عاطف عبد الغنى يكتب: هذا ما قاله رب العزة لمصر فى كتاب الأقدار

عاطف عبد الغنى يكتب: هذا ما قاله رب العزة لمصر فى كتاب الأقدارعاطف عبد الغنى يكتب: هذا ما قاله رب العزة لمصر فى كتاب الأقدار

* عاجل21-7-2020 | 19:36

على الرغم من شواغلها، ومشاغلها، ومشاكلها، مصر لا تنسى عروبتها، ولا تتخلى عنها، مصر التى سامحت غزة على الرغم من كل ما فعلته ضد مصر قبل، وأثناء، وبعد 25 يناير 2011، وسعت بكل قوة وشدة، فى مساعدتها، والسعى لرأب الصدع بين غزة، ورام الله، ليتوحد الفلسطنيون فى جبهة واحدة فيحافظوا على ما تبقى لهم من وجود على الأرض الفلسطينية العربية، ويكون لهم دولة ذات سيادة للأجيال القادمة، بعد أن ضيعت الأجيال الماضية كثير من الفرص، ومنها الفرص التى قدمتها لهم مصر على طبق من ذهب.. الله يرحمك ياسادات.. لم يكن الرئيس السادات باستطاعته أن يحارب أمريكا ويهزمها ليسترد كامل سيناء، ويخلق للفلسطنيين فرصة حقيقية للتفاوض فى أيام سرقها بعيدا عن العقل الصهيونى، أو غيبه فيها، كان المرحوم براجماتيا، وعلى الرغم من أنه كان متحدثا لبقا وزعيما مفوها، لا يقل عن الأشاوس، و "مناضلى الحناجر"، إلا أنه كان يزن الأمور بميزان واقعى تماما، لذلك لم يفعل مثلهم، ولم يستنفذ جهده فى النضال الكلامى الذى لم يلد - ولا حتى - فأرا، وفعلها السادات، وذهب للإسرائليين فى عقر دارهم، وضحك على الأمريكان، ولم يخرج مصر من دائرة المواجهة ضد إسرائيل، كما اتهموه وقتها ولاحقا، ولم يهادن أو يسلم، هو فقط انتهز الظرف التاريخى الذى لم يدركه الآخرون فى توقيته الصحيح، وعندما أدركوه متأخرا جدا، كانت الأحوال قد تغيرت كثيرا. هو درس التاريخ، الذى لم يستوعبه كثير من الأشقاء حتى الآن، مثلما لم يستوعبوا فى فترات أن مصر لا يمكن أن تتخلى عن قدرها، نحو نصرة قضاياهم.. لماذا ؟!.. "لأنها مصر" ، وهذه مسئوليتها التى لم يخترها حاكم وطنى، لكنها فرضت علي حكامها، ولم يتخل عنها واحد منهم، لأنه يحملها فى جيناته التى هى فى جسده، فلا يملك أن يفعل، لأنها مصر التى أنجبت الزعماء والقادة والأبطال، مصطفى كامل، وسعد زغلول، ومحمد نجيب وجمال عبدالناصر، وأنور السادات، وحسنى مبارك وعبد الفتاح السيسى، وشهداء حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر، وكمين البرث، والذين لم يحاربوا فى 67 من جنودها، والذين خاضوا حرب الاستنزاف عراة الظهر فى سيناء، ولو كتبنا أسماء الأبطال لن تستوعبها آلاف الصفحات، وسوف يعنينا الحصر. واليوم تفرض علي مصر مجددا تحديات، وصراعات لم ترد أن تنجر إليها ، ورئيسها يعرف ويعمل فى قلبه الآية : " كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" صدق الله العظيم (البقرة 216)، والرئيس السيسى يكرر نداءاته للأطراف التى تهدد وتتوعد وتعيث فى الأرض فسادا، ويناشدها التعقل، وحقن نزيف الدماء، والرشادة، وهى سادرة فى غيها وعندها، ويتسلح بالصبر والحلم، حتى لم يبق في قوس الصبر منزع، ولذلك كانت الخطوة الأخيرة، والتى طلبت فيها القيادة المصرية من نواب الشعب رخصة دستورية وقانونية باستخدام القوة المسلحة لردع المعتدين على أمننا القومى فى الاتجاه الاستيراتيجى الغربى (حسب ألفاظ قرار البرلمان)، وصدر التفويض فكان إعلانه بمثابة الإنذار الأخير، وقد يبدو أنه موجه لطرف محدد، واتجاه جغرافى محدد، لكن العارفون ببواطن الأمور دون قراءة النيات، يدركون أنه يفتح كل الاحتمالات فى كل الاتجاهات فمصر لن تتنازل أبدا عن حقوقها، ولن تقف خلف خطوط الطول والعرض المرسومة على الخرائط لحدودها الدولية، وتنتظر وصول العدو القادم من قارة أخرى قاطعا آلاف الأميال ليستعمر ليبيا العربية، ليضع خنجره فى خاصرة مصر.. لن يحدث. وفى الشمال الشرقى، كيان يحكمه مجموعة من الحواة الأشرار، تتغير أسمائهم وهيائتهم، لكنهم من طينة وعجينة واحدة، وهم يمارسون شرهم فى عرض مفتوح منذ آلاف السنيين، كما أخبرتنا عنهم كتبهم المقدسة، وآخرهم رئيس الوزراء الحالى، الذى يهرول كالمجنون لجر الخراب وهدم المعبد (الذى ينوى بنائه) على رأسه، ورأس من يتبعه، قبل أن يبنيه، أخر سلالة الأنبياء الكذبة (أصح فى اللغة أن أقول أحدثهم لكن ليجعل الله الخطأ الشائع حقيقة ويكون أخرهم بالفعل). إسرائيل تلعب أدوار مريبة فى معظم إن لم يكن كل النزاعات الأقليمية، فى سوريا، ولبنان، واليمن، والعراق، ونزاعات القارة الأفريقية، وكان ومازال لها دور فى هبات الربيع العربى، وتنسق مع قطر وتركيا، وبالطبع لعبت مع أثيوبيا دور خطير فيما يخص سد النهضة، وكانت تتصور أن مصر يمكن أن تهادن فى حقوق الفلسطنيين التاريخية فى إقامة وطن لهم، واستعادة أراضيهم المغتصبة، وإقامة دولتهم على حدود 67. كانت تتصور أن مصر يمكن أن تغض الطرف عن خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية ووادى الأردن، لتبتلعها (فيما يسمى صفقة القرن) فى كرش دولتها اليهودية العنصرية التى تعمل على إنشائها بشغف استعمارى، لا يقل عن شغف رجب طيب أردوغان فى إعادة إحياء إمبراطورية أجداده العثمانليين. هذا على الإجمال الجزء الطافى من صراعات منطقة الشرق الأوسط، والمنطقة العربية، وهذه الصراعات أشبه بجبل الجليد، الجاثم على صدر مصر، لكنها قادرة إن شاء الله على العمل على إزاحته، وتذويبه، وتفجير ما يستعصى منه على التذويب، وأطال الله أعماركم لتشهدوا كيف ستهزم مصر هذه التحديات، التى اعتادت عليها، وعلى أصعب منها منذ أن خلقها الله على صورتها، وزرعها فى هذه البقعة من العالم، وقال لها رب العزة سبحانه فى كتاب الأقدار: اذهبى لتكونى بلد دور.. فكانت.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2