غانتس يفقد شعبيته ومعسكر اليسار يبحث عن بديل

غانتس يفقد شعبيته ومعسكر اليسار يبحث عن بديلغانتس يفقد شعبيته ومعسكر اليسار يبحث عن بديل

عرب وعالم6-7-2020 | 16:24

كتبت: هبه محمد يشير الاعتقاد السائد بين العديد من الخبراء والسياسيين الإسرائيليين إلى أن "بيني غانتس" قد انتهى سياسيًا، فبعد ستّة أسابيع فقط من حمله للقب رئيس الحكومة البديل، بات معسكر يسار-وسط يبحث عن بديل للبديل، وفق موقع "المونيتور". ويظهر استطلاع للرأي نُشر هذا الأسبوع حصول "غانتس" على 9 مقاعد فقط في حال إجراء انتخابات جديدة، ولذلك بات أعضاء معسكره متأكدين أن "غانتس" قد انتهى سياسيًا، ولكن السؤال هو إلى متى يستطيع "غانتس" البقاء في منصبه، ومتى سوف يؤول حزبه إلى ما آل إليه حزب كديما، وحزب العمل من قبله. ومن المفترض أن يتولى "غانتس" منصب رئاسة الوزراء في نوفمبر 2021م، ما يجعله أول شخص يستطيع التغلّب على "نتنياهو"، وهو نجاح باهر، وخصوصًا أنه يأتي بعد فترة وجيزة من دخول "غانتس" إلى عالم السياسة، إلا أن معسكر "غانتس" يتجاهل جميع هذه المؤشرات، ويعكس المصير السياسي المرير الذي ينتظر "غانتس" الفرق الكبير بين معسكره، ومعسكر اليمين المحيط ب"نتنياهو"، فعلى الرغم من تهم الفساد، يواصل معسكر اليمين الالتفاف حول "نتنياهو" مهما كان الثمن، أمّا معسكر "غانتس" فقد رفض قرار اللحاق بـ "نتنياهو" ولم يستطع تفهم دوافع "غانتس". ويشير التقرير إلى أن "غانتس" بات في وضع لا يحسد عليه، فهو لا يرغب بمنح "نتنياهو" أي عذر للتراجع عن اتفاق التدوير، ولكن سعيه الدائم لإرضاء "نتنياهو" قد تسبب له بكارثة في استطلاعات الرأي، و لذلك يجب على "غانتس" أن يميّز نفسه عن "نتنياهو"، وأن يتحدى سياساته، وإلا فإن تأييده سيتراجع إلى خمسة مقاعد فقط، وحينها يستطيع "نتنياهو" أن يخبر مؤيدي الليكود، والجمهور الإسرائيلي بشكل عام أنه ليس من المنطقي تسليم رئاسة الوزراء لشخص لا يتمتع بأي شعبيّة أو تأييد. ومع ذلك ما زال من المبكر استبعاد "غانتس" من اللعبة، إذ إن بحوزته ورقة رابحة ضد "نتنياهو"، فهو قد أدى القسم بالفعل، ولذلك يجب على "نتنياهو" أن يخرج بسبب وجيه للغاية قبل التفكير في تفكيك الحكومة، وينص القانون الذي تضمنه اتفاق مشاركة السلطة بين الطرفين أنه في حال قرر "نتنياهو" تفكيك الحكومة، فإن "غانتس" سيتولى السلطة بصورة آليّة إلى حين إجراء الانتخابات. ولكن هذا المبدأ لا ينطبق على تفكك الحكومة بسبب العجز عن الحصول على موافقة الكنيست على ميزانيّة الدولة، وبالتالي فإن "نتنياهو" يستطيع استغلال هذه الثغرة لجر الإسرائيليين إلى جولة رابعة من الانتخابات دون أن يُضطر إلى ترك رئاسة الوزراء، وهنا يأتي دور فيروس كورونا. يجدر بالإشارة إلى أن "إسرائيل تمر بأخطر أزمة اقتصاديّة في تاريخها، وحجم المعاناة لدى ملايين الإسرائيليين أكبر مما تشير إليه التوقعات، ولذلك يدرك "نتنياهو" أن حصول الليكود على 38 مقعدًا في استطلاعات الرأي ليس سوى مجرد كذبة، وأن النتائج قد تكون مختلفة للغاية، وكذلك يعرف "نتنياهو" أن إلقاء اللوم على "غانتس" سيكون صعبًا أيضًا، ومع ذلك فإن "نتنياهو" يتمتع بظروف سياسيّة تصب في صالحه، فقد استطاع تحييد منافسه الوحيد بيني "غانتس" وإشراكه معه في الحكومة. وكان "غانتس" قد استطاع في لقاء مع أحزاب المتدينين أن يأخذ منهم وعدًا بمنع "نتنياهو" من انتهاك اتفاق التدوير، وهو يحاول "غانتس" أن يسيطر على الأجندة، وأن يظهر استقلاليته، وأن يرضي ناخبيه، ولكنه مع ذلك لا يمتلك فرصة نجاح كبيرة، فالعديد في معسكره باتوا يحشدون لاختيار زعيم جديد.
أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2