إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: تنويعات على لحن صاخب!
إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: تنويعات على لحن صاخب!
أحداث مثيرة صاخبة لها صوت عال.. هكذا كانت أحداث الأسبوع الماضى.. وقد اخترت منها ليس فقط ما أتصور أنه أكثرها إثارة وصخبًا.. وإنما أيضا ما يفتح الشهية ويغرى بالتعليق عليها..
هيا بنا نبدأ!..
تعتبر اتفاقية السلام التى تم الإعلان عنها بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل.. تعتبر فى عُرف السياسة زلزال قوته 10 ريختر!..
معظم دول العالم ومعظم الدول العربية أثنت على الاتفاق واعتبرته خطوة واسعة فى طريق السلام..
عدد قليل جدًا من الدول اعتبر الاتفاق طعنة فى ظهر الفلسطينيين.. وإن لم تتجاوز ردود فعل هذه الدول الاستنكار والشجب والتصريحات النارية..
شخص واحد فقط لم يكتفى بالشجب والاستنكار ولكنه قام بإجراء عملى.. هذا الشخص هو الرئيس التركى رجب طيب أردوغان..
الأستاذ أردوغان أعلن أنه سيقطع العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وأبوظبى.. وأنه سيقوم بسحب السفير التركى من أبوظبى ويطرد سفير الإمارات من أنقرة!..
على قدر علمى فإن تركيا من أوائل الدول التى اعترفت بإسرائيل.. وعلى قدر علمى فإن هناك سفير تركى فى إسرائيل وسفير إسرائيلى فى تركيا..
ليس خافيا أيضا أن هناك تعاون عسكرى وثيق بين تركيا وإسرائيل..
وليس خافيا أيضا أن السائح الإسرائيلى مثله مثل سياح كثيرين يزور اسطنبول ويدخل بيوت الدعارة للاستمتاع بالجميلات من أبناء الأناضول..
وبالطبع فإن هذا السائح الإسرائيلى يدفع الكثير مثله مثل باقى السُيّاح لجميلات الأناضول.. وبدورها تدفع جميلات الأناضول جزء من أرباحهن للضرائب التركية..
وفى النهاية فإن السائح الإسرائيلى مثله مثل سُيّاح العالم.. يساهم فى دعم الخزينة التركية..
هذه هى طبيعة العلاقات بين تركيا وإسرائيل.. فلماذا "يتشنج" الأستاذ أردوغان ويتخذ هذه المواقف العنترية؟..
يبدو أن فيروس كورونا الذى تسبب فى إغلاق عدد غير قليل من المصانع فى مختلف أنحاء العالم.. أغلق كل مصانع الخجل والحياء فى تركيا (!!!)
أعلنت روسيا أنها توصلت أخيرًا إلى لقاح يمنع الإصابة بفيروس كورونا.. وأكدت أنها ستقوم بتسويق اللقاح على مستوى العالم..
آخر إحصائيات الكورونا فى روسيا تقول إن هناك 4996 إصابة جديدة و68 حالة وفاة..
الحكاية تذكرنى بحكاية وقعت لى شخصيًا قبل 20 عامًا.. وكنت أيامها مسافر على متن عبّارة أبحرت بى من ميناء السويس إلى جدة إلى بورسودان.. وخلال الرحلة أصابنى دوار البحر وهو شعور مؤلم يجعل المرء فى حالة إعياء تجعله يكره البحر وركوب البحر والدنيا كلها..
المهم تذكرت أن طاقم العبّارة يضم طبيبا.. بحثت عنه فلم أجده فاضطررت إلى الذهاب إلى كابينته الخاصة..
طرقت الباب حتى كلّ متنى فلما كلّ متنى.. فتح الطبيب الباب وبدا وجهه شاحب جدا.. واعتذر عن تأخره فى فتح الباب لأنه يعانى من دوار البحر (!!!)
لم أقل كلمة لطبيب السفينة.. السكوت أحيانا يكون أبلغ من أى كلام!..
بمناسبة الكورونا.. تابعت باهتمام كل الأنباء التى تتحدث عن السباق المحموم بين دول العالم للتوصل إلى لقاح قادر على مواجهة الكورونا..
