متحف يقتنى رموز «اليهودية والمسيحية والإسلام»

متحف يقتنى رموز «اليهودية والمسيحية والإسلام»متحف يقتنى رموز «اليهودية والمسيحية والإسلام»

* عاجل18-7-2020 | 08:54

كتب: محمد سمير أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن إدارة «دير سانت كاترين» وبالتعاون مع منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية ابتكرت تجربة رائدة لإنشاء معارض ذاتية داخل أديرة بإحياء متحف قديم لعرض مقتنيات وأيقونات الدير الأثرية داخل قاعة تمثل عرض متحفى دائم داخل الدير. حيث استغل رهبان دير سانت كاترين موقع تاريخى بأحد أبراج الدير بمنتصف الجدار الشمالى الشرقى وهو برج القديس جورج ليكون معرضًا دائمًا لمقتنيات وأيقونات الدير يطلق عليه متحف الدير. وأضاف د.عبد الرحيم أن برج القديس جورج الشهير بالدير سمى بذلك لوجود كنيسة القديس جورج بداخله ويضم البرج قاعة قديمة يطلق عليها باليونانية (سكيفو فيلاكيون) وهو المكان المخصص لحفظ الأغراض الدينية من أيقونات – أوانى مقدسة، ثياب مقدسة ومخطوطات الدير فهو بمثابة متحف الدير القديم وفى عام 2001 تم ترميم واجهة هذا المبنى وإعدادها كقاعة لعرض أيقونات الدير طبقًا لأساليب العرض العالمية وهى الآن معرض لأيقونات وذخائر الدير. وأشار د. ريحان إلى أهم مقتنيات المتحف وهى مجموعة من أيقونات القرن السادس والسابع الميلادى التى تعتبر من أقدم الأيقونات بالدير وهى الأيقونات المسبوكة بالشمع أو المثبتة ألوانها بالحرارة ويتم ذلك بخلط الشمع فى درجة حرارة عالية بألوان نباتية وأيقونات من القرن السابع حتى التاسع الميلادى وتعتبر هذه المجموعة من الأعمال الفنية التى تمت فى معامل محلية للأديرة الشرقية فى مصر وفلسطين وسوريا وصنعت فى فترة الفتوحات الإسلامية وكان لهذه الأيقونات دور هام فى الإسهام بشكل قاطع فى تشكيل وصياغة الفن المسيحى للأجيال اللاحقة وأيقونات من القرن التاسع إلى الثانى عشر الميلادى وتوجد مجموعة من الأيقونات يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين القرن الثانى عشر والخامس عشر الميلادىين، وتمثل شخصيات تاريخية كان لها اتصال مباشر بالدير وساهمت بدور فعّال فى مسيرته الروحانية من رهبان ورؤساء دير وبطاركة وشخصيات لها موضع التقديس مثل نبى الله موسى والقديسة كاترين ويوحنا الدرجى. وينوه الدكتور ريحان إلى أن المتحف يضم مخطوطات منها اليونانى واللاتينى بالإضافة إلى المخطوطات السوريانية، القبطية، الأثيوبية، السلافية الأمهرية، الأرمينية وأهمها مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم كودكس سيناتيكوس codex Sinaiticus وهى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها أسبيوس أسقف قيصرية عام 331م تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين، ثم أهداها الإمبراطور جستنيان إلى الدير عام 560م وقد جاء قنسطنطين تشيندروف إلى دير سانت كاترين وطلب أن يستعير هذا المخطوط السينائى من الدير لحساب إمبراطور روسيا على أن يعيدها وبالفعل استعارها بصك كتابى إلا إنه لم يعد منها شيئًا إلى الدير وفى عام 1933 اشتراها المتحف البريطانى ولا تزال معروضة به حتى يومنا هذا. ويتابع الدكتور ريحان أن المتحف يضم الإنجيل السريانى المعروف باسم (بالمبسست) وهى نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على رق غزال، قيل هى أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية، ويظن أنها مترجمة عن أصل يونانى فى القرن الثانى الميلادى كما يضم صورة من العهدة النبوية بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عام 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها إلى التركية وقد تقدم الدكتور عبد الرحيم ريحان بمذكرة علمية وافية إلى المجلس الأعلى للآثار منذ عام 2012 مطالبًا بعودة مخطوط التوراة من المتحف البريطانى وعودة العهدة النبوية من تركيا والأسانيد القانونية التى تؤكد أحقية مصر فى ذلك، كما يضم المتحف مجموعة من التحف الفنية والأزياء المطرانية التي كانت تستخدم في أعمال القدّاس مثل عصا المطران، وبطرشيل الكاهن، وقلنسوة من الحرير المطرز وترجع تلك الأزياء إلى القرون من السادس عشر إلى الثامن عشر الميلادى كما يضم تابوت رخامى متقن صنع فى ورشة بالقدس فى منتصف القرن الـ12 ميلادية، واستمر حتى نهاية القرن الـ18 كان لحفظ رفات القديسة كاترين. ويطالب الدكتور ريحان بتعميم تجربة العرض المتحفى لتشمل بقية الأديرة والكنائس التى تمتلك مقتنيات وذخائر نادرة وكذلك فى المساجد الأثرية الكبرى والقصور التاريخية والوزارات والنقابات والنوادى العريقة والبنوك وغيرها وتتمثل فى معرض دائم للمقتنيات التذكارية الخاصة بالموقع تحكى تاريخ المكان وتبرز وجهه الحضارى على أن تكون تابعة للمكان نفسه أو الوزارة المعنية أو خاضعة لإشراف وزارة السياحة والآثار فى حال وجود مقتنيات أثرية ويتم فتحها للزيارات السياحية برسوم معينة مع إعفاء المتخصصين فى كل مجال مرتبط بطبيعة المتحف من الرسوم لتكون هذه القاعات مؤسسات تعليمية تثقيفية تعيد لمصر دورها الريادى كمركز عالمى لنشر الثقافة والمعرفة بما يتواءم مع حضارتها العظيمة التى علمت العالم الكتابة والهندسة والطب والفلسفة والرياضة والأدب والفن.
أضف تعليق

إعلان آراك 2