د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: فريسكا ... بين الواقع والدراما

د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: فريسكا ... بين الواقع والدراماد. داليا مجدي عبد الغني تكتب: فريسكا ... بين الواقع والدراما

* عاجل8-9-2020 | 22:44

صدق من قال أن العمل الفني سواء كان روائيًا أو دراميًا، فهو في الواقع ينقل صورة حية عن الحياة، قد تكون صُورة واقعية نعيشها الآن، وقد تكون صُورة تاريخية سابقة على هذا الأوان، ولكن الأجمل أن يكون للعمل بُعْد نظر، فتتحقق الرواية الدرامية بعد سنوات بحذافيرها. وهذا ما حدث بالفعل منذ خمسة عشر عامًا، عندما كتب الكاتب والسيناريست المُبدع "مجدي صابر" مُسلسل "فريسكا"، والذي يحكي عن فتاة بسيطة تبيع "الفريسكا" في أحد شواطئ الإسكندرية؛ من أجل مُساعدة والدها المريض، ثم تستكمل دراستها وتعليمها؛ حتى تحصل على درجة الدكتوراه. وهو ما حدث جملة وتفصيلاً مع الطالب "إبراهيم"، الذي كان من المُتفوقين في الثانوية العامة هذا العام، وحيث إنه كان يبيع الفريسكا؛ لمساعدة أبيه، وقد التحق بكلية الطب، وأصبحت قصته حديث الرأي العام؛ بسبب جده واجتهاده، وقُدرته على المُواءمة بين مشقة العمل وتحصيل الدراسة، وبتفوق ظاهر للعيان. ورغم إعجابي الشديد بهذا الشاب، الذي استطاع أن يُثبت للجميع بأكمله أن من جَدَّ وجد، وأن الإصرار والإرادة لديهما قُدرة فائقة على عمل المستحيل، وتحدي الصعاب، وتخطي العثرات، إلا أنني لا أستطيع أن أنكر أن إعجابي بقُدرة الكاتب الكبير "مجدي صابر" على الحدس والرؤية المُستقبلية، من خلال منظار الإبداع الثاقب قد أبهرتني، فما أجمل من أن يرى الكاتب المجتمع من خلال ميكروسكوب، يستطيع تشريح نُفوس البشر، وقُدراتهم، فينقل صورة حية من الواقع، قبل حدوثها بسنوات؛ بسبب تعايشه مع المجتمع، ودراسته لفئاته، وما يختلج بداخلهم، فهذا هو الدور الحقيقي الذي يتعين على كل مُبدع أن يقوم به، فالعمل الإبداعي لابد ألا يقتصر على نقل الماضي والحاضر فقط، بل يجب أن يحمل بُعد نظر، ورُؤية مُستقبلية، علاوة على قُدرته على أن يتحول إلى قُدوة لدى كُل من يُشاهده، فيشع حالة من الأمل لدى أصحاب الظروف الصعبة، فيتغير مسارهم في لحظات. ومن خلال هذه المقال، أوجه أسمى تحياتي لصاحب العمل الإبداعي، ولمن نفذه على أرض الواقع بعد خمسة عشر عامًا، وهكذا، نجحت الرسالة، ونجح من استطاع استيعابها.
أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2