«البطولة فى عيون وقحة».. ضابطان إسرائيليان يكشفات فى كتاب تفاصيل اغتيال الرجل الثانى فى منظمة التحرير الفلسطنية وآخرون

«البطولة فى عيون وقحة».. ضابطان إسرائيليان يكشفات فى كتاب تفاصيل اغتيال الرجل الثانى فى منظمة التحرير الفلسطنية وآخرون«البطولة فى عيون وقحة».. ضابطان إسرائيليان يكشفات فى كتاب تفاصيل اغتيال الرجل الثانى فى منظمة التحرير الفلسطنية وآخرون

* عاجل27-7-2020 | 14:54

كتب: على طه
أشبه بفيلم وثائقى يسرد جانبا من العمليات التي كانت تنفذها وحدة استطلاع هيئة الأركان التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلى "ماتكال".
.. هكذا رأى البعض كتاب يحمل عنوان"سيريت ماتكال"، وهو الاسم العبرى لوحدة استطلاع هيئة الأركان الإسرائيلية، وصدر الكتاب قبل أسابيع قليلة، عن دار نشر "يديعوت للكتب" في 320 صفحة، وألفه اثنان من مقاتلي الوحدة، هما الضابطين أفنير شور الذي كان مقاتلا في فريق "إيتامار"، وأفيرام هاليفي الذي شغل منصب نائب قائد الوحدة.
ويحكى الكاتبان فى كتابيهما، بأسلوب مثير عن العمليات السرية التي نفذتها الوحدة فيما وراء البحار، والتحديات التي واجهتها خلال تنفيذ العمليات، وفقا لما سمحت بنشره والكشف عنه الرقابة العسكرية الإسرائيلية.
وفى إسرائيل تعتبر وحدة "سيريت ماتكال" العصب الأساسى للحفاظ على الأمن القومي، ويروي الكتاب بترتيب زمني قصة جميع العمليات "الصاخبة" للوحدة، كما يصفها المؤلفان أو العمليات القتالية على مدى ثلاثة عقود ونصف العقد، بما يكتنفها من خوف رهيب وقلق مرتبطين بها.
وجهة نظرهم
وبالطبع لابد أن يستعرض الكتابان قصص العمليات من وجهة نظر "إنسانية" تجمل الجرائم الشنيعة التى أرتكبتها الوحدة، ومازالت، حيث يعتبر هذا أسلوب عملها، لكن الكاتبان يحولان هذه الخسة إلى "أعمال بطولية وعروض نادرة للشجاعة، مهد لها المؤلفان "شور وهاليفي" بمقدمة للكتاب تناولت ما كان يدور في مخيلة عناصر الوحدة خلال تنفيذ العمليات الاستخباراتية، وما كانت تفكر فيه عناصر الوحدة عند اقتحام غرفة يحتجز بها عشرات الأطفال كرهائن؟ ولا يعرف المقاتل بالوحدة إن كان سيخرج من هناك حيا أم لا؟ وكيف يشعر المقاتل عندما يجلس في طائرة مروحية في طريقه إلى "دولة معادية" لخطف رئيس منظمة "إرهابية" مسلحة؟ وكيف يتعامل مع حقيقة أنه لن يتمكن أبدا من سرد أو الإفصاح عما فعله حتى لأحفاده؟
 ويسرد المؤلفان فى فصول تالية من الكتاب جزءا من تفاصيل وكواليس اختطاف ٥ ضباط سوريين في لبنان عام 1972، وعملية "عنتيبي" بأوغندا عام 1976، وما سبقها من كواليس تحرير طائرة "سابينا" البلجيكية الرحلة 571 المختطفة في مطار اللد عام 1972، وتصفية ٧ من منفذي عملية فندق "سافوي" في تل أبيب عام 1975 التي أتت ردا على عملية "ربيع الشباب" في لبنان عام 1973، وجرى خلالها اغتيال قياديين بارزين في منظمة التحرير الفلسطينية وهم يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان.
كما انتقل المؤلفان إلى تفاصيل تصفية منفذو عملية "مسجاف عام" في الجليل الأعلى شمالي فلسطين عام 1980، وتحرير عشرات الرهائن اليهود، وعملية اغتيال الشهيد خليل الوزير أبو جهاد في منزله بتونس عام 1988، واختطاف الشيخ عبد الكريم عبيد من منزله في جنوب لبنان عام 1989.
ومن خلال القصص والتفاصيل للعمليات الاستخباراتية والعسكرية السرية التي تتمحور حول الاغتيالات أو الاختطافات.
