إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: جنون الكراهية !
إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: جنون الكراهية !
كل مصيبة.. كل كارثة.. كل جريمة.. كل همسة ولمسة.. كل صغيرة وكبيرة مسئول عنها شخص واحد فقط اسمه، عبد الفتاح السيسي!.
هو الذى يرتكب الجرائم ويحرض عليها.. هو الذى يقف وراء كل المصائب والكوارث.. إما فاعلا أو مشاركا أو محرضا!..
هكذا يزعم الإخوان.. وهكذا يرددون ليل نهار.. وهكذا يصدقون أنفسهم!..
وإذا كانت كل هذه المزاعم غير حقيقية فإنها تعبر عن حقيقة واحدة واضحة وضوح الشمس..
الإخوان لا يكرهون فى الدنيا كلها أكثر من عبد الفتاح السيسي!..
أتابع باهتمام برامج المداخلات التليفونية التى تقدمها قنوات الإخوان.. ليس فقط من باب الفضول ولا من باب التسلية.. خاصة عندما ينجح أحد المواطنين فى التسلل إلى البرنامج واختراق فريق الإعداد لكى يعطى للمذيع درسا فى الوطنية والانتماء!..
اهتمامى بمتابعة برامج المداخلات الهاتفية على قنوات الإخوان ليس فقط لهذه الأسباب.. لكن الأهم من وجهة نظرى أنها تعطينا فكرة واضحة ومؤشر حقيقى لطريقة تفكير الإخوان ومنطقهم..
ومنطق الإخوان وطريقة تفكيرهم عنوانها الوحيد.. كراهية السيسي..
فى أحد البرامج التى تذاع على قناة مكملين ويقدمها كائن ضفدعى نسبة إلى شكله وصوته الذى يجمع بين الإنسان والضفدع.. فى هذه البرامج يجرى الحوار على هذا النحو..
أيوه يا أستاذ أحمد (المذيع الضفدعى) احنا مش لاقيين ناكل والله.. نفسى أجيب نص كيلو لحمة للعيال مش عارفة.. والله يا أستاذ أحمد احنا بناكل من الزبالة!..
ويتدخل المذيع الضفدعى وهو يرتدى مسوح الرهبان فيقول بصوت خافت.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
الغريب أن المتصلة واسمها أم ليلى تفعل ذلك كل يوم.. ولا يستطيع أحد أن يفهم بعد ذلك.. كيف لا تستطيع هذه المتصلة (الإخوانية) أن تشترى نصف كيلو لحمة لأبنائها الغلابة.. ومعها ما يمكنها من إجراء اتصالات دولية.. يومية؟!..
على أية حال معظم المداخلات الهاتفية التى نسمع فيها صوت الإخوان.. نسمع فيها بوضوح صوت الكراهية.. كراهية الإخوان للسيسي..
وفى بعض الأحيان تتجاوز هذه الكراهية كل حدود العقل والمنطق.. فنجد الإخوان يتهمون الرئيس السيسي بتهم لا يصدقها عقل ولا منطق..
على سبيل المثال.. قامت الحكومة الصينية بهدم عدد من مساجد إقليم تركستان الشرقية وتحويلها إلى دورات عامة للمياه!..
هل يمكن أن يكون الرئيس السيسي هو السبب؟!.. هل يصدق عقلك هذا الكلام؟!..
الإخوان يؤكدون أنه السبب!..
كيف؟!!..
إقليم تركستان الشرقية للذين لا يعرفون هو أرض تحتلها الصين منذ عام 1949 ويسكن فيها حوالى 30 مليون مسلم أغلبهم ينتمى للقبائل التركية التى تعيش فى آسيا الوسطى..
المهم أن الحكومة الصينية قامت بهدم 13 مسجدًا فى هذه المنطقة وتحويلها إلى دورات مياه.. وذلك فى إطار طمس الهوية التركية على هذا الإقليم..
جميل.. ما هى علاقة ذلك كله بالرئيس السيسي؟..
يقول الإخوان إن الحكومة الصينية تشجعت واتخذت هذا القرار بعد أن عرفت أن الرئيس السيسي قام بهدم بعض المساجد فى مصر(!!!)
تصور!..
جرائم الرئيس السيسي لم تقف عند حد هدم المساجد فى الصين.. لكنه يرتكب فى مصر أبشع جرائم التعذيب.. تعذيب الأطفال!..
اسمع يا سيدى.. قام ضابط مخبول ومفصول من الخدمة بالاشتراك مع زوجته فى تعذيب الخادمة التى تعمل لديهما.. عمرها 9 سنوات.. عذباها بحرقها بالمياه الساخنة وقطع أجزاء من أذنها وحلق شعرها..
