أمل إبراهيم تكتب: هذا المساء
أمل إبراهيم تكتب: هذا المساء
" مفيش حاجة أسمها حد مناسب وحد مش مناسب ...فى حاجة أسمها إنسان تحبه يخليك تتحمل معاه كل الظروف الغير مناسبة " جاءت هذه العبارة على لسان أكرم " إياد نصار " بطل مسلسل هذا المساء الذى تابعته فى فترة الحظر ..
المسلسل من بطولة إياد نصار، وأحمد داود، وحنان مطاوع، وأروى جودة، ومحمد فراج، وأسماء أبو اليزيد.
ونال تامر مُحسن عن المسلسل جوائز أفضل مسلسل ومخرج وسيناريو في جوائز نقابة المهن السينمائية لدراما رمضان 2017، كما نال المسلسل تكريماً من المجلس القومي لحقوق الإنسان.
الفكرة الرئيسية للمسلسل تدور حول التجسس على الآخرين من خلال أجهزة الهواتف السمارت..واختراق حياة البعض بدافع الفضول أو الأبتزاز مما يتسبب فى جرائم مختلفة ومتنوعة ..كما يصور كيف أصبحت الشاشات وسيلة قوية لبداية العلاقات بين الجنسين ونهايتها أيضا فى مختلف الطبقات الإجتماعية..
ولكن ما يلفت الأنتباه فى الأعمال الدرامية فى السنوات الأخيرة هو ترسيخ الأختلاف والتباين بين طبقات المجتمع المصرى فالطبقة الثرية التى استحوذت على لقب الطبقة الراقية بات لها ملامح خاصة بداية من السكن فى فلل أو بيوت تشبه القصور والسيارات الفارهة والخدم من جنسيات أجنبية وصولا إلى شكل الرجال والنساء من ناحية الجمال والوسامة والرشاقة والبشرة البيضاء والعيون الملونة والتحدث بلغات أجنبية
بينما أصبحت البدانة و العيون السوداء والشعر الأسود أو الصبغات الرديئة والحجاب بدرجات متنوعة تخص الطبقات المتوسطة والشعبية
وبات مستغربا أن يكون هناك أختلاط أو تزاوج بين الطبقتين لأن كل منهما لديها ثقافة ومفردات تخصها تفرض على كل طبقة عالم منفصل عن الأخرين
لذا يكون من المثير فى المسلسل أن "أكرم" الذى يقوم بدوره الفنان إياد نصار والمتزوج من "نايلة " أروى جودة وهى تعمل فى إنتاج العطور ، يعيشان فى مستوى راق لديهما طفلة ويقضيان الويك إند والأعياد فى لندن وكلا منهما يقول أنه يحب الأخر ولكن بعد مرور 13 عاما على زواجهما يشعران بفقدان حالة الشغف والأشتياق رغم التعامل الناعم جدا بينهما والذى يتسم بالذوق والرقى ولكن مع فقدان الدفء فى العلاقة وتقترح الزوجه هنا فترة أجازة زوجية كمحاولة لإنقاذ زواجهما ينتقل فيها أكرم للإقامة فى فندق ، من خلال المسلسل نجد أن أكرم لديه ميل للتعرف على الطبقة الشعبية عن طريق سائقه" سمير " الذى يقوم بدوره أحمد داوود ويصطحبه إلى لعب الكرة فى ساحة شعبية أو الجلوس على قهوة بلدى أو مشاهدة فرح على مركب فى النيل والأكل فى مسمط تديره بنت خالته "عبلة "المطلقة التى تقوم بدورها حنان مطاوع ..وتحدث قصة حب سريعة بين أكرم وعبلة ويقرر الزواج منها والعيش معها فى بيتها ومنطقتها دون تغيير لأنه يريد أن يبقى كل شىء فى ظروفه التى نشأ فيها ، كما أنه أبن العائلة والأصول الذى يراعى التعامل بالاتيكيت ولا يستطيع أن يرفض طلب لامرأة يحبها فهو لا يرفض أى طلب لعبلة فعندما طلبت منه الزواج فى مسجد السيدة نفيسة كان الحل أن يتزوجها بتوكيل لأبن خالتها وعندما طلبت منه أن يخرجا معا ، سبقها إلى لبنان ولحقت به لأنه لا يريد أن يظهرا معا ولكن هل يستطيعان الاستمرار؟؟
فى مشهد يلخص القصة بينما يتناولان الكشرى تضيف له "عبلة " مزيدا من الشطة فلا يستطيع أن يكمل ، ربما أحب تجربة حياة مختلفة أو نوع من التغيير الذى أعاد إليه علاقته الطبيعية مع زوجته وهو الأمر الغير مفهوم !!
يحاول بكل الطرق أن تكون حياته مع زوجته الثانية سر لا يصل إلى" نايلة "
ولكن فى عصر الهواتف السمارت أصبحت السرية فى حياتنا بشكل عام أمر يحتاج إلى أحتياطات غير عادية أخرها هو فتح الموبايل عن طريق البصمة ..