجارٍ استكمال إجراءاتها.