د. محمد سيد خليل أستاذ علم النفس: الجرائم العائلية فردية ولا داع للتهويل

د. محمد سيد خليل أستاذ علم النفس: الجرائم العائلية فردية ولا داع للتهويلد. محمد سيد خليل أستاذ علم النفس: الجرائم العائلية فردية ولا داع للتهويل

* عاجل24-8-2020 | 20:28

كتب: محيى عبد الغنى هل زادت معدلات الجرائم الأسرية (التى تقع فى نطاق الأسرة والأقارب من الدرجة الأولى)؟!.. هل زادت وحشية الجرائم العائلية ( التى تقع فى إطار العائلة؟!) ما السبب فى ذلك، وهل نكتف حيالها بشعور الصدمة دون التحرك تجاه الأسباب لمعالجتها؟!. هذه الأسئلة وغيرها وجهتها "دار المعارف" إلى د. محمد سيد خليل عميد كلية الآداب بجامعة عين شمس سابقًا وأستاذ علم النفس وأجاب بالتالى:

الجرائم العائلية

أكد د. خليل أن الجرائم العائلية هى حالات صادمة؛ لأنها ضد القيم والأخلاق والإنسانية، وهى موجودة فى البشر منذ بدء الخليفة ولا ينبغى أن نخيف الناس أكثر من اللازم، خاصة إذا كانت الغالبية العظمى ملتزمة بالقانون والقيم الاجتماعية والأخلاقية، إضافة أننا لا نزال نخاطب مجتمع نسبة الأمية فيه تصل إلى 40%، وعلى هذا الأساس لا بد أن نكون حريصين على التعامل مع هذه القضايا بحذر. وعلى الإعلام يقع الدور الرئيسى فى التعامل مع مثل هذه الجرائم بجحمها الحقيقى سواء من الناحية القانونية والعقابية أو الاجتماعية.. ويقع على خبراء علم النفس مسئولية تخفيف العبء بالنسبة للجمهور العام ذات الثقافة المحددة، والذى يصعب عليه التمييز بين الصحيح والخطأ، وعلى ذلك مراعاة مخاطبة جمهور الشعب، الآن عدد كبير من المواطنين ينقلون أخبار حوادث الجرائم لفردية بشكل سلبى، ولا يناقشون صحة المعلومات، خاصة إذا علمنا أن هناك تيارات تعمل بصورة منظمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي "الإنترنت" لضرب أخلاقيات الشعب المصرى.

الإعلام الوطنى

وأضاف د. خليل أنه يجب على الإعلام الوطنى أن يقوم بدوره التنويرى، ذلك لأن مثل هذه الجرائم تحدث فى كل أنحاء العالم ومنها أمريكا التى تحولت إلى دولة من الدرجة الثانية الثالثة من حيث الأخلاق وحجم البطالة وغيرها.. وعندنا فى مصر الأخلاقيات لا تزال منحدرة. وأشار د. خليل أن كل نوعيات الجرائم بما فيها الجرائم العائلية تمثل أحداثا فردية، وذلك طبقًا الاخصائيات الرسمية، فالقضية أن عددا كبيرا من الناس مهتمين عن طريق وسائل السوشيال ميديا والتى تضخم أنواع الجرائم والحوادث، ونحن شعب تعداده تعدى 100 مليون نسمة، وبه نسبة أمية عالية، ويجب إدراك خطورة التعامل مع مثل هذه الجرائم دون تهويل لأنها كلها جرائم فردية، ويجب الاهتمام بها فى حدود حجمها، والأهم أن نبرز الإيجابيات التى تحدث على مستوى الأفراد ومدى إنتاجهم فى مجالات الخير والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعلى كافة الأصعدة. وأوضح د. خليل أنه يوجد خارج مصر علماء مصريون كثيرون لا يعلم أحد عنهم شيئا من نجاحاتهم، التى ظهرت فى كثير من دول العالم، واعترفت بمدى جهود علماء مصر فى الخارج. وبالنسبة للدولة فقد وضعت خطط قومية للبناء فى كل المجالات يجب أن يعرفها عموم المصريين.. نحن نريد المتحدث عن بناء البشر، والابتعاد عن تضخيم المشاكل الشخصية لأنها تحدث فرقعة فى وسائل الإعلام وتساهم فى تسطيح الأذهان وتسطيح العقول بتهويل أخبار الجرائم والفضائح.

الأمية

وينهى د. محمد سيد خليل حديثه أن مشكلة الأمية هى السبب فى تضخيم أحداث الجرائم، ويجب مخاطبة الجماهير حسب قدراتهم الذهنية والثقافية، وهى الوقاية لمعرفة الأخبار على قدرها الحقيقى، وعلى قدر ثقافة القارئ الحقيقى، إذ ليس كل ما هو معروف يقال، خاصة أننا نمر بمرحلة إحياء الثقافة والفنون لتوعية الجماهير، وعلى ذلك يجب دعم الفنون والثقافة والآدب بصورها المختلفة مثل المسرح والسينما، والتفكير الناقد عبر وسائل التواصل الاجتماعى، بجانب الاستمرار فى تطوير التعليم لجعله عصريا، خاصة إذا علمنا أن متوسط القراءة فى مصر 5 صفحات فى العام بينما فى الدول المتقدمة يصل من 50 – 60 صفحة فى العام، ويجب تناول الأحداث الفردية على أنها محدودة وليست ظاهرة، والعمل على معالجتها لشكل موضوعى.
أضف تعليق