يهود الإسكندرية.. أيه حكايتكم معانا ؟!

يهود الإسكندرية.. أيه حكايتكم معانا ؟!يهود الإسكندرية.. أيه حكايتكم معانا ؟!

* عاجل18-8-2020 | 20:49

تقرير يكتبه: عاطف عبد الغنى أرجو ألا يساء فهم هذا الوصف "يهود الإسكندرية" فأنا بالفعل أكتب عن يهود عاشوا فى مصر فى الإسكندرية، قبل أن يخرجوا منها ويذهبوا إلى إسرائيل، ويحاربوا مصر مرة ومرتين على جبهة القتال بالبندقية والدبابة والمدفع، وعشرات المرات بالحيلة والمكر والخداع. نموذجان من هذه العينة "الخبيثة" حاضران فى المشهد الحالى المتعلق بالمبادرة التى تم الإعلان عنها قبل أيام قليلة والخاصة بإعلان الإمارات عن اتفاق سيتم توقيعه لإقامة علاقات كاملة مع إسرائيل مقابل إلغاء أو إرجاء ضم إسرائيل للأراضى الفلسطنية، أو الأردنية التى كان مزمع ضمها ضمن خطة "صفقة القرن" التى تسعى إلى تصفية أو تخلية القضية الفلسطينية من زخمها أو دسمها الحقيقى وهو إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على الأراضى العربية المحتلة عقب حرب 5 يونيو 1967 ومنح الفلسطنيين اللاجئين حق العودة لبلادهم، وبمعنى آخر أن يكون للفلسطنيين دولة طبيعية مثل كل دول العالم، لا دولة شكلية أو صورية على قطعة أرض مغتصبة إسرائيليا من دولة عربية أخرى، أو أجزاء منها، كما فى الجولان أو وادى الأردن، لأجل طرد العنصر العربى والفلسطينى تحديدا من داخل دولة الكيان المزمع إعلانها دولة عنصرية "يهودية"، واليهودية عند "أولاد العم" جنسية قبل أن تكون عقيدة أو ديانة، وهذه حقيقة لا تحتمل الجدل.

حق الإمارات

ومن وجهة نظرى أنا الشخصية كاتب هذه السطور من حق الإمارات أن تقرر شكل وحجم العلاقات التى تقيمها مع إسرائيل، ومصر تحت قيادة الرئيس الأسبق الراحل أنور السادات فعلت كما تفعل القيادة الإماراتية اليوم، وأبرم السادات اتفاقات مع إسرائيل معمول بها إلى اليوم، وإلى كتابة هذه السطور لكن لاحظ الآتى: أغلبية الشعب المصرى لم ترفض الاتفاقيات الرسمية مع إسرائيل، ولم ترفض ما فعله الرئيس السادات لكن أغلبية الشعب المصرى رفضت الإسرائيليين، رفضت التطبيع بأى شكل وأى صورة، كانت، ومازالت، وسوف ترفض إلى أن يثبت الإسرائيليون عمليا أنهم تغيروا، ويثبت شعب إسرائيل قبل قياداتها وزعمائها أنهم قرروا أن يعيشوا فى سلام مع جيرانهم، ومحيطهم، وأقرب الجيران الفلسطنيون أنفسهم الذين يعيشون غرباء فى بلادهم المغتصبة داخل حدود الأراضى التى تسيطر عليها إسرائيل يعانون أشد المعاناة، ويٌطردون، ويطاردون حتى يٌجبروا على الرحيل، ويحدث هذا منذ ما قبل إعلان دولة الكيان عام 1948 وإلى اليوم. هذا هو السبب الأول والثانى والثالث لرفض المصريون التطبيع، ناهيك عن مرارات كان يمكن ابتلاعها، أو كان الزمن كفيل بها، وهى ناتجة عن تضحيات مصر فى مواجهاتها العديدة مع الصهاينة فى 5 حروب، لم تترك هذه الحروب بيت مصرى إلا وفيه ذكرى أليمة عن شهيد أو جريح أو أسير، وما خاضت مصر هذه الحروب بالأساس إلا لأجل تحرير فلسطين.

