أمل محمد أمين تكتب: بدون عمل

أمل محمد أمين تكتب: بدون عملأمل محمد أمين تكتب: بدون عمل
فقدت إحدى صديقاتي عملها بعد أكثر من سبع سنوات من انتمائها للشركة التي كانت تعمل بها.. رأيت الحسرة في عينيها وعدم التصديق ..حاولت أن أطيب من خاطرها لكن بدت الكلمات بلا فائدة. ليست صديقتي هي الوحيدة التي خسرت عملها بل أكثر من ٤٠٠ مليون عامل فقدوا وظائفهم خلال جائحة كروونا وهذا ليس كلامي ولكن هي احصائيات لتقرير صادر عن منظمة العمل الدولية ..التقرير يوضح أيضا أن تؤدي أزمة وباء «كوفيد - 19» إلى إلغاء 6.7% من إجمالي ساعات العمل في العالم في النصف الثاني من عام 2020، أي ما يعادل 195 مليون وظيفة بدوام كامل. ووفقاً للتقرير فإنه من المتوقع حدوث تخفيضات كبيرة في الدول العربية بحيث يخسر قرابة 5 ملايين عامل وظائفهم، وفي أوروبا حوالي 12 مليون عامل بدوام كامل، وفي وآسيا والمحيط الهادئ 125 مليون عامل .. كما يُتوقع حدوث خسائر فادحة بين مختلف فئات الدخل، وبشكل خاص في بلدان الشريحة العليا من الدخل المتوسط حيث من المتوقع أن يصبح قرابة 100 مليون عامل بلا وظيفة. وهذه الأرقام أعلى بكثير من آثار الأزمة المالية لعام 2008 - 2009. وشرح التقرير أن القطاعات الأكثر عرضة للخطر هي خدمات الإقامة والطعام، والصناعات التحويلية، وتجارة التجزئة، وأنشطة الأعمال والأنشطة الإدارية. وهناك خطر كبير أن يكون الرقم مع نهاية العام أعلى بكثير من التوقعات الأولية لمنظمة العمل الدولية والبالغة 25 مليوناً. أما في مصر فقد أظهرت بيانات رسمية حديثة، أن 69.6% من إجمالي الأفراد في مصر تغيرت حالتهم العملية بسبب فيروس كورونا. وأوضح الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أن أكثر من نصف الأفراد المشتغلين بنحو 55.7% أصبحوا يعملون أيام عمل أقل أو ساعات عمل أقل من المعتاد لهم، و26.2% من الأفراد تعطلوا، و18.1% أصبحوا يعملون عملاً متقطعاً وحول أثر فيروس كورونا على نمط استهلاك الأسرة، أوضح جهاز الإحصاء أنه بالنسبة لأهم السلع التي انخفض استهلاكها فقد جاءت السلع الغذائية مثل اللحوم، الطيور، الأسماك، الفاكهة وسبب الانخفاض في الغالب يرجع إلى انخفاض دخل الأسرة. كما أن هناك بعض السلع غير الغذائية مثل الملابس، ومصاريف المدارس، والدروس الخصوصية، مصاريف النقل والمواصلات. ولفت التقرير إلى أنه في إطار محاولة تغطية احتياجات الأسرة في حالة نقص الدخل، فإن معظم الأسر قامت بخفض نسب الاستهلاك الأسبوعي من اللحوم والطيور والأسماك، يليها الاعتماد على بدائل أقل تكلفة مثل البقوليات والمعلبات. ثم الاعتماد على المدخرات مع خفض الإنفاق على السلع غير الغذائية، ثم بيع بعض الأصول، والاعتماد على المساعدات من الأصدقاء والاقارب، أو الاقتراض من الغير وقد ارتفعت أغلب هذه النسب في الريف عن الحضر. ختامًا إن قيمة العمل ليست فقط في العائد المادي الذي يحصل عليه كل من يعمل ..بل في الإحساس بقيمة الإنتاج وأن يكون الإنسان عضو صالح ومفيد لنفسه ولأسرته ولمجتمعه. والبطالة لها انعكاسات سلبية خطيرة على المجتمع ولابد من تكاتف الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني لعلاج الآثار النفسية والاقتصادية التي ستلازم فقدان المزيد من الوظائف خلال الفترة المقبلة فالعمل عبادة وضرورة لكل البشر..
أضف تعليق

مَن صنع بُعبع الثانوية العامة ؟!

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2