د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: الـمُعايشة الدرامية

د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: الـمُعايشة الدراميةد. داليا مجدي عبد الغني تكتب: الـمُعايشة الدرامية

*سلايد رئيسى1-9-2020 | 21:27

العمل الدرامي، هو العمل الوحيد الذي لا يُمكن التعايش معه إلا من خلال مُتابعته جيدًا، ولذا أندهش بشدة عندما أجد أحد المُشاهدين يُقرر أنه تابع أحد الأعمال الدرامية من خلال بعض المشاهد فقط، ولكنه استطاع الإلمام به. فالعمل الدرامي ليس مُجرد مشاهد يتم دمجها معًا، واستنباط موضوعه، وإنما هو قصة لها معنى ورسالة وأحاسيس، لابد من تعايشها مع أبطالها لدرجة الاندماج معهم في أفعالهم وردود أفعالهم، وأيضًا التعاطف معهم أو الثورة عليهم. ولكن للأسف، ظاهرة اليوتيوب التي تقص مشاهد العمل؛ مما يدفع المُشاهد إلى الاستسهال، ومُتابعة بعض المشاهد فقط، دُون أن يُكلف نفسه عناء ومشقة مُتابعة العمل بأكمله. وهنا يثور التساؤل، هل التكنولوجيا أثرت على إحساس الإنسان بالدراما، ومدى مُعايشته لها؟ وهذا الأمر يحتاج إلى دراسة، فهي لها دور كبير في قُدرة المُشاهد على مُشاهدة كل الأعمال التي يُحبها، وفي الوقت المُتاح له، ولكنها أيضًا قننت من إحساسه بالعمل؛ لأنه قد يُشاهده مُجمعًا في بضعة أيام، وهذا في حد ذاته يجعل المُشاهد يهتم بمُتابعة الأحداث على حساب مُعايشة الإحساس. لذا، علينا أن نهتم بالتعايش مع الحدث الدرامي، من خلال مُتابعة أحداثه من البداية حتى النهاية؛ لأنه في هذه الحالة سيصل إلى الرسالة التي يبتغيها العمل. وأخيرًا، علينا ألا نجعل التكنولوجيا تُقيد من أحاسيسنا بشكل تدريجي؛ مما يُؤثر على توحدنا مع الشخصيات الدرامية التي نُشاهدها، والتي تُشكل وجداننا على مر الأيام. فالإحساس يستلزم المُتابعة، والمُتابعة لا تحدث إلا بالمُعايشة الدرامية.
أضف تعليق

إعلان آراك 2