نوعان من الأنشطة
ويقول المؤلفان "شور وهاليفي" إن الوحدة انخرطت، في نوعين من الأنشطة التي تتعارض تماما مع بعضهما، أو على الأقل متناقضتين في طبيعتيهما، ولا تزال تشارك فيها؛ الأول الاستخباراتي، الذي لن تنشر عملياته أبدا وستبقى طي الكتمان، وهو نموذج يتصف بالإعداد الدقيق على مدى فترات زمنية طويلة جدا، لأي سيناريو محتمل أو مستحيل، في حسابات معقدة لكل مقاتل بالوحدة.
أما النشاط الثاني، الذي تناوله الكتاب، فهو في معظمه يتعلق بعمليات الاغتيالات وإطلاق سراح الرهائن، أو أي نشاط قتالي آخر في جميع أنحاء العالم.
 وفي عملية إنقاذ الرهائن، يقول المؤلفان فإن "عنصر الوقت يعد أمرا بالغ الأهمية، لذا يجب أن يكون التحضير لمثل هذا الإجراء سريعا جدا بعيدا عن الإجراءات الطويلة والبيروقراطية".
وعليه، فإن المقاتل في الوحدة وفقا للمؤلفين "هو في الأساس مقاتلان داخل جسد واحد؛ أحدهما مدرب منذ يوم التجنيد للقيام باستعدادات لا نهاية لها تقريبا لأي عملية، والآخر يجب أن يتعلم إعداد نفسه في غضون دقائق للعمل لتنفيذ مهام وعمليات غير متوقعة". ولكن هناك أيضا عنصر واحد مشترك بين هذين النوعين من الإجراءات "الإبداع والتفكير خارج الصندوق".
اغتيال أبو جهاد
وتم تخصيص الجزء الأول من الكتاب لعملية اغتيال الوحدة في 15 أبريل من عام 1988 للشهيد خليل الوزير "أبو جهاد" الرجل الثاني بمنظمة التحرير الفلسطينية، بعد الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ومسؤول العمليات العسكرية والتنظيمة في القطاع الغربي، وذلك في شهر أبريل من عام 1988 في منزله بتونس.
 ويصف الكتاب سنوات من التحضير الاستخباراتي والتدريبات التي سبقت تنفيذ العملية بمشاركة العشرات من عناصر الوحدة والاستخبارات الذين كانوا على متن سفينة قبالة شواطئ تونس، ثم يسرد لحظة الوصول إلى تونس عبر البحر والنزول إلى الشاطئ والتجول قبالة منزل أبو جهاد عند الساعة الثانية فجرا.
تفاصيل العملية
 وسمى المؤلفان المكلفين بتنفيذ عملية الاغتيال ومنهم ضابط يدعى "ناحوم" نزل من المركب الذى أوصلهم إلى تونس يحمل بيده صندوق الهدايا وبداخله بندقية قصيرة والمسدس الكاتم للصوت الذي نفذ عملية اغتيال حارس منزل أبو جهاد.
كان المقاتل "يوحيى" المتخفي بزي امرأة يوفر له الدعم والدرع الواقي ويتعقب عن بعد "ناحوم"، علما أن مجموعة من عناصر "الموساد" مكثت في تونس لدعم الوحدة بتنفيذ العملية، وأبلغوهم أن أبو جهاد موجود في منزله لكن ربما سيغادره عند الساعة الثالثة فجرا.
تدرج "ناحوم" قبالة منزل أبو جهاد وبيده منشور سياحي عن أحد الفنادق في تونس، وكانت الخطة أن يستدرج حارس منزل أبو جهاد، حيث مكث الحارس داخل سيارته، إذ رصد مقاتل الوحدة المتخفي وتعقب الأوضاع والتحركات في ساحة المنزل ومداخله، ومكنته الإضاءة بحديقة المنزل من تعقب واكتشاف ما يحدث، ودلته على باب المنزل الرئيسي.
وبعد أن تأكد "ناحوم" أن الطريق سالكة إلى منزل أبو جهاد توجه صوب السيارة التي جلس بها الحارس وتعمد التوجه من شباك المقعد بجوار السائق وطرق الزجاج حاملا المنشور السياحي، سائلا "أين هذا الفندق؟"، وعند خروج الحارس من السيارة أطلق ناحوم 3 رصاصات صوب رأسه وأرداه قتيلا.
ينظر "ناحوم" ومن حوله صمت قاتل في الحي الذي سكنه مجموعة من الدبلوماسيين الأجانب، وإلى جانب منزل أبو جهاد كان منزل محمود عباس ومنزل هيال عبد الحميد أبو الهول والعديد من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية.
وبنظرة جانبية من عينه، رأى "ناحوم" أن "يوحيى" الذي كان يوفر له الحماية عن بعد يشير بإبهامه إلى موشيه يعالون، قائد الوحدة والعملية، للتقدم بالقوة نحو المنزل، ليدخل "ناحوم" مسلحا ببندقية أخرى كانت بصندوق الهدايا مع عناصر الوحدة إلى المنزل لتنفيذ عملية اغتيال أبو جهاد.
