أحمد عاطف آدم يكتب: السقوط فى بئر «التيك توك»
أحمد عاطف آدم يكتب: السقوط فى بئر «التيك توك»
يوم بعد يوم تثبت لنا تكنولوجيا الإتصالات وأدوات تواصلها الإجتماعي أنها لن تتوقف عن المضى قدما فى الإستحواذ والسيطرة والتغيير فى العالم بأسره إما بالإيجاب أو بالسلب، حسب القيم المتغيرة للإتجاهات الثقافية بكل مجتمع.
ومن بين تلك الأدوات الخارقة للعادات والتقاليد طلت علينا منصة "تيك توك" التى يُعَّرفها ويكبيديا بأنها إحدى المنصات العالمية الهادفة إلى نشر مواد إبداعية مصورة، حيث يسمح التطبيق لمستخدميه بإنشاء مقاطع فيديو قصيرة خاصة بهم وبثها على الشبكة العنكبوتية - وما بين هذا التوصيف لهدف تلك المنصة وأشباهها وبين ما يميل إلى إبتداعه بعض الشباب فى مصر والعالم العربى لهو فرق كبير.
منذ عدة أشهر انفجرت ماسورة هذا التطبيق مخلفة وعاكسة لبعض الصفات المشوهة التى انصبغت بها شخصية شبابنا الضائع مثل جنون العظمة وحب الشهرة والتفكك الأسرى والطمع فى الثراء السريع دون مجهود وبلا هدف، فظهرت بعض الفتيات المعروفين إعلاميا بفتيات "التيك توك" مثل حنين حسام وريناد عماد والقائمة تطول.
وتلك الظاهرة لم تطل الفتيات المهمشات فقط بل طالت أيضا شرائح مرفهة تعرت فتياتها من أجل جمع اللايكات والمتابعات وحفنة من الدولارات كمقابل لتعميق الفجوة بين جيل الزمن الجميل المحافظ كثيرا على عاداته وتقاليده وبين أجيال تغيب عن الكثير من أفرادها شمس العفة والقناعة والفطنة لما يحاك لها فى السر والعلن.
وربما أرى أن دور الإعلام هنا والفضائيات الملاكى تحديدا لازال غائبا فى ظل زخم الحديث ببرامج التوك شو والإهتمام بها بشكل مبالغ فيه على حساب برامج أخرى توعوية من المفترض تواجدها الآن أكثر من أى وقت مضى على خريطة تلك المنابر، لترميم وتدعيم وبناء شخصية أطفالنا وشبابنا.
وعلينا أن نعى تماما وجه التشابه بين فيروس كورونا المنتشر والمؤثر والمميت لمن ضعفت مناعتهم أمام شراسته وبين الحرب على مبادئنا وأخلاقنا التى أنهكتها الميديا وباتت هى الأخرى تمثل عاملا هاما لإضعاف وليس تقوية ثوابت فشلت حروب كثيرة مضت فى تغييرها.