من نصير شمة إلى حورية عبيدة: «داعش وتهريب الآثار»

من نصير شمة إلى حورية عبيدة: «داعش وتهريب الآثار»من نصير شمة إلى حورية عبيدة: «داعش وتهريب الآثار»

*سلايد رئيسى23-6-2017 | 03:34

هذه الرسالة جاءتني من فنان العود العربي الشهير نصير شمة المبدع العراقي.. أنشرها كما أرسلها لي...

"الحروب القائمة في المنطقة الآن لم تعد تختص بالبشر بل أن أحد أهدافها الحجر. هي حملة لتجهيل المنطقة ومسح تاريخها الإنساني والثقافي، وهدفها مسح كل حضارة قامت، وقتل كل انسان، وتشويه الجيل الجديد من الشباب ومسح عقولهم.

وداعش ليست جماعة اسلامية أو ارهابية بمعنى الأهداف السياسية فقط، بل هي عصابة بكل معنى الكلمة، تقوم باحتلال المناطق الأثرية ليس في العراق وحده بل في كل دول المنطقة المستهدفة، ثم تبدأ بسرقة الآثار وتهريبها وبيعها بأغلى الأثمان، وإذا أردنا النظر الى ما تقوم به هذه العصابة بإمعان سنجد أنها تتغطى بأغطية مختلفة الديني هو أحدها وليس كلها، ولكنها تستتر لتمرر مشروعها التدميري الذي يخص الذاكرة والمكان والزمان نفسه.

تقوم هذه العصابة منذ سنوات بعمل ممنهج لقتل الحضارات وزرع الفتن، ومن ثم حروب أهلية، في الوقت نفسه الذي تدفع به ليس الأقليات العرقية فقط للهرب، بل جميع الطوائف الاسلامية بلا تمييز، فهي تحت ستار الاسلام تقتل السني كما تقتل الشيعي، وتقتل المسيحي كما تقتل المسلم، ولا تمييز لديها الا في من يخدم أهدافها في الدمار والسرقة وسبي النساء.

ما حدث أمس من تفجير لمنارة الحدباء أحد أقدم الآثار في المنطقة والتي يعود تاريخها لأكثر من تسعة قرون مضت شيء مؤلم جدا، ولا يكفي التعبير عنه بانه مؤلم، لأنه جزء من تاريخ يراد مسحه عن الأرض، جزء من موروث انساني وثقافي وبشري.

الآثار جزء من الإنسانية، تشربت بأرواح آلاف البشر، وتمثل ثقافتنا، كما تؤشر إلى الحضارات التي عرفها الإنسان، ودمارها ليس دمارا للتاريخ وحسب، بل هو فعل يستهدف تدمير الذاكرة الإنسانية التي تناقلناها ودرسناها وعرفناها واختبرناها.

لا أعرف كيف يمكن أن نحمي هذا التاريخ، وكيف بوسعنا أن نحمي إنساننا من الهجمات الشرسة والبشعة التي تطاله، لكن علينا أن نتكاتف جميعا في لحظة حرجة من تاريخنا وماضينا مستقبلنا، علينا أن نتناسى أية خلافات سواء أكانت دينية أو عقائدية .. الخ، إنساننا مستهدف وعلينا أن نحميه جميعا."

سفير اليونسكو ..فنان السلام

 نصير شمه

هذه كانت رسالة نصير شمه نشرتها دون تدخل منى.. حورية عبيدة

أضف تعليق