وأشرف "ناحوم" على تأمين وحراسة عناصر الوحدة ليخلف حارس المنزل الذي قام بتصفيته، وفجأة اقترب شاب بكوفية إلى منزل أبو جهاد، فتوجه إليه "ناحوم" بالبندقية وأرداه قتيلا رغم أن الشاب قد هم بالهرب من المكان.
وأكد مؤلف الكتاب أن النجاح بتصفية الحارس أعطى الضوء الأخضر لفريق اغتيالات وحدة "سيريت ماتكال" البدء بتنفيذ عملية اغتيال أبو جهاد التى كان عنصر الوقت فيها حاسما، حيث لم تستغرق إلا 5 دقائق و 8 رصاصات اخترقت القسم العلوي من جسد أبو جهاد فأردته قتيلا، بعدها أعطى قائد الوحدة يعالون أشارة عبر اللاسلكى لباقى فريقه الذي فتقدم 3 منهم واقتحموا الباب الرئيسي لمنزل أبو جهاد، وسيطروا على الطابق الأول الذي كان مظلما وخاليا من البشر، والطابق الذي تحت الأرض حيث تم تصفية الحارس الذي كان بالقبو.
فى زي امرأة
بعد ذلك طلب المقاتل المتخفي بزي امرأة من قائد الوحدة يعالون بأن يقتحم مع مجموعته منزل أبو جهاد بعد أن نفذت المرحلة الأولى من العملية بنجاح، وعليه انضم إلى فريق الاغتيال داخل المنزل فريق آخر من عناصر الوحدة وعددهم ٦ مقاتلين بقيادة الملقب "ح"، الذي صعد مع المقاتلين إلى الطابق الثاني، حيث من المفروض أن يوجد أبو جهاد، وسمع فريق الاغتيال أصوات تجهيز الرصاص من مسدس.
انتشر فريق الاغتيال في الطابق الثاني، وشاهد قائد الفريق "ح" الذي توجه إلى جهة اليمين على بعد 4 أمتار أبو جهاد يشهر مسدسه وبجانبه زوجته التي شاهدت اختراق ثماني رصاصات القسم العلوي لجسد زوجها، وتسبب الرصاص بسقوطه ليغرق بدمائه قرب غرفة نومهما.
في اللحظة ذاتها يصل إلى الطابق الثاني قائد الوحدة يعالون الذي أشرف على تنفيذ عملية الاغتيال، ويطلب من قائد فريق الاغتيال (ح) تفقد المكان وغرفة نوم أبو جهاد وزوجته.
يصل ناثان المقاتل الثالث في فريق الاغتيال إلى الجانب الآخر من الممر، ممسكا بابنة أبو جهاد البالغة من العمر ٨ سنوات، وعيناها تدمعان ومرعوبة، ليعلن يعالون أن الوقت قد حان لإخلاء المنزل.
وبينما يهرع قائد فريق الاغتيال "ح" ورجاله إلى أسفل الدرج، قام يعالون و "يوفال" بجمع المستندات بسرعة من غرفة أبو جهاد، وركضا بعدها صوب السيارات التي كانت بانتظار فريق الاغتيال قبالة المنزل.
وقبل السفر صوب شاطئ البحر، أحصي يعالون عدد فريق الاغتيال بالسيارتين، وعندما تأكد من عددهم وهو 20 مقاتلا، أعطي أوامره بترك المكان صوب شاطئ البحر، ليغادروا تونس دون ترك أي آثار تدل على ضلوع إسرائيل بعملية الاغتيال.
قصة أخرى
وجدير بالذكر أن إسرائيل اعترفت للمرة الأولى بمسؤوليتها عن اغتيال خليل الوزير (أبو جهاد) فى شهر أكتوبر م عام 2012 ، حيث كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت"، هوية وصورة قائد وحدة الكوماندوز الإسرائيلي الذي قتل أبو جهاد في قلب العاصمة التونسية في 15 أبريل عام 1988.
وجاء على الصفحة الأولى، للصحيفة صورة الجندي الذي أطلق النار، ونقلت عنه الصحيفة قوله قبل وفاته: "نعم أنا الذي أطلقت النار على أبو جهاد بدون أي تردد، مضيفا: "كان أبو جهاد مخيفا."
وجاء فى تقرير الجريدة - عن العملية – الذى كتبه الصحفي الإسرائيلي رونين بيرغمان، أن "ناحوم ليف" هو الذي ترأس فرقة الاغتيال في تونس، وروى ليف للصحيفة تفاصيل العملية قبل مقتله في حادث سير عام 2000.
[caption id="attachment_498725" align="aligncenter" width="341"] تى شيرت "سيريت ماتكال» الاسم العبرى لوحدة استطلاع هيئة الأركان الإسرائيلية[/caption] [caption id="attachment_498727" align="aligncenter" width="265"] أبو جهاد[/caption]
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2