جريمة بشعة بكل المقاييس.. لكنها فى النهاية جريمة تحدث فى كل أنحاء العالم.. وأحيانا يحدث ما هو أكثر منها بشاعة.. لكن ما علاقة هذا كله بالرئيس السيسي؟!..
يقول الإخوان إن عملية فض رابعة والنهضة وما صاحبها من عنف.. أدت إلى تغيير سلوك المصريين.. ولأن السيسي هو صاحب قرار الفض فهو المسئول عن أن الضابط المخبول، أصبح وحشا بشريا يعذب الأطفال (!!!)
وبنفس هذا المنطق الغريب العجيب يتهم الإخوان السيسي بأنه وراء مظاهرات السترات الصفراء فى باريس والأزمة السياسية التى تعيشها تونس بسبب الغنوشى.. وحتى انفجارات بيروت سببها العسكر.. والعسكر فى أى مكان جعلوا من الرئيس السيسي نموذجا وقدوة لهم وبذلك فإنه المسئول عن انفجارات بيروت (!!!)
ولا يقف الأمر عند هذا الحد الغريب العجيب، لكنه يصل إلى حد الجنون!..
المذيع السيكوباتى محمد ناصر استضاف واحد من قيادات الإخوان واسمه الدكتور جمال عبد الستار.. وهو بالمناسبة يعد "فركوك" الإخوان إن صح التعبير!..
كان البرنامج بمناسبة العام الهجرى الجديد..
ويسأل المذيع السيكوباتى الإخوانى الفركوك.. هل كان النبى محمد خائنا لوطنه عندما هاجر من مكة إلى المدينة خوفا من بطش كفار قريش؟!.. وهل كان خائنا عندما قام بمحاربة القوات المسلحة القرشية؟!..
الكلام واضح والإسقاط واضح و"التلقيح" واضح (!!!)
يريد الإثنان.. الفركوك والسيكوباتى أن يقولا إن الإخوان الذين هربوا إلى تركيا مثلهم مثل النبى وأصحابه الذين هاجروا من مكة للمدينة.. وأن الجيش المصرى وعلى رأسه عبد الفتاح السيسي يشبه جيش كفار قريش!.
وبالطبع يتجاهل الإثنان الفركوك والسيكوباتى أن هجرة النبى وأصحابه لم تكن لأسباب سياسية ولا لصراع سياسى وإنما كان هدفها هو إيجاد منصة جديدة تنطلق منها الدعوة!..
ويريد السيكوباتى أن يثبّت فى الأذهان الشبه بين الإخوان وبين النبى وأصحابه فيطلب من الفركوك أن يتحدث عن الجهاد فى سبيل الله.. ثم يسأله بصراحة: هل خروجى من مصر ومجيئى إلى تركيا.. جهاد فى سبيل الله؟.. فيسأله الفركوك: ولماذا خرجت من بلادك؟.. ويرد السيكوباتى: خوفا على نفسى وعلى أسرتى من بطش السيسي (!!!)
ويصيح الفركوك الإخوانى بطريقة أرشميدس عندما صرخ قائلا: وجدتها وجدتها.. يصيح ويقول للسيكوباتى إذن أنت تجاهد فى سبيل الله.. بشرط أن تستمر فى هجومك على النظام الظالم الانقلابى فى مصر (!!!)
وبغض النظر عن أكذوبة اضطهاد السيسي للمعارضين.. ومنهم بالمناسبة الإخوان.. الذين دعاهم السيسي ليكونوا جزء من المشهد للمشاركة فى رسم خريطة الطريق عقب مظاهرات 30 يونيه.. لكنهم رفضوا وتحولوا إلى إرهابيين.. بغض النظر عن ذلك كله متى كان السيكوباتى محمد ناصر معارضا للسيسي حتى يتم اضطهاده؟!.. متى كان هذا النكره له أى وجود فى صفوف المعارضة المصرية؟!
الحقيقة أنه ليس أكثر من نكره إعلامية استعان به الإخوان للعمل فى قنواتهم فقبل.. من أجل حفنة دولارات وليس من أجل الجهاد فى سبيل الله بأى حال من الأحوال!..
عندهم حق الإخوان فى كراهية السيسي وتحميله كل ما يحدث من جرائم وكوارث ومصائب.. فقد فعل بهم مالم يفعله أحد من قبله ولن يفعله أحد من بعده.. كشف حقيقتهم للمصريين (!!!)