فى مقدمة الدول المشاركة فى هذا السباق إنجلترا وأمريكا والصين وألمانيا وروسيا.. وكنت أتمنى لو أن العرب شاركوا فى هذا السباق.. لكننا لم نسمع للأسف عن دولة عربية واحدة تعمل من أجل التوصل إلى لقاح ضد الكورونا.. ومع ذلك نسمع ما بين الحين والحين عن وصفات طبيعية لمقاومة الكورونا..
من هذه الوصفات ما سمعته من أحد المواطنين العرب عن اكتشاف مزيج سحرى يقى الجسم من الكورونا.. وطبقا لما يقوله صاحبنا فإن هذا المزيج السحرى مكون من فصين من الثوم وملعقة عصير ليمون ونصف ملعقة زيت زيتون..
الحقيقة أننى جربت بنفسى هذا المزيج السحرى فوجدته يصلح بالفعل.. ليس لفيروس الكورونا وإنما لطبق الفول المدمس (!!!)
تابعت باهتمام انتخابات مجلس الشيوخ.. كل القنوات الفضائية الداخلية والخارجية تحدثت عن هذه الانتخابات..
بينما كنت أقلب بالريموت كونترول فى القنوات الإخبارية بحثا عن تفاصيل العملية الانتخابية.. لفت انتباهى مذيع نشرة أخبار قناة الشرق الإخوانية..
قال المذيع الإخوانى بصوت عميق رنان.. فى إطار متابعتنا لانتخابات مجلس الشيوخ نستضيف من جنوب أفريقيا الناشط السياسى أحمد مشطاوى..
أستاذ أحمد.. كيف أدليت بصوتك اليوم فى الانتخابات؟..
رد الأستاذ مشطاوى.. أنا لم أغادر منزلى اليوم ولم أشارك فى أى انتخابات لأن مجرد ذهابى إلى لجنة الانتخابات معناه أننى أعترف بنظام السيسي الانقلابى وأنا لا يمكن أن أعترف بهذا النظام الانقلابى المجرم!..
ويسأله المذيع: ولماذا لم تشارك فى الانتخابات اليوم؟!..
المذيع الحمار (لامؤاخذة) لم يدرك أن ضيفه أجاب عن سؤاله بالفعل فى سياق إجابته الأولى.. وبالطبع يضطر الأستاذ مشطاوى إلى تكرار الحديث عن الانقلاب المجرم..
ويسأل المذيع الناشط السياسى – وهو تعبير معناه الوحيد أن صاحبه صايع – يسأله كيف كان الإقبال على التصويت فى جنوب أفريقيا..
ويرد الناشط السياسى الصايع الذى أكد فى بداية حديثه أنه لم يغادر منزله.. يرد بقوله: ذهبت لمتابعة الانتخابات من الصباح الباكر فلم يحضر أحد من الناخبين (!!!)
اللهم أدم نعمة التخلف على الإخوان المسلمين!..
لاحظت فجأة أن كل قنوات الإخوان تحولت إلى "ملطمة".. إن صح التعبير..
وعرفت السبب.. مرور سبع سنوات على عملية فض اعتصام رابعة والنهضة..
على سبيل تذكرة القارئ فإن اعتصام رابعة بدأ يوم 28 يونيو من عام 2013 وتم فضه يوم 14 أغسطس من نفس العام.. أى أنه استمر لمدة شهر ونصف الشهر تقريبا..
عشرات تحولوا إلى مئات ثم إلى آلاف.. خيمة أو اثنتين أصبحت أكثر من مائة خيمة.. متاريس وحواجز معدنية تمنع الدخول والخروج إلا بموافقة شباب الإخوان.. دورات مياه أقيمت ثم حمامات سباحة للأطفال ومدينة مصغرة للملاهى.. مطابخ لطهى الطعام للمعتصمين وأفران لعمل كعك العيد !!!
وفوق ذلك كله أسلحة متنوعة تم إخفائها بعناية واجتماعات للبرلمان المنحل!..
ماذا لو لم يتم فض اعتصام رابعة؟!
أغلب الظن أن الإخوان كانوا سيعملون على توسيع مساحة الاعتصام ثم يقومون بإعلان استقلال الميدان وتكوين دولة على غرار الفاتيكان الموجودة داخل حدود العاصمة الإيطالية روما ولكنها تتمتع بكامل استقلاليتها كدولة..
وأغلب الظن أن دولا مثل قطر وتركيا وأمريكا ومن يتبعها.. كانوا سيعلنون اعترافهم بدولة رابعة!..
حرام عليك يا سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.. حرمتنا من وجود فاتيكان إسلامية (!!!)