إبراهيم رضوان يكتب : الرجولة والنفس عزيزة .!
إبراهيم رضوان يكتب : الرجولة والنفس عزيزة .!
"رب الكون ميزنا بميزة .. الرجولة والنفس عزيزة " ، لم يكذب مطرب العشوائيات حمو بيكا في هذا .. فكلنا رأينا مقطع سيدة القطار الذي نزل على قلوبنا بلسما وسلاما وهي تدافع عن بطل من أبطال الجيش المصري ، مجند لا يملك ثمن تذكرة القطار ، وتقوم بدفعها له بعد أن تطاول عليه الكمساري الجهول ورئيس القطار الغشوم ..
كلنا رأينا إنضباط المجند وإحترامه لذاته ، ورفضه للسيدة أن تدفع له ثمن التذكرة ، رأينا عزة نفسه ورجولته ، والله لقد أبكانا المشهد ، وللأسف رأينا " الأطربنشات " الرجال شهود الواقعة ولم يحرك أحد منهم ساكنا لنصرة الجندي ، أو رد جهالة مسئولي القطار ، والكل عمل نفسه من هناك ، ما عدا هذه السيدة التي أعادت لنا الثقة بأنفسنا ، أعادت لنا إنسانيتنا التي فقدناها ، أكدت لنا أن الخير باق فينا ، وأن مصر بها طيبين ، ولن تقع الي يوم الدين ..
لقد قدمت لنا تلك الحادثة كثير من الرسائل ، أهمها أن هؤلاء الكارهين لهذا الوطن ،هؤلاء الدواعش الذي يعيشون بيننا ويأكلون من خير هذا الوطن لا ينبغي أن يكون لهم وجود ، وقد آن الأوان لتنظيف جميع مؤسسات الدولة منهم ، لقد تجرأوا على هذا الجندي الذي يحمي الحدود ويعرض نفسه للموت وأهانوه من أجل جنيهات قليلة ، صحيح أن وزير النقل عاقب هذين الجهولين ولكن العقاب لا يكفي ، فرجال القوات المسلحة وخاصة الجنود خط أحمر ، هؤلاء الأبناء الذين يؤدون الخدمة الوطنية ويقدمون أرواحهم عن طيب خاطر لابد من إحترامهم وحملهم فوق الرأس ، وليركبوا المواصلات العامة مجانا ، أنهم يخدمون في الجيش مجانا فلماذا لا يركبون " درجة أولى " مجانا ..؟
يا سادة كيف نطلب من هؤلاء حماية الحدود في الوقت الذي يتم فيه إهانتهم وإهدار آدميتهم هكذا ، أنهم لم يسرقون أرضا ، ولم يغتصبون عرضا ، فلا ينبغي أن نتركهم هكذا يموتون قهرا ، إنهم يتعلمون في مصنع الرجال أن الكرامة وعزة النفس دونهما الموت ، فلا ينبغي أن نتركهم فريسة لكيد الأعداء ..
لقد أكدت "سيدة القطار" أن مصر بخير ، وشتان الفارق بينها وبين "سيدة المحكمة" التي تطاولت على أحد رجال الأمن بحجة أنها تعمل في جهة قضائية ، السيدة صفية إبراهيم أخرجت أفضل ما فينا ، لتقول لأسوأ من فينا مصر ستظل قوية بأهلها ، ومصر لن تسقط ، وهذا الجندي البطل إبن الريف الطيب أرسل رسالة الي هؤلاء الكارهين للوطن مفادها أن "رب الكون ميزنا بميزة .. الرجولة والنفس عزيزة " .