إسلام كمال يكتب: مصر صوت العرب..الباقي!
إسلام كمال يكتب: مصر صوت العرب..الباقي!
اليوم، ذكرى إنشاء إذاعة صوت العرب، واحدة من الأذرع المصرية التى شقت صحارى الخليج والأدغال المغاربية والمروج الشامية، لتنقل الرؤية المصرية، حتى كانت السقطة التاريخية، التى لا تنسي، في هزيمة ٦٧، التى حملوها للإعلامى الكبير، ونسوا من كان يبلغه المعلومات ويعطيه الأوامر.
وبقيت "صوت العرب.. من القاهرة" عبارة حمالة بالشجون والآلام، خاصة لو أذيعت أغنية، "أمجاد ياعرب أمجاد"، أو "الوطن الأكبر"، فلم تعد المروج الشامية سوى خراب وفوضى بسبب الحروب والتضييقات الاقتصادية والتناحرات المذهبية.. ورافدا بلاد الرافدين يتحولان لمستنقعات بسبب السدود العثمانية، وأغلب أهاليها فارسيو الهوى.. واليمن لاتزال تئن فلا سعادة ولا ثقافة، رغم إنها من منابع اللغة العربية الرصينة.
والخليج رغم إنه تحول من صحاري غابرة لناطحات سحاب عامرة، إلا إن تلونات المصالح والتحزبات والخيانات حولته لعبيد بترودولار، بين قواعد عسكرية بكل الأعلام في قطرائيل الخائنة، وإمارات خليجية تطبيعية في الغالب.
وللأسف ليس حالة المغاربة أفضل من الشاميين والخلايجة، خاصة أن أغلبهم عشش فيهم الإخوان، وأغلبهم أصبح خطرا على الأمن القومى المصري العربي، ليبيا وتونس والجزائر والمغرب، والملف مزدحم ومعقد.
والعرب الأفارقة ملف منفصل وحده، وكان واضحا خطورته في ميل الصومال وچيبوتى ناحية إثيوبيا ضد مصر، في ملف السد الإثيوبي.
وأوضح مشاهد الفوضي العربية وضياع الهوية العربية، في الجامعة العربية، التى لا تستطيع أن تصدر قرارا في أية قضية دون تحفظات وتغيير في الصياغات وأحداث وتلاسنات وتشاباكات في الكواليس بين مختلف الأطراف، فلم تبقي قوة متألفة مع الأخرى، في عبارة ما، ولم تعد القضية الفلسطينية سوى ورقة من ضمن أوراق كثيرة في كتاب معقد ملئ بالأزمات والكوارث أحيانا.
فلم يعد صوت العرب إلا في أنين اللاجئين، وعويل المتلونين، وصراخ الحنجوريين، وهتافات المتظاهرين، وقذارة الخونة، وتلاسنات المذهبيين، ومزايدة المتطرفين!
ولست لأنى مصريا،لكن مصر الباقية، مصر هى العامود الرئيسي لهذه الخيمة العربية المتهالكة، مصر هى المقاومة والثابتة على القواعد العربية، ومصر هى الحامية لكل الثوابت العربية والقيم الإنسانية!
مصر..صوت العرب من القاهرة!