السادات

والرئيس السادات استطاع أن يخدع الإسرائليين بعد أن أصابهم رعب الصدمة فى حرب 73 ، وشعروا بأنهم معرضون للإبادة، وانسحب هذا الشعور على قادة الكيان، لسنوات تالية، فسارعوا وعلى رأسهم أحد قياداتهم التاريخية، المدعو مناحم بيجين اليمينى الليكودى المتطرف، صاحب السجل الإرهابى، المكتوب بدم العرب، ومثبت بجماجم وأشلاء الفلسطنيين، فى مذابح دير ياسين وكفر قاسم، وقد كان بيجين فى شبابه عضوا نشطا فى عصابات شتيرن والأرجون والهاجاناة اليهودية، فلما قامت الدولة وانخرط الإرهابيون فى جيش الدفاع النظامى، اشتغل بيجين بالسياسة، وكان رئيسا لوزراء الكيان حين خاض مباحثات "كامب ديفيد" ووقّع لاحقا وثيقة السلام مع الرئيس السادات، والتى استردت مصر بمقتضاها ما تبقى من أراضى سيناء لم نكن قد حررناها فى حرب 73، ورفض الفلسطنيون عرض السادات فى وقت موات تماما، وانضحك عليهم فيما بعد خلال 30 عاما ومنذ انعقد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 مرورا بباقى الاتفاقيات التى عقدوها مع الكيان ولم يحصلوا بمقتضاها إلا ما هو قائم اليوم على الأرض اليوم، أما بيجين فقد اعتزل السياسة وقضى أيامه حزينا – كما قيل – حتى مات، لأن السادت ضحك عليه واسترد أراضى مصر. ماذا ستحصل الإمارات ؟ ماذا ستحصل الإمارات من اتفاقها مع إسرائيل؟ إذا طرحنا هذا السؤال فلابد أن نحدد فى إى إطار نطرحه، فى إطار أنه شأن إماراتى؟!، وقلنا من قبل أنهم أحرار فى تقرير ما يرون أنه فى صالحهم، ودول عربية كثيرة أخرى كانت تسعى فى نفس الاتجاه، لذلك إذا طرحنا السؤال فى إطاره العربى، فنحن متأكدون أن كل الدول العربية تقريبا على اتصال بإسرائيل رسميا، وهناك، علاقات، وأحيانا تنسيقات تفرضها ظروف المنطقة، وكما أسلفنا على المستوى الرسمى فكان أولى بدول المواجهة (مصر والأردن) فى رفض إقامة علاقات مع إسرائيل، لكن مصر والأردن مثلا لديهما علاقات، فهل تنصحا الإمارات ألا تقيم علاقات؟!

ورقة التوت

لكن تبقى الشعوب هى ورقة التوت، التى يجب ألا تسقط، وهى السلاح الأخير الذى تسعى إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة ناعمة، ومن خبث - اشتهر به العنصر اليهودى "الجنسية وليس الديانة" على مدار التاريخ - تحاول أن تجرد العرب منه، فتتسرب من بين أيدينا كالماء، ومن بين عيوننا كالنمل، وتتوغل داخلنا بعد أن تضحك على الأجيال الجديدة لتستقطبهم، هى تفعل هذا طوال الوقت ومنذ سنوات، كما يحاول هذا الشخص الذى سوف تراه يتحدث فى الفيديو الملحق بهذا الكلام.

من الأسكندرية

المتحدث ويدعى إيلي أفيدار، عضو فى البرلمان الإسرائيلى "الكنيست" عن حزب "يسرائيل بيتينو"، وتشير سيرة هذا النائب الذاتية إلى أن مسقط رأس عائلته مدينة يوانينا اليونانية، وفي نهاية القرن التاسع عشر هاجر جدّ العائلة إلى مصر، وفى الإسكندرية، ولد إيلي أفيدار باسم إيلي أبو درة، وتحولت "أبو درة" إلى أبوديرا، وهاجر مع والداه إلى إسرائيل عام 1967، بعد حرب الأيام الستة مباشرة، وكان والده شخصية عامة في إسرائيل: رئيس فرع يهودا هاليفي في منظمة "بناي بريث"، والتى تعنى "أبناء العهد" وهى من أقدم المؤسسات الصهيونية فى إسرائيل وفى الغرب. [caption id="attachment_508850" align="aligncenter" width="300"] أيلى أفيدار[/caption] وتجند أفيدار في صفوف جيش الكيان عام 1982 وخدم كجندي مقاتل في لواء ناحل، شارك في دورة ضباط استخبارات وخدم في وحدة عملاء سلاح الاستخبارات، وحدة 504، وتسرح من الجيش عام 1989 وهو يشغل رتبة رائد (ميجر) في الاحتياط، بعد تسرحه، عكف على تعلم دراسات الشرق الأوسط والدراسات العامة في الجامعة العبرية وجامعة تل أبيب. وخلال السنوات 1996–1998 كان مسؤول الشؤون الإسلامية في شعبة الأديان في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وتولى مهمة تعزيز العلاقات مع قادة الدول الإسلامية التي لا يوجد لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها، وعين عام 1999 في منصب رئيس الممثلية الإسرائيلية في إمارة قطر، وفى شهر إبريل من العام الماضى 2019 انتخب عضوا في "الكنيست" الحالى. على الخلفية السابقة يمكنك أن تفسر ما سوف تشاهده الفيديو التالى الذى أرسله لى الزميل المحلل السياسى المتخصص فى الشئون العبرية الصديق إسلام كمال، وقد شاهدت الفيديو ولم أصدق كلام ممثل من "الصهاينة الأقحاح" فى دوره الذى يلعبه الآن على خشبة المسرح، ومتأكد أن تمثيله لن يخيل على أبناء السادات. https://youtu.be/r4C77k8hyyA

