وائل نجم يكتب: أركان «فن التطبيل» الثمانية

وائل نجم يكتب: أركان «فن التطبيل» الثمانيةوائل نجم يكتب: أركان «فن التطبيل» الثمانية

*سلايد رئيسى6-7-2017 | 00:00

المنافق عادة لا يهمه وطن ولا مواطن...تهمه مصلحته فقط طبّل المطبّلون.. يصفقون يرقصون.. يقولون ما لا يفعلون هم مجرد ناعقون.. فاشلون.. سوى الشتم لا يعرفون..عن كلام الحقّ بعيدون مبعدون..وفي طريق الشرّ سائرون...كلهم للنفاق بائعون. التطبيق والنفاق والتصفيق والتملق، وهي ظواهر نشهدها في نماذج متعددة من كبار المسئولين وصغارهم.. في خطباء وأئمة، لدور العبادة، في كتّاب وممثلين وفنانين من جميع الأحجام... وليس ذلك الأمر مقتصرًا على طائفة دون أخرى، أو فئة دون غيرها، بل الظاهرة تشمل كل الوظائف من الجنسين فى أعمار مختلفة ينتمون لكل الملل والنحل. ولا شك في أن هذا الأسلوب كان ولايزال جزءًا لا يتجزأ من أسباب التراجع والترهل وسوء الأداء، وتكدس المشاكل في مجتمعنا، وبلدنا، أماكن أكل عيشنا للأسف. ومن يجيد النفاق واللعب على أكثر من حبل يعلو.. ويعلو.. طالما امتلك في زماننا فن النفاق وصار من  أهله والمتمرّسين فيه، و ممّن يطبقونه بحذافيره، وصعد فيه المنافق حتى تفوق على معلمه. وهناك أركان يعتمد عليها التطبيل وهي ثمانية : النفاق الكذب كتمان الحق قول الزور الخداع اتساع الذمة اللعب على الحبلين الشعور بالدونية والاحتقار والسادة أصحاب القرار لا يحبون الكلام الصادق... لا يطيقون الحقيقة.. يريدون النفاق والكذب وجعل اليمين شمال والعكس... وفي الحقيقة، رغم كونه صحيحًا، لكنه يعتبر قمة الخنوع وخيانة المسئولية الوطنية والإضرار بالوطن العربي وبالشعوب في كل بقعة من أمتنا العربية والإسلامية.وبالإمكان مشاهدة بضع قنوات فضائية أو قراءة صحف أو متابعة حسابات إلكترونية لمعرفة هذا الكم الهائل لهذه الظاهرة التي بدأت تنتشر كالنار في الهشيم و هذه الظاهرة ما كان لها أن تنتشر لو لم يجد أولئك المتاجرون أن لبضاعتهم الفاسدة رواجًا بين الراغبين فيها إن الحديث عن أهل النفاق والتلميع والتطبيل لا يقتصر على منافق من طائفة معينة كما أن التطبيل يحتوي على الكثير من المصطلحات الممقوتة من قبل شرفاء المجتمع والتي يمكن أن تُعتبر أُسس للتطبيل مثل :التدليس والمجاملة والمديح الكاذب والملفق  وتمسيح الجوخ واللعب على الحبلين  وكلها من النفاق الإجتماعي وللتوضيح، فلا يمكن القول إن من يحب حكومته أو ولى أمره ويدعو لهم وينشر ما يروق له من صورهم وأقوالهم هو مطّبل وبذلك نضمه إلى هذه الطائفة، وإن من يهاجم ويفتري ويتجاوز الحدود هو مخلص لكنه خائن كونه من تلك الطائفة، فهذا المقياس لا يستقيم مع التأكيد بأن المقصود بالنفاق والتطبيل والمتاجرة بحب الأوطان هم أولئك الذين لا تجد في مقالاتهم، ولا مقابلاتهم الصحافية أو الفضائيةإلا النفاق ثم النفاق ثم النفاق. عموما  فإن امتلاء وسائل التواصل وأجهزة الإعلام والصحافة بكتابات من اللون التطبيلي، لم يعد يؤثر حتى في كبار المسئولين انفسهم ولا يجدي نفعًا مع من يبحث عن منصب أو عطية عبر أسلوبه المفضوح (يعنى مش هتاكل معاهم لاتهليل ولا تطبيل) ولكل قاعدة شواذ، فهناك من وصل إلى ما يريد عبر سلم النفاق، وهناك من سقط من أعلى سلم النفاق.. وهؤلاء المنافقون لو لم يجدوا من يسبغ عليهم ويقربهم لما فعلوا ذلك، ولما سار غيرهم على الطريق الذي اعتبروه أيسر الطرق للوصول إلى الغايات ومن يريد الصالح العام، وخير الناس، ووجه الله، يستوى عنده مديح الناس وهجاؤهم. ومن نظر في عيوب الناس فأنكرها، ثم رضيها لنفسه، فذلك المنافق بعينه
أضف تعليق