جمال رائف يكتب: فلسطين بين الاتفاق أو الصفقة !
جمال رائف يكتب: فلسطين بين الاتفاق أو الصفقة !
الجميع امتعض من صفقة القرن ورفضها وتحدث عن ضرورة وجود اتفاق عادل وشامل لإحلال السلام العدل والشامل بالمنطقة، يضمن للفلسطينين حقوقهم المشروعة بعيدا عن الحلول أحادية الجانب التي طرحتها من قبل الإدارة الأمريكية بتفاهم مسبق مع إسرائيل، ولهذا يستوجب على العرب الانخراط في حوار أمريكي إسرائيلي شامل بعيدا عن المزايدات والشعارات الرنانة وفقط بهدف إيجاد حل للأزمة الفليسطينية قضية العرب الأولى، التي وإن شهدت انفراجه ستنعكس إيجابيتها على تهدئة الأوضاع بمنطقة الشرق الأوسط بشكل عام ، ومن ثم فتح قنوات للحوار وعدم الانغلاق على الذات من جانب الدول العربية يقطع الطريق على الأطرف التي طالما تاجرت بالقضية الفليسطينية على مدار العقود الماضية دون تحقيق أدنى شيء لها بل كانت تلك الأطراف بمثابة عميل مزدوج يحقق مكاسبه المالية والسياسية وأيضا الأيدلوجية على رفات الجسد العربي وبالطبع من أهم هؤلاء المنتفعين باستمرار النزيف الفلسطيني هم تركيا وإيران وقطر ولهذا شنت وسائل الإعلام الخاصة بهم هجوما حادا على الإمارات بعد خطوتها الجرئية الساعية لتدشين جسور للسلام تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وتحقق الاستقرار في المنطقة بينما المراقب لعلاقات هذا الثلاثي الخبيث بإسرئيل سيرصد عجب العجاب فعلى سبيل المثال العلاقة التركية الإسرائيلة خاصة العسكرية منها تشهد تناغما وتفاهما غير مسبوق عقب توقيع الطرفين اتفاق التطبيع الأخير عام 2016 .
خلاصة القول مستقبل الأزمة الفلسطينية يحدد الآن وعلى الفلسطينين أنفسهم ومعهم أشقائهم من العرب الاختيار ما بين قبول صفقة القرن الأمريكية كما هي دون إبداء آراء أو ملحوظات وهو ما يهدر الحقوق ويعبث بمستقبل فلسطين أو الذهاب إلى اتفاق يشمل الحوار بين كافة الأطراف المعنية سعيا للحفاظ على جوهر القضية الفلسطينة والارتكاز في حلها على أن ينعكس تبعات هذا الحل على استقرار المنطقة ،يتبقى الفلسطينون أنفسهم، التي تستوجب المرحلة ترتيب صفوفهم وتوحيد كلمتهم وإعلاء راية فلسطين فقط بعيدا عن التحزب السياسي أو الأيدولوجي ، فلم يعد هناك وقت أو أوراق ضغط سوى توحيد الكلمة الفلسطينة عبر حوار مفتوح وشامل يضمن الحلول المستدامة والسلام العادل وقد سعت مصر كثيرا لإيجاد مصالحة فلسطينية يتعافى بها الجسد الفلسطيني الممزق في حين كانت تتعمد الفصائل الفلسطينية إعلاء قيمهم الأيدولوجية والفكرية فوق قيمة الوطن الفلسطيني فبات الصراع على السلطة في فلسطين يشبه التناحر على قيادة سفينة تعصف بها الأمواج وفي طريقها للغرق بينما سبيل النجاة الوحيد هو تنظيف الصفوف وتوحيد القيادة والتحاور مع الآخر والاستناد على الأشقاء الأوفياء .
فلا تغرنكم الشعارات التركية القطرية الإيرانية فهي لم تحقق شيئا للقضية الفلسطينية سوى الخراب بل أدعت تلك الدول رغبتها في تحرير القدس فأضعفت عبر تمويلها للإرهاب الدول العربية المحيطة بفلسطين بغرض أن تنفرد إسرائيل بالمنطقة فهم وكلاء حرب يفسد تواجدهم على العرب الاحتفاظ بحقهم في الأقصى .