هاجر إلى إسرائيل

أما الشخصية الثانية التى تستحق مقالا منفردا، بل كتاب، وفيلم موثق، وتحليل معمق فهو عرّاب صفقة أمريكا – الإمارات – إسرائيل، ومهندسها اليهودى الإسرائيلى الأمريكى حاييم سابان، أو "صابان" كما يكتبها البعض، المولود فى مصر بتاريخ 15 أكتوبر 1944 في الإسكندرية التى عاش فيها طفولته إلي أن هاجر مع والديه، وشقيقه، وجدته، إلى إسرائيل إثر العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وأقام مع أسرته في تل أبيب إلى أن انتقل سابان إلى فرنسا حيث عمل منظم حفلات، وتوسع فى نشاط صناعة الترفيه، فانتقل إلى أمريكا. وسيطر على الإعلام. [caption id="attachment_508852" align="aligncenter" width="300"] حاييم سابان[/caption] وفي عام 1983 أسس شركته "سبان للترفيه Saban Entertainment" حيث شارك في تقديم فن الأنيميشن (الرسوم المتحركة) الياباني لكن شهرته الكبيرة في السوق الأمريكي جاءت مع النجاح الساحق الذى حققه مسلسل الرسوم المتحركة الياباني حراس القوة (بالإنجليزية: Power Rangers) الموجه للأطفال، وأتبعه بتقديم عدة مسلسلات أخرى مشابهة، وعمل كذلك في تقديم مسلسلات أمريكية مثل: "Starsky & Hutch و Dallas". وخلال ثلاث سنوات تراكمت أرباح سبان من هذه الحلقات فقام عام1996 بمشاركة شركة "فوكس"، وفي العام التالي قامت شركته بشراء قناة فوكس فاميلي "Fox Family Worldwide " بمبلغ 1.9 مليار دولار، وفي عام 2001 قام مع نيوز كورپ (روپرت مردوخ) ببيع شركة "فوكس فاميلي" لشركة والت ديزني المالكة لشبكة ABC, بمبلغ 5.1 بليون دولار، وكان نصيب سابان من البيع 1.6 بليون دولار، وكانت أكبر صفقة في التاريخ بين شخص، وفي عام 2003 اشترى سابان كبرى شركات الإعلام في ألمانيا، شركة "كيرش ميديا" المتعثرة بمبلغ 5.7 بليون دولار. وفي نقلة أخرى عام 2006, كان ضمن مجموعة مستثمرين, بقيادة تكساس پاسيفيك گروپ Texas Pacific Group, التي اشترت شبكة يونيڤيزيون Univision وهي أكبر شبكة تلفزيون ناطقة بالإسپانية في الولايات المتحدة، والصفقة كان مقدارها 12.1 بليون دولار. أصحاب أسهم يونيڤيزيون رفعوا قضية على المشترين الجدد بسبب طريقة الشراء.

السياسة

ونحن لا نتحدث فقط عن واحد من أغنى أغنياء أمريكا، لكن، نتحدث على كيف يسيطر اليهود على إعلام الغرب، وهذا ما لا نعرفه كثيرا، ولا سبيل لنا فى مواجهته، مثلما لا نعرف ولا نقول إن سابان هذا يلعب دورا خطيرا جدا فى السياسة الأمريكية الموجهة للشرق لصالح إسرائيل، وكان ومازال قطبا غير معلن من أقطاب الحزب الديموقراطى الأمريكى، وكان صديقا شخصيا ومازال للرئيس الأسبق بل كلينتون وزوجته هيلارى، ولطالما قضى لياليه معهما فى البيت لبيض، ونام فى غرفه إبان حكم أسرة كلينتون للولايات المتحدة. ولا نقول أنه صاحب مركز "سابان" المتخصص فى شئون الشرق الأوسط، وهو "ثنك تانك" خارج من عباءة "بروكينجز" التى صنعت قطر خلال ربع القرن الأخير، ولمن لا يعرف فقد لعب دورا كبيرا فى هندسة وإطلاق الفوضى الخلاقة، وهو منذ سنوات راكب (من الركوب) إمارة قطر، ومهيمن على قناة الجزيرة.

ملك اليهود

هو أمير اليهود غير المتوج، كما يصفه البعض، الذى نذر نفسه لقيادة الأمة اليهودية إلى المجد والخلود الأسطورى الملكى، وهو القائل فى أحدى أحاديثه لجريدة نيويورك تايمز الأمريكية، عن طريقته في الحصول على الصفقات (السياسية بالذات) وتشبثه بها إلى أن تتم ولو بعد سنوات: "إن هوايتي الوحيدة هي العمل وخدمة إسرائيل، فأنا لا ألعب الجولف، ولا أجمع الطوابع، لذلك فإن مثل هذه الصفقات هي التي تشغل تفكيري طوال الوقت." وهو أيضا القائل: " أنا رجل ليس له إلا قضية واحدة، وقضيتي هي إسرائيل". وقبل أن أغادر انبهك : لا تعجب بعدوك لأن الإعجاب به بداية الهزيمة.
أضف تعليق

إعلان آراك 2