طارق السيد متولى يكتب: المرأة كيان

طارق السيد متولى يكتب: المرأة كيانطارق السيد متولى يكتب: المرأة كيان

* عاجل17-8-2020 | 13:05

لا زلنا نتعامل مع أنفسنا ومع الآخرين بمنطق الجسد والأشياء الملموسة أكثر من الروح والمشاعر والقيمة والمرأة والطفل فى مجتمعاتنا هما الأكثر تضررا من هذا التعامل والنظرة القاصرة للإنسان على أنه جسد ومادة فقط. قد توفر لطفلك كل وسائل الترفيه والطعام والشراب ومع ذلك يشعر بالملل والضيق ويذهب بعيدا عنك يبحث مع الأصدقاء عن الأهتمام والتعبير بحرية وأنطلاق. أننا عندما نلتقى بإنسان رجل أو امرأة وبمجرد النظر إليه نبدأ فى تقييمه من شكله حيث الطول والحجم ثم ما يرتديه من ملابس وما يحمله من أدوات ثم نكون رأيا عنه دون الرجوع الى شخصه وروحه وشعوره وعلمه وثقافته ومكونات كثيرة تشكل معرفة هذا الشخص بشكل صحيح. مما يترتب عليه احيانا نظرات اعجاب أو نظرات ازدراء غير مبررة فى الحقيقة وقد تكون خاطئة فى بعض الأحيان ونكتشف ذلك بعد معرفة هذا الشخص وإعادة تقييمه. ولهذا حثت جميع الشرائع والقواعد الإنسانية على حسن الخلق فى التعامل بين الناس لتكون بادرة طيبة لمن لا يعرفوننا على الحقيقة وان نحترم كل إنسان مهما كان شكله ولونه ومهما كان بسيطا أو ضعيفا لكننا احيانا كثيرة لا نلتزم بهذه القواعد وهذه الأخلاق فنتعامل مع الأشخاص صعودا وهبوطا حسب مكانتهم الأجتماعية واشكالهم والونهم وثرائهم أو فقرهم وضعفهم ونقع فى الخطأ عندما نتجاهل أو نحتقر أشخاص لمجرد ضعفهم أو بساطتهم على الرغم من أننا جميعا بشر ليس لأحد فضل على الآخر إلا بالإخلاق الحسنة. ومن هذا المنطلق تأتى النظرة السلبية للمرأة بصفة عامة فى مجتمعاتنا كأنثى وجسد حتى بعد خروج المرأة للعمل ومشاركتها الرجل فى كل مناحى الحياة لازالت هذه النظرة مسيطرة على عقول كثير من الرجال وخصوصا فى الفئات الأقل تعليما وثقافة. مما يترتب عليه سوء فهم كبير بين الرجل والمرأة ودائما ما نسمع أنه لا أحد يستطيع أن يفهم المرأة على الرغم من أنها ليست لغزا ولا طلاسم معقدة إنما تكمن المشكلة فى أن عقولنا مقيدة تجاهها محصورة فى زاوية واحدة وهى كونها أنثى وهذا من وجهة نظرى سبب من اسباب التحرش التى تتعرض له المرأة فى كثير من الأوقات فالمتحرش ينظر إلى المرأة على أنها جسد بلا روح أو مشاعر وإلا لعلم أن التحرش والأعتداء على جسدها وحريتها يؤذيها ويؤذى مشاعرها وروحها فإن اى انسان لا يقبل أن يعتدى على جسده أو نفسه اى انسان اخر حتى لو كان هذا الإنسان اقرب الناس اليه وأن كرامة الإنسان كدمه وروحه ومن يهدر كرامته فكأنما أهدر دمه. فالمرأة إنسانة لها مشاعر وأحاسيس وعقل وكرامة بل أكثر عاطفة وأكثر حبا من الرجل فلا يستطيع رجل مثلا أن يقوم بدور الأم ويعطى مشاعر الأم ومشاعر الأخت والأبنة والجدة والمرأة أعظم مربية فى الحياة فهى تربى الأطفال والأجيال واحيانا الرجال. نحن فى حاجة لتصحيح نظرتنا للمرأة وللإنسان بصفة عامة كقيمة وعقل وفكر ورأى وكيان له كامل الحرية والكرامة والاحترام نحن فى حاجة لأن نعلم أن كل امرأة نقابلها فى اى مكان هى ابنة واخت وام وخالة وعمة وسيدة فاضلة وإنسانة كريمة مكرمة قبل كل شىء والإعتداء عليها إعتداء على إنسانيتنا جميعا وذنب كبير يوجب العقاب من الله سبحانه وتعالى.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2