أحمد عاطف آدم يكتب: التصحر العاطفى وشيطان التبرير

أحمد عاطف آدم يكتب: التصحر العاطفى وشيطان التبريرأحمد عاطف آدم يكتب: التصحر العاطفى وشيطان التبرير

* عاجل17-8-2020 | 14:40

لا أعرف حقا ما الذى حدث بعد ٨ سنوات عشرة وإنجاب طفلين، كنا سعداء كثيراً قبل الإرتباط - نتبادل أطراف الحديث عن أحلامنا المشتركة وكيفية تحقيقها بشكل مثمر، لكن الآن وبعدما رُزقنا بطفلنا الثانى وربما الأخير - أصبحت تهتم أكثر بتربية الأبناء والتواصل لساعات مع الأصدقاء والست الوالدة تليفونيا وفيسبوكيا دون كلل أو ملل، ثم دقت ببلادة آخر مسمار فى نعش علاقتنا المقدسة بعزوفها عن العلاقة الحميمية بحجة أننا تخطينا تلك المرحلة ولا يجب أن نفكر كالمراهقين، لأن الحياة بها ما هو أهم لنضيع وقتنا وتفكيرنا فيه. تلك التصريحات السابقة كانت لزوج عربى اشتكى خلالها لموقع عالمى شهير من جفاف أو تصحر العلاقة الروحية والجسدية بينه وبين زوجته - ما دفعه للهروب إلى مواقع التواصل الإجتماعى واستعراض موهبته فى العزف على البيانو بتطبيق "تيك توك" - ومع البحث عن تفاعل حيوى يعيد له ثقته بنفسه وجد ضالته بهذا العالم الإفتراضى لدى بعض السيدات اللائى سرعان ما وطّدن علاقتهن به وقدروا كيانه كرجل - حسب رؤيته - فوقع فى المحظور ومارس معهن علاقات حميمية بمقابلات تم الترتيب لها، ثم اكتشف بمرور الوقت معاناة بعضهن من نفس ظروفه تقريبا بسبب أزواجهن، وأضاف بأنه لايبرر ما وصل إليه من انحراف سلوكى وأخلاقى لكنه إنسان يصيب ويخطأ إذا كانت الأرض خصبة لذلك. الشاهد من تلك القصة أن العبث بهذا الرابط المقدس وخلخلة أركانه اصبح حاضرا بين طرفيه فى صور كثيرة متنوعة - منها على سبيل المثال زوجة تعتبر العلاقة الحميمية بعد الإنجاب مراهقة، كما تؤمن بأن الزواج عبارة عن مراحل ولكل منها آلياتها فى التعامل - وليس وحدة واحدة متماسكة غير مهلهلة أو مقسمة، وزوج يستمتع بدور المجنى عليه ويأخذ حقه من إله التبرير الذى يسيطر عليه ويمنحه صك الهروب إلى عالم اللاعودة الذى ينشده فى قرارة نفسه - بدلاً من المواجهة وتقريب وجهات النظر كرب أسرة مسئول له خبراته فى الحياة. فى النهاية دعونا نتفق بأننا كأولياء أمور مسئولون فى الأساس عن هذا الكم الرهيب من تشريد الأبناء بسبب ضعف أو إنعدام التوجيه لقيمة وأهمية ومسئوليات الحياة الزوجية.
أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2