لم يعرف المستحيل... «سبايدرمان العرب» يحلق من غزة إلى سماء ألمانيا لتحقيق أحلامه

لم يعرف المستحيل... «سبايدرمان العرب» يحلق من غزة إلى سماء ألمانيا لتحقيق أحلامهلم يعرف المستحيل... «سبايدرمان العرب» يحلق من غزة إلى سماء ألمانيا لتحقيق أحلامه

* عاجل27-8-2020 | 17:48

كتب: إبراهيم شرع الله لم يعرف المستحيل أصبحت الرياضة والفنون جزءاً لا يتجزأ من حياته، وبات تطويرها واكتساب مهارات جديدة بمثابة شغف وطموح يسعى لتحقيقه طوال الوقت، حلمه لا يعرف الحدود، لم يسمح للظروف الصعبة بإعاقته عن تحقيق ، إنه طارق الترك، الشاب الفلسطيني المغامر، مؤسس فريق "الراقصون المحلقون" في ألمانيا، عرف في العالم العربي باسم "سبايدرمان العرب" هرب من حرب غزة إلى سوريا، فلاحقته حرب أكبر، ليختبر حرباً من نوع آخر في قوارب الموت حتى وصل إلى ألمانيا، حيث ظل يطارد حلمه حتى أسس فريقاً راقصاً يتخذ من ناطحات السحاب مسرحاً لاستعراضاته التي تبهر الجمهور. كان الشاب طارق الترك له رحلة طويلة من غزة إلى سوريا ومحطات أخرى، وصولاً إلى ألمانيا، حيث أسس مشروع "الراقصون المحلقون"، ويعتبر العربي الأول الذي احترف "الرقص العمودي" هذا الفن الذي لا يزال جديداً حتى على المستوى العالمي، حيث بدأ رحلته في عالم الرياضة قبل رحلته بين دول العالم بفترة طويلة. ولد "سبايدرمان العرب" لعائلة رياضية في غزة، حيث نشأ وترعرع وعشق الرياضة إلى جانب دراسته، كان يمارس الجمباز منذ أن كان في السادسة من عمره. حصلت "سبايدرمان العرب"  على العديد من البطولات في رياضة الجمباز على مستوى فلسطين، كما توج بطلاً لقطاع غزة في تنس الطاولة عام 2003 لدى نادي غزة الرياضي". شارك في العديد من العروض المسرحية، وكانت تجربته الأولى في الرياضة عام 1998، غير أنه اضطر لمغادرة بلاده عام 2005، بسبب ظروف الحرب الصعبة التي تمر بها غزة متجهاً إلى سوريا لإكمال دراسته الجامعية، وتحقيق طموحه في مجال الرياضة والفن، فكان السفر هو الحل الوحيد له، ودرس الأدب الإنكليزي في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق. وانضم إلى فرقة "إنانا" الراقصة، فى سوريا التي تحظى بشهرة واسعة في العالم العربي، ففتحت له آفاقاً جديدة للمشاركة في العديد من الأعمال والعروض المهمة، وقدم مع إنانا " عروضاً على مدار8 سنوات في العديد من البلاد العربية والعالمية، كما شارك فى العديد من المشاركات الفنية والدرامية وتعاون مميز مع نجوم ومخرجين كبار في الدراما السورية". لم يستقر طارق لوقت طويل في سوريا، وكان له هجرة جديدة بسبب الحروب التى طاردته، وطال تأثيرها على الأعمال المسرحية والفنية أيضاً وباتت الأوضاع تتعقد بشكل أكبر، مما اضطره لاتخاذ قرار الهجرة فغادر سوريا عام 2012 متجهاً إلى بلدان عربية مختلفة قبل أن يقرر خوض رحلة اللجوء الخطرة عام 2013 على متن قوارب الموت لعبور البحر المتوسط ومن ثم متابعة الرحلة إلى ألمانيا، حيث أراد أن يستقر وأن يكمل حياته ويسعى لتحقيق أحلامه. كانت حياته الجديدة في ألمانيا لم يكن الأمر سهلاً ، حيث كان عليه أن يبدأ من الصفر كشأن جميع المهاجرين في بلد جديد، لكن أرق تمكن من تعلم اللغة الألمانية وإتقانها، وكان قد تطوع خلال فترة دراسته للغة الألمانية في منظمات مختلفة مثل "دياكوني" لمساعدة اللاجئين الآخرين في الترجمة مستفيداً من إتقانه للغة الإنجليزية. بعد ذلك، شارك بعدة فعاليات كانت تحمل رسائل تضامن مع اللاجئين، وفى تلك الفترة كان الانضباط والالتزام بالتدريب لتحقيق حلمه لا يزال مستمراً، وقد شارك بعدة أعمال فنية في مجال السيرك والمسرح الراقص، إلا أن هاجسه بتقديم فن فريد من نوعه ومبتكر من خلال مهاراته المتعددة، قاده إلى تقنية فن (Vertical dance) أو ما يعرف باللغة العربية "الرقص العمودي"، و هذا الفن "تقنية تمزج بين فن الرقص المعاصر والأكروبات الرياضية، إذ يتم تنفيذ حركات تحتاج للكثير من الدقة والتدريب والتركيز، وتنسيق عقلي وجسدي لتوحيد الحركات فتأتي النتيجة لوحة فنية في غاية الجمال والإبداع"، وقد يكون هذا هو سر انجذابه إليها، نتيجة لعشقه للمغامرة والتحدي واكتساب مهارات جديدة ومميزة، وكان وجوده في ألمانيا قد ساعده كثيراً لتحقيق طموحاته، حيث لا توجد قيود أمام تطوير المهارات وكسب خبرات جديدة، بالإضافة إلى الأوضاع الأمنية المستقرة التي افتقدها في غزة وسوريا والتي كانت بمثابة عائق كبير أمام أحلامه. الرقص العمودي على أبنية شاهقة الارتفاع ليس بالأمر البسيط ويحتاج الكثير من التدريب والتحضير، ورغم ذلك استطاع طارق بعد أشهر من التدريب اليومي المكثف أن يتقن هذا الرقص ويقوم بتدريب بعض الراقصين وتأسيس مدرسة الرقص العمودي "الراقصون المحلقون Flyscrapers-"،وكان سبب اختيار هذا الاسم للفرقة أن الفنانة الفلسطينية الراحلة ريم بنا أصلقت هذا الاسم لكونه يصف تماماً هذا النوع من العروض، ولأجلها احتفظت بالاسم. لم تكن مشاركة طارق في برنامج "أرابس غوت تالنت"، تخلو من بعض العوائق وخصوصاً فيما يتعلق بتأمين المعدات، نظراً لأن فن "الرقص العمودي " جديد كلياً في العالم العربي، وكان سعيد جداً بتلك المشاركة لتقديمه هذا الفن للجمهور العربي. وكان "سبايدرمان العرب" لديه المثابرة والاجتهاد في نظره الطريق الأفضل لتحويل الأحلام إلى حقيقة، وكان قد تلقى دعوة للمشاركة في برنامج "أميركا غوت تالنت"، الأمر الذي يمثل له فرصة كبيرة للانتقال إلى العالمية، وكان من المفترض أن يشارك بالبرنامج في شهر يونيو 2020، إلا أن انتشار فيروس كورونا في العالم جعل من هذه المشاركة أمراً مستحيلاً هذا العام.
أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2