داليا مجدى عبد الغنى تكتب: عبقرية الأداء

داليا مجدى عبد الغنى تكتب: عبقرية الأداءداليا مجدى عبد الغنى تكتب: عبقرية الأداء

* عاجل8-7-2020 | 19:58

عندما نُشاهد أي عمل فني، بالقطع، هناك العديد من العناصر التي تجعلنا ننجذب له، مثل السيناريو والحوار، والإخراج، والديكور، وغيرها من العناصر الأخرى. ولا خلاف على أن من أهم عناصر جذب مُشاهدة العمل الفني، هو عبقرية الأداء، فهناك فارق كبير بين الأداء، وعبقرية الأداء، فالأداء هو قُدرة الفنان على توصيل الإحساس، وخلق حالة من التعايش بين المُشاهد والمُؤدي. أما عبقرية الأداء، فهي قُدرة المُؤدي أن يجعلك تُغير فكرك ونهجك في أمر مُعين؛ بسبب قُدرته على جعل المُشاهد يتعايش في الحالة، ويُصدق أنها واقع مُحيط به، يتأثر به ويُؤثر فيه، فهذا هو القُدرة على عبقرية الأداء. فمُشاهدة العمل لا يكفي فيها مُجرد التسلية، بل لابد أن يكتنفها أداء عبقري، يُغير من الأفكار السلبية، التي تُكبل فكر الإنسان، وتُسيطر عليه، فيُحوله من حالة إلى حالة، فالواقع أثبت رغم أن العمل الفني يحوي الكثير من العناصر، إلا أن أهم عُنصر فيه هو الأداء العبقري؛ لأن هذا الأداء هو الذي يُحرك أحاسيس المُشاهد، وإذا تحركت تلك المشاعر، لابد أن تُغير من كثير من الأفكار الهدامة. وللأسف، الأداء العبقري نحن نفتقده في تلك الآونة، ففي الفترة الأخيرة، فقدنا الكثير من تلك العبقرية، وطغت على الساحة الفنية طفرة مُرتبطة بالاجتهاد الفني الذي لا يعتمد على الدراسة، ومُحاولة تحديث الأداء مثلما كان يحدث في الماضي. لذا علينا أن نستعيد فكرة الأداء العبقري الذي يُغير من مُجريات الأعمال الفنية، ويكتب لها الخُلود، ويُغير من نهج وفكر المُشاهدين. وهذا يتحقق أولاً بالموهبة الحقيقية، ثم الدراسة الأكاديمية، والأهم تثقيف النفس، وتهذيب الأسلوب، والتعايش داخل الشخصية تمامًا، والتعمق في الأحاسيس والمشاعر الخاصة بالدور، وهذا سيُؤدي إلى تحقيق عبقرية الأداء.
    أضف تعليق

    إعلان آراك 2