أحمد صبري شلبي يكتب: باشوات 3 يوليو

أحمد صبري شلبي يكتب: باشوات 3 يوليوأحمد صبري شلبي يكتب: باشوات 3 يوليو

* عاجل6-7-2020 | 18:55

نحمد الله أن رزقنا بذلك الوطن المرصعة أيامه بالبطولات، فكما احتفلنا على نفس تلك الصفحات الأسبوع الماضي بهوانم 30 يونيو نحتفل اليوم ببشوات 3 يوليو. اليوم نحتفل بطلبة كلية الشرطة المصرية، أو بالمعنى الأدق نحتفل اليوم (بمشروع شهيد) لوطنه في قائمة شرف شهداء الشرطة المصرية (البشوات) ممن ضحوا بحياتهم وأمنهم واستقرارهم دفاعا عن تراب أرضهم وعرض أهلهم. بعد ثورة 30 يونيو وما تلاها من (أحداث وتطورات وإرهاب واستهداف) يومي لأبطال الشرطة المصرية (كان الظن) أن يخفت بريق الالتحاق بتلك المؤسسة الوطنية، لكن هذا الشعب العريق صاحب الحضارات والبطولات لا يزال على إصراره في الحفاظ على وطنه. هل أحد منا سمع أو قرأ أو حتى علم أن كلية الشرطة لم يتقدم لها العدد الكافي من طلبة الثانوية العامة (بعد ثورة 30 يونيو) خوفا أو تأثرا بالإرهاب اليومي لرجال الشرطة المصرية؟ لم ولن نسمع ذلك الخبر. ما تلك العقيدة الوطنية التي يحملها بداخله طالب (لم يتجاوز عمره 17 عاما) للالتحاق بكلية الشرطة بعد أحداث ثورة 30 يونيو، وما تلك القوة التي تحملها الأسرة المصرية عند تقديم أحد أبنائها كمشروع شهيد لذلك الوطن. منذ اللحظة الأولى لانضمام طالب كلية الشرطة لكتيبة أبطال مصر تتغير حياته ويعاد تشكيل وجدانه وأفكاره وأسلوب حياته، فلم يعد هو نفس الشاب الذي يملك ترف السهر والخروج والطعام كما يحلو له. الاستيقاظ يوميا الساعة 5 فجرا على (نوبة الصحيان) وفي مدة لا تتجاوز الخمس دقائق يشد سريره كما (علبة الكبريت) ويحلق ذقنه ويلمع بيادته، ويستعد ليوم شاق مليء بالتدريبات البدنية والتحصيل العلمي والتأهيل النفسي والانضباط الروحي. متعته الوحيدة يجدها في (نوبة الراحة أو الفسحة) عند تذوق الكاستر أو الجيلي الأحمر أو الرز بلبن. يجد نفسه متعايش يوميا مع الشهداء العظام ممن سبقوه بالدفعات الأقدم وهم يشاركوه كافة تفاصيل يومه بالكلية، ينام على سرير الشهيد، يتناول طعامه بالميز على كرسي جلس عليه شهيد، يشارك في ساحة قتال تدرب بها شهيد، يدربه صف ضابط أو شاويش سوف يصبح شهيد. ومع تعطير أذنه بسيرة أي شهيد يتذكره ويترحم عليه ويقول في نفسه ذلك البطل كان أحد زملائي باليارم أو العنبر أو الفصيلة أو السرية أو الكتيبة أو حتى الدفعة، يجد روحه تفتخر بشرف زمالة ذلك الشهيد والتعلم منه والحفاظ على دمائه العطرة. نعم فهو في عز ليله كان بينزل للدفاع عن كل شبر في الوطن باستماته. فقلد عرض حياته ألف مرة للضياع لذلك فهو (مايستاهلش كره أبدا أو شماتة). نعم أبطال الشرطة المصرية يستحقوا منا كل الدعم والتقدير على متاعبهم اليومية، كلمة حق تقال لهم في أي وقت وأي مكان وأي زمان دون الخوف من حملات الابتزاز والتشويه التي يتعرض لها رجال الشرطة المصرية. لما الخوف من الثناء على رجال الشرطة وتقديم كلمات العرفان لما يبذلوه من جهد وتضحيات، ألم يكن كافيا بأن يتنصل بعض المحسوبين على (الإعلام والثقافة والوعي) من الاعتراف بأن 25 يناير هو عيد للشرطة المصرية منذ أكثر من 60 عام واختزال ذلك اليوم في ثورة يناير فقط. حتى تلك اللحظة يختلف الكثير حول تسمية أو تصنيف ثورة يناير 2011، لكن التاريخ لن يختلف معه أحد عندما يؤكد أن الأصل في يوم 25 يناير هو عيد للشرطة المصرية، مع كامل الاعتراف والاحترام والتقدير لثورة 25 يناير بمكاسبها وخسائرها. هم من الرجال المصريون من وصفتهم السندريلا بأنه الواد التقيل حتى قال لها قلبها ياني ياني وهو قلبه لا يعاني. ما تشهده الدولة المصرية حاليا من نهضة اقتصادية وعمرانية لم يكن لها أن تكون بدون وجود شرطة قوية تحمي تلك الاستثمارات والنهضة، أيضا كل ما تشهده مصر من أحداث هامة من انتخابات أو استضافة المناسبات والمعارض والمؤتمرات الدولية أو حتى البطولات الرياضية لم تكن لها أن تتم دون تأمين محكم من جهاز شرطة قوي. هو الرجل المصري الذي قيل له و حياه عينيك و فداها عينيه أنا بحبك قد عينيا لأن في يديه قوة تهد جبال وعليه صبر وطولة بال. من الطريف عند مشاهدة أي عمل إرهابي بسيط بأي دولة (متقدمة) ونشاهد حالة الارتباك والذعر التي هم عليها نتذكر رجال الشرطة المصرية ولا نملك سوى الدعاء لهم بالتوفيق والحماية لما يواجهوه يوميا. هم أبطال طلبة كلية الشرطة المصرية... رجال يحملوا مسؤولية وشرف الدفاع عن مصر. هم الأبطال المتقدمين لتلك المهمة مهما بلغت تحديات الإرهاب بعد 3 يوليو 2013 هم بشوات 3 يوليو حاضري الإجابة على السؤال الاعتيادي جاهزين يا رجالة ؟
أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2