أمل إبراهيم تكتب: «الهاند ميد فى مصر»

أمل إبراهيم تكتب: «الهاند ميد فى مصر»أمل إبراهيم تكتب: «الهاند ميد فى مصر»

*سلايد رئيسى25-8-2020 | 12:13

فى عالم التكنولوجيا والتطور الصناعى والماكينات التى تعمل بالكمبيوتر والإبهار الذى نشاهده كل يوم فى أغلب المنتجات التى تحيط بنا...نتوقف دائما أمام أى قطعة صغيرة مشغولة بيد صانعها ونقول" الله" هنا يكمن الجمال فى كل ما تنتجه الأيدى ونعرف جيدا أن هنا بصمة مختلفة تعكس ذوق صاحبها ومزاجه الخاص ونتأكد أن المنتج الذى نشاهده صنعته يد فنان مهما وصلت درجة احترافه... يمكننا أن نقول وبكل ثقة أن فكرة الصناعة اليدوية أو "الهاند ميد" بدأت فى مصر وكل ما نراه من فنون عندما نبحث عن أصله نجد الجذور فى نقوش المعابد والآثار الفرعونية حتى أننا نتعجب كيف كانت مهارتهم فى أن كل ما يخص حياتهم كان يصنع بإتقان وفن وحب استطاع أن يعبر الزمن ويبقى جميلا مؤثرا.. منذ أيام وأنا أفتش فى أشيائى القديمة وجدت علبة صغيرة وفيها مجموعة من المناديل القطنية على أطرافها تطريز يدوى بسيط وكانت مفاجأة بالنسبة لى ...لم تعرف ابنتى أنها مناديل واعتقدت أنها مفارش صغيرة لأنها طبعا عاشت فى عصر "الكلينكس" والمناديل الورقية.. ولا تستطيع أن تفهم أهمية منديل اليد القديم. الحقيقة أن هناك أشياء كثيرة جميلة توشك أن تندثر وهذا يشعر الكثيرين مثلى بالقلق والخوف.. واعتقد أننا نعيش فترة البحث عن القديم لكى يعود أو يحل محل الحديث ولكن كى يستمر ويبقى حتى تتوارثه الأجيال لأن المنتجات اليدوية تخلق نوع من التميز والتفرد حتى فى أخطاءها التى تضيف إلى قيمتها وجمالها. أن صحوة "الهاند ميد" فى مصر ملحوظة ولا يمكن أن نغفل ذلك ولكن تحتاج إلى دعم ، لماذا لاتعود حصص الأشغال إلى المدارس ؟؟.. ولماذا لا تنتشر مراكز التعليم والورش مجانا أو بأسعار رمزية للفتيات والشباب ويتم الإعلان عنها ؟! ولماذا لا توجد أسواق خاصة بكل حى أو منطقة لعرض الأعمال اليدوية بإيجار بسيط أو مجانية لكى تدفع الناس لزيادة الأنتاج؟ هناك مجالات كثيرة يجاهد أصحابها للحفاظ على صناعتها من الإندثار مثل فن التطريز والخيامية ذلك الفن الرائع الذى يقدره الناس فى كل أنحاء العالم، ولكن هناك الكثير من الفنون اليدوية مثل صناعة الحصير والفخار والخوص والنقوش على النحاس والمشغولانت الفضية كل هذا يحتاج إلى معارض وتوفير الخامات باسعار معقولة حتى يظهر المنتج فى صورة جيدة وسعر مقبول . الكثير من النساء تحاول التعلم عن طريق فيديوهات اليوتيوب ولكنها ليست كافية لاتقان اى عمل ولو توفرت مراكز تعليم سوف تكون هناك صناعة فى كل بيت ولقد لاحظنا جميعا كيف كانت فترة كورونا بمثابة اختبار لقدرات النساء على الإبداع والإنتاج من خلال استثمار وقت الفراغ.
أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2