«الأخطاء العشرة الكبرى للجماعات الإسلامية».. ناجح إبراهيم يكتب ..

«الأخطاء العشرة الكبرى للجماعات الإسلامية».. ناجح إبراهيم يكتب ..«الأخطاء العشرة الكبرى للجماعات الإسلامية».. ناجح إبراهيم يكتب ..

*سلايد رئيسى8-9-2020 | 15:16

تحت عنوان: “الأخطاء العشرة الكبرى للجماعات الإسلامية” كتب الدكتور ناجح إبراهيم مقاله الأسبوعى فى بوابة “الوطن” يتحدث فيه عن عشر أخطاء وقعت فيهم الجماعات الإسلامية  ومنهم  الإصرارعلى الخلط المعيب بين العمل الدعوى والعمل السياسى. وفى التالى نص مقال الدكتور ناجح إبراهيم : كتبت مراراً عن الأخطاء الكبرى لحركات الإسلام السياسى، وها أنا ذا أضيف إليها ما يلى رغبة فى التصحيح وإشفاقاً عليها من المصير المظلم وإشفاقاً على أوطاننا من هذا الصراع المدمر الذى تقع فيه دائماً: 1- أخطر ما أصاب الحركة الإسلامية هو تخليها طواعية عن موقع الدعوة والهداية وتحولها إلى حركة سياسية محضة تدور حول السلطة وتدندن حولها وتضحى من أجلها وتبذل الآلاف من شبابها من أجل كراسيها، ظناً منها أن السلطة ستخدم الإسلام أكثر من غيرها، رغم أن الواقع العملى ينطق بالعكس. 2- الخلط بين العقائدى الثابت والسياسى المرن المتغير، وبين المقدس والبشرى، والخلط المعيب بين الأحزاب السياسية والجماعات الدعوية، بحيث ذابت المسافات تماماً بين الجماعة الدعوية والحزب السياسى التابع لها، بل أصبحت هذه الأحزاب مجرد ذراع سياسية للجماعات السرية. 3- الانزلاق السريع للحركات الإسلامية نحو العنف، وهذا ما يفرق بينها وبين اليساريين والاشتراكيين والليبراليين الذين يمكن أن يعارضوا الحكومات المتعاقبة ولكنهم لا ينجرفون إلى العنف. أما الحركات الإسلامية فتنتقل سريعاً ودون تريث أو حكمة ودون مبرر من المعارضة إلى العنف والاغتيالات والتفجيرات فيقع الصدام العنيف بينها وبين الدولة التى تجابهها دوماً بإجراءات استثنائية فائقة الشدة. ولذلك فمصير أبناء الحركات الإسلامية عادة ما يكون القتل أو السجن الطويل والتشريد والضياع، فى الوقت الذى ينجو فيه الليبراليون واليساريون والاشتراكيون من هذا المصير المظلم ومن هذه الأهوال، وقد تكون معارضتهم أجدى وأنفع من معارضة الحركات الإسلامية التى تركز على الشق العقائدى فقط والدينى المطلق، أما هؤلاء فيركزون معارضتهم على استدامة الحريات والحقوق العامة ونقاء الدستور ووقف الخروقات القانونية. فقد عارض الجميع «السادات» بعد «كامب ديفيد» ولكن الحركات الإسلامية هى الوحيدة التى انزلقت إلى العنف واغتالت واحداً من أفضل رؤساء مصر والذى نجح فى معركة الحرب والسلام مع إسرائيل واستطاع استرداد أرضه كاملة دون نقصان. 4- أكبر أخطاء الجماعات الإسلامية شيوع التفكير بالتمنى فى أفرادها، فإذا أحب أحدهم شيئاً رآه موجوداً ومنتصراً رغم هزيمته وغيابه، وإذا كره شيئاً تصور زواله وهزيمته وهو ملء السمع والبصر ويحقق كل يوم انتصاراً بعد انتصار، إنه يعيش حالة من إنكار الواقع ليعيش فى عالم يتصوره لنفسه وغير موجود فى الحقيقة. 