أمل محمد أمين تكتب: إذاعة القرآن الكريم
أمل محمد أمين تكتب: إذاعة القرآن الكريم
حدثت أزمة كبيرة قبل العيد الأضحى بيوم واحد وتحديدا في وقفة عرفة حيث أفطر عشرات الألوف من المصريين قبل آذان المغرب بأربع دقائق بناء على انطلاق مدفع الإفطار وإذاعة القرآن الكريم لآذان المغرب وهو ما أثار حفيظة الملايين في مصر وخوفهم في نفس الوقت أن يكون صومهم غير مقبول..
ولا أستطيع أن أعبر عن دهشتي لإهمال المسئولين عن تطوير الإعلام في مصر لهذه الوسيلة الإعلامية الهامة فقد حصدت اذاعة القرآن الكريم أعلى نسبة استماع على مدار سنوات طويلة وهي الاذاعة المفضلة لمعظم قائدي السيارات وخاصة المواصلات العامة وستجدها في العديد من المحلات خاصة في فترة الصباح التي يهتم المواطن فيها بالاستماع إلى القرآن الكريم في بداية يومه، وعلى الرغم من هذا فقد تضمنت برامج هذه الإذاعة الهامة العديد من البرامج المملة والقديمة والتي تستخدم نفس الطرح ونفس الأفكار منذ سنوات عديدة.
ولمن لا يعلم فقد أنشئت إذاعة القرآن الكريم عام 1964 وهي أول إذاعة متخصصة في الإعلام الديني في العالم العربي والإسلامي.
وبسبب التغلغل الإسرائيلي في القارة الإفريقية ببث نسخة محرفة من القرآن الكريم في الستينيات اتجه علماء الأزهر إلى وزارة الثقافة والإرشاد القومى التى كان يرأسها الإعلامى الدكتور عبد القادر حاتم، الذى قدم اقتراحا للرئيس جمال عبد الناصر بإنشاء إذاعة صوتية تصل لكل فئات الشعوب تبث آيات الذكر الحكيم، ووافق عبد الناصر على الفور وأصدر قرارًا بتخصيص موجة قصيرة وأخرى متوسطة لإذاعة المصحف المرتل الذى سجَّله المجلس الأعلـى للشؤون الإسـلامية.
فإذا كانت إذاعة القرآن الكريم اول اذاعة دينية متخصصة انشئت في الوطن العربي فلماذا وصلت إلى هذا المستوى من الرتابة ولماذا لا يتم اعادة النظر في محتواها والاستفادة من مدى انتشارها؟
اعتقد انه يمكن اعادة صياغة للأهداف التي أنشئت من أجلها تلك الإذاعة وتعديلها بما يتناسب مع التطور التكنولوجي الذي طرأ على وسائل الإعلام وفي نفس الوقت تقديم محتوى ديني متطور تستفيد منها الأسرة المصرية لتصبح اذاعة القرآن الكريم وسيلة لتوعية المجتمع وخاصة النشء بالروح الحقيقة للدين بعيدا عن التطرف والارهاب، والتعريف بمبادئ الإسلام السمحة بطريقة معاصرة.
ولن يحدث هذا التطور الا باستخدام الشباب وادخال أفكار أكثر إبداعا على البرامج التي تبثها الاذاعة بدلا من التي عفى عليها الزمن.