كاتب بريطانى: أجواء الحرب العالمية الأولى تسيطر على مزاج العرب
كاتب بريطانى: أجواء الحرب العالمية الأولى تسيطر على مزاج العرب
دار المعارف
"تنظيم الدولة الإسلامية في طريقه للهزيمة في العراق وسوريا، لكن المنطقة لا تشعر بأن الوضع سيكون أكثر أمنا مما كان قبل هزيمة التنظيم بسبب فوضى السياسة الخارجية الأميركية"، هذا ما جاء فى تقرير مراسل صحيفة إندبندنت البريطانية في العراق وسوريا باتريك كوبيرن أمس السبت والذى أضاف فى تقريره أن أجواء اليوم بالمنطقة تشبه أجواء ما قبل الحرب العالمية الأولى.
وقال كوبيرن إنه "نظرا إلى أن تنظيم الدولة ظل هو العدو القوي للسلام في الشرق الأوسط وما بعده خلال السنوات الثلاث الماضية، فمن المنطقي السؤال عن عدم شعور الناس بالفرح والارتياح لهزيمته المترقبة، مشيرا إلى أن المزاج بالمنطقة متوتر ويطغى عليه الخوف، الأمر الذي يذكّر بالوضع في أوروبا في 1914 إبان الحرب العالمية الأولى عندما كانت هناك كثير من الصراعات تتصاعد وتؤثر على بعضها بعضا، وليس السبب في مزاج المنطقة الآن هو أن القوى العظمى تستعد للحرب ضد بعضها داخل الشرق الأوسط، بل مثلما كانت الحال في الحرب العالمية الأولى، وهو أن هناك كثيرا من المدخلات التي تزيد من عدم اليقين وعدم الثقة في الخليط السياسي، والذي يؤدي إلى توقع حدوث أي شيء
وضرب الكاتب مثلا على الفوضى الضاربة بأطنابها فى المنطقة بالوضع في شمال العراق وشرق سوريا الذى أعتبره مثال جيّد على ما ذهب إليه، إذ إن هزيمة تنظيم الدولة ستؤدي إلى فراغ يؤدي إلى صراعات أخرى حول من سيملأ هذا الفراغ. وبالنسبة لسوريا، فإن تركيا يعتريها قلق كبير من قوة الأكراد الصاعدة الذين أقاموا دولة أمر واقع على طول الحدود الجنوبية لتركيا بمساندة القوة الجوية الأميركية.
ومثال آخر قال الكاتب إن أكراد سوريا بدورهم يخشون غزو الجيش التركي شمالي سوريا وإنهاء شبه استقلالهم بمجرد أن تكون أميركا ليست بحاجة لمقاتليهم الذين يبلغ عددهم 50 ألفا.
وتساءل الكاتب عن سياسة واشنطن بشرق سوريا التي تتقاتل فيها أميركا وروسيا وإيران وتركيا والسعودية وإسرائيل والحكومة السورية وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة والأكراد وكثير غير ذلك، خاصة وأن واشنطن قصفت قاعدة جوية سورية وأسقطت مقاتلة سورية، معلقا بأن لا أحد يعلم هدف ترمب من هذه الأعمال، كما لا يعلم أحد ما إذا كان سيخدع الأكراد بمجرد أن تستغني واشنطن عن خدماتهم ضد التنظيم ليصلح علاقاته مع أنقرة.
كذلك، هناك احتمال تقييد واشنطن دورها في سوريا والعراق بعد هزيمة تنظيم الدولة، كما يمكنها النظر إلى الدولتين كساحة مستقبلية لمواجهة مع إيران.
ونقل الكاتب عن أحد المسؤولين الأميركيين السابقين القول إن كل الناس في الشرق الأوسط يعلمون أن كل ما يُقال من قبل الخارجية الأميركية أو وزارة الدفاع "البنتاجون" أو مجلس الأمن القومي لا يمكن الاعتماد عليه، لأن جميع التأكيدات التي تعلنها هذه الجهات من الممكن أن يتم نفيها بعد ساعة واحدة بتغريدة واحدة من ترمب أو من قبل أحد تيارات البيت الأبيض، مضيفا ان عبقرية ترمب في نشر الفوضى ثبتت خلال زيارته السعودية في مايو الماضي، مؤكدا أن الأزمات في الشرق الأوسط متواترة الوقوع، لكن هذه المرة هناك نوع من الشعور بأنها تخرج عن السيطرة.