5- الدوران حول مصالح الجماعات وقضاياها الجزئية وعدم الدوران حول المصالح العليا للوطن وقضاياه الكلية. 6- تغليب فلسفة الانتقام فى كل الفترات التى تعلو فيها الحركات الإسلامية ويسطع نجمها، وكذلك تغليب خطاب الحرب على السلام، والانتقام على العفو، والكراهية على المحبة مع تصنيف الناس عقائدياً وتغليب روح المفاضلة التى تبدأ شعورية ثم تنتهى واقعياً وعملياً تأثراً بالأفكار القطبية التى كانت سبباً من أسباب ضياع الحركة الإسلامية وانفصالها عن واقع الحياة. 7- إرسال الحركات الإسلامية بشبابها الغض الذى لا يفهم شيئاً لا فى السياسة ولا فى الجغرافيا ولا فى العسكرية إلى بلاد لا يعرفها ليحارب فيها أطرافاً لا يعرفها، فيقتل الآلاف من الفريقين دون هدف أو جدوى، ظناً من الحركات أنها ترسل أبناءها لمواطن الجهاد المشروع مع أنها فى الحقيقة ترسلهم لمواطن الفتنة المحرمة والتقاتل المحرم والمذموم، فلا أرضاً قطعوا ولا ظهراً أبقوا، وذلك ظاهر للعيان فى سوريا وليبيا وغيرهما، فزادت المظالم وقتل الملايين وشردت الشعوب وانهارت الدولة وضاعت أموال المسلمين وضاعت جيوشهم. 8- الإصرار على الخلط المعيب بين العمل الدعوى والعمل السياسى، أو الخلط المعيب بين العمل الاجتماعى والعمل السياسى، وكذلك توظيف العمل الدعوى لخدمة التنظيم والجماعة وربطه بالدخول فيها والالتحاق بها. الخلط المعيب بين الدعوة إلى الله والدعوة إلى التنظيم والجماعة وعدم التفريق بينهما، إذ إن بينهما «شعرة» دقيقة لا يعرفها إلا أصحاب القلوب النقية الصافية ذوو العقول والبصائر النافذة، ومحاولة ربط أو استغلال العمل الاجتماعى بالعمل السياسى أو التنظيمى، وهذا يسىء لمعنى الإحسان إلى الخلائق جميعاً وهو من أعظم معانى الدين والحياة. والاحتجاج على من يرفض ذلك بأن الجميع يفعله بما فيها الحكومات، مع أن الحكومات وغيرها ليسوا حجة على الدين، ولكن الدين حجة على الجميع. وقد أدى ربط العمل الدعوى والاجتماعى بالسياسى والتنظيمى دائماً إلى تعطيل ومصادرة العمل الدعوى والاجتماعى فى حالة أى صدام بارد أو ساخن بين هذه الجماعات وحكوماتها. 9- التأخر دوماً فى مراجعة الأفكار الخاطئة لجماعات الإسلام السياسى حتى يدخل آخر فرد فيها إلى السجون والمعتقلات، فتضيع جهودها لسنوات طويلة هباءً فلا أرضاً قطعت ولا ظهراً أبقت. 10- عدم قياس العلماء بعلمهم وحلمهم وقيمهم ولكن بعلاقتهم بالحكومات، فمن يعادى الحكومة يعتبرونه عالماً ربانياً يسير على نهج ابن حنبل والأئمة، أما العلماء الذين يتحلون بالحلم والصبر ولا يصطدمون بالحكومة أو يهاجمونها فى خطبهم فهم علماء السلطان الذين لا يصدعون بالحق ولا يواجهون الظلم وهؤلاء لا يؤخذ عنهم العلم حتى لو كانوا من أعظم العلماء، ويتم اغتيال معظمهم معنوياً.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2