كتب: على طه
بعد سبعة أشهر من بدء انتشار فيروس كورونا، لا يزال الأطباء يواجهون تحديات علمية كبيرة، من بينها المدة التي تظل فيها الأعراض المرضية ظاهرة لدى بعض المرضى بعد تعافيهم.
وفى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" قال د. محمد إبراهيم بسيوني، العميد السابق لكلية طب المنياإن 10 ٪ من المتعافين من كوفيد تستمر معهم أو تعود لديهم أعراض مثل السعال وشعور بالحمى وتعب عام، وهي اعراض لاحقة لا تشكل امتداداً لفترة العدوى أو إصابة جديدة حتى لو استمر أو عاد فحص PCR إيجابي.
وتابع: حالة من التعب وصعوبة في التنفس بعد عدة أسابيع من إصابتهم بالمرض. ضيق في التنفس عند صعود درجا واحدا من السلم. اضطرابات في المشاعر، وضعف الذاكرة.
وأوضح أنه في مارس الماضي، لم نكن نعرف سوى القليل عن هذا الفيروس، افترضنا أنه مجرد مرض يصيب الجهاز التنفسي، إلى أن اكتشفنا أنه يؤثر على جميع أعضاء الجسم تقريبا، وافترضنا أننا سنعتمد على أجهزة التنفس الصناعي ووحدات العناية المركزة فقط، فاكتشفنا أن تزويد المريض بالدعم التنفسي المبكر عن طريق الأكسجين في أجنحة العلاج في المستشفيات كان أكثر فعالية.
وواصل: اعتقدنا عندما كنا نصفق لمرضانا، بعد تعافيهم من الإصابة الحادة بالفيروس ومغادرتهم أجنحة العلاج، أنها المرة الأخيرة التي سنراهم فيها.
واشار غلى أن هذا العدو الجديد، أصبح عدوا قديما، بل يبدو أحيانا عدونا الوحيد، وأصبحنا على دراية كبيرة بالإرث طويل المدى الذي يخلفه لدى المرضى، ليس أولئك الذين دخلوا المستشفى فحسب، بل أولئك الذين عالجوا أنفسهم في المنزل وتعافوا من إصابتهم الحادة، لتبدأ معاناة جديدة من الانتكاسات والأعراض المرضية المستمرة، لا يزال المرضى الذين أصيبوا بالفيروس قبل شهور يكافحون من أجل استئناف حياتهم الطبيعية.
وقال: نحن نعلم من دراسة المرضى الذين أصيبوا بمرض "سارس"، وهو من عائلة الفيروسات التاجية، في وباء عام 2003، أن ما يقرب من نصف عدد المتعافين أصيب بإرهاق مزمن، أو أعراض مرضية أخرى طويلة المدى، لذا لا ينبغي أن نندهش من أن يكون هذا السليل الماكر لهذه العائلة الفيروسية، "سارس-CoV2"، له الإرث نفسه.
ولفت إلى أنه لا يزال البعض من المرضي يعاني من أعراض المرض الأصلية المتمثلة في آلام الصدر وضيق التنفس، كما يعاني البعض الآخر من أعراض مرضية جديدة، مثل الصداع وفقدان الذاكرة ومشاكل الإبصار.
واختتم يعاني كثيرون من الاكتئاب والقلق، ويعاني معظمهم من تعب مزمن مستمر، وجميعهم يرغبون في استعادة حياتهم السابقة، بعد أن احتفلوا في عُجالة بنجاتهم المبدئية من الإصابة بكوفيد-19، فبعضهم الآن يتملكه الشك المزعج واليأس الشديد. حتي من كانت الأعراض المرضية الخفيفة للغاية، التي تمثلت في صداع، والتهاب في الحلق، وربما ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.