اليسار الإسرائيلى يضع الاحتلال على حافة الهاوية

اليسار الإسرائيلى يضع  الاحتلال على حافة الهاويةاليسار الإسرائيلى يضع الاحتلال على حافة الهاوية

* عاجل3-7-2017 | 19:21

كتبت: سمر شافعى

هناك محللون إسرائيليون داخل إسرائيل يتنبأون بنهاية دولة إسرائيل بإنتهاء اليمين الإسرائيلى الذي يمثل أساس للسياسة الصهيونية التى بنيت عليها إسرائيل، وذلك بعد إعلان نتنياهو قرار فرض قيود على البناء فى المستوطنات وأن ذلك القرار كان يمكن أن يصدر من حزبى يتسحاق هيرتسوج وتسيفى ليفى بصفتهم أحزاب معارضة في حال إعطائهم مقاليد سلطة الحكومة الإسرائيلية، وبالتالى فشلت الدعوات وتبخرت الثقات التى نشرها اليمين اللإسرائيلى بحتمية أن يكون الرئيس الأمريكى دونالد ترامب هو المسيح الذى سيبشر برؤيا أرض إسرائيل الكاملة التى تحطمت على أرض الواقع، بعد أن خاب الأمل بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس فى أول يوم أصبح فيه ترامب رئيساً لأمريكا، كما تراجعت أحلام ضم المناطق مقارنة بتوقعات المستوطنين من ترامب.

جاء هذا فى الوقت الذى أصدرت فيه إسرائيل إستطلاع يفيد بأن هناك تصدع كبير يعانى منه الكيان الإسرائيلى الصهيونى السبب الحقيقى ورائه هو الصراع بين اليمين واليسار الإسرائيليين، على الرغم من اليسار الإسرائيلى يمثل فئة صغيرة من الشعب الإسرائيلى، إلا أن هذا الخلاف بين التيارين يعيق بشكل كبير التقدم فى دولة إسرائيل مما يؤكد عمق عمق الاغتراب والانقسام والكراهية التي باتت الميزة الأبرز للمجتمع الإسرائيلي.

لهذا فإن الحرب الحقيقية التى تشهدها إسرائيل الآن والتى تنبأ الكثير بأنها ستؤدى بدولة إسرائيل إلى النهاية هو الإنقسام الذى يوجد داخل حكومتها ذلك الخلاف المتصاعد بين الأحزاب اليسارية المناهضة للإحتلال الإسرائيلى والتى تتوعد بنهاية دولة غير ديمقراطية والأحزاب اليمينية التى ضللها سياسة نتنياهو المتناقدة والديكتاتورية فذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية فى إفتتاحيتها مؤخراً أن حوالى ألف ناشط يسارى من اليهود والعرب السياسيين والمدنيين خرجوا فى قافلة مظاهرات إحتجاجية بمركز القدس ضد استمرار الاحتلال، بمناسبة مرور خمسين عاماً على الاحتلال، ولكن الجديد فى الأمر اليوم أن تلك الاحتجاجات خرجت مصاحبة معها دعوات لليمين بالإنضمام إلى الرؤيا اليسارية والابتعاد عن سياسة نتنياهو المضللة والمتناقدة، وذلك فى الوقت الدى بعد أن كان يعمل فية اليمين الفتره الماضية وبنجاح على صبغ تلك الاحتجاجات بألوان عدم الشرعية والمعاداة للصهيونية، بل كانوا يعملون بالتضيق على اليساريين بشجب حريتهم فى التظاهر والإحتجاج.

وهناك بعض الأصوات بين اليمين الفاقدة الأمل بنتنياهو مع تيارات واليسار من أجل هدف واحد وهو التعجيل بحل الدولتين بعد أن إكتشفوا ان تلك الإحتجاجات تعطل أمور كثيرة، وتزيدها تعقيداُ، وكان هذا سبب كبير فى نجاح تجربة التحالف الذى حدث خلال الإنتخابات الإسرائيلية الأخيرة بين الجبهة الديمقراطية وحزب ميرتس الإسرائيلى من أجل زيادة دائرة امعارضة ضد دولة الإحتلال من أجل نشر فكلاة إنهاء الإحتلال والعيش في سلام وهذا لأن سياسة الإحتلال حسب ما ذكرت صحيفة هآتس تقصد تحويل اليأس إلى غضب ومنه إلى العنف.

كما أضافت هآرتس أن الاحتجاج ضد الاحتلال هو تذكير هام للجمهور الإسرائيلى وقادته بأنه لا يمكن أن تكون إسرائيل دولة ديمقراطية ودولة محتلة، وهو الذي خلق هذا التحالف الذى أطلقة مؤخراً حركة نقف معاً الإسرائيلية على صفحات التواصل الإجتماعى، بالإشتراك مع حركة ميرتس وحركة يكسرون الصمت الإسرائيلية والنائبين العربيين عايدة توما وحنين زغبي.

وخلف تلك الإحتجاجات أصبح الإئتلاف الحكومى لنتنياهو على حافة الهاوية وخاصةً بعد أن دعى هيرتسوج رئيس حزب المعارضة مؤخراً إلى تشكيل إئتلاف بديل لنتنياهو حيث أكد على أن ذلك الإئتلاف قائم يتحرك ويتنفس وينتظر الفرصة القادمة التى ستحل قريباُ مع تصدع إئتلاف نتنياهو مبشراً بتفككة خلال السنة القريبة.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2