رجب الشرنوبيي يكتب: قطار الأخلاق يعاود الانطلاق من المحلة الكبرى!

رجب الشرنوبيي يكتب: قطار الأخلاق يعاود الانطلاق من المحلة الكبرى!رجب الشرنوبيي يكتب: قطار الأخلاق يعاود الانطلاق من المحلة الكبرى!

*سلايد رئيسى13-9-2020 | 11:46

قطعاً مافعلته السيدة صفية أبو العزم"سيدة القطار"كما تُلقب الآن حيال التصرف الشاذ الذي فعله المحصل الخاص بقطار "المنصورة القاهرة" في واقعة الجندي الشهيرة شيء يدعو للفخر ويذكرنا جميعاً بما كان عليه حال أمهاتنا الفضليات،لكن من المؤكد أيضاً أن السيدة الفاضلة والتي تنتمي إلي حقل التربية والتعليم وضعت المجتمع كله أمام حرج شديد وإختبار بالغ الصعوبة،فإما  أن يحاول وبشكل سريع إستعادة سيرته الأولي وإما الإنزلاق أكثر فاكثر نحو الهاوية وفقدان الهوية والخصوصية،التي حافظ عليها المصريين لآلاف السنين حتي حفظت لهم مكانتهم المتميزة بين الأمم علي مدار التاريخ. مشهد القطار أصبح للأسف مشهد شبه مألوف في حياتنا اليومية ولننظر حولنا سنجده يتكرر يومياً عدة مرات،حتي لو كانت التفاصيل تختلف بعض الشيءعن بعضها البعض،في نفس الوقت الذي  تزاحم السيدة وتحاول إنقاذ الموقف تارة بالضغط علي الجندي ليقبل تصرفها الفطري كأحد أبنائها وتارة أخري تسارع في إخراج النقود من حقيبتها مرة بعد مرة لتعطيها للمحصل الذي يتفوه بألفاظ أقل ماتوصف بأنها إستفزازية وغير محترمة،هناك رجال تضج بهم العربة يتفرجون ولم يبادر أحدهم ليقوم بما قامت به السيدة الفاضلة أو حتي يهب لنصرة الجندي الذي أحسن والديه تربيته،وربما كان ذلك الرجل الذي قام بتصوير المشهد من هاتفه كل مايهمه أن يكون صاحب سبق صحفي!!!يستمتع بنشره علي صفحته علي مواقع التواصل الإجتماعي! الشهامة والنخوة والرجولة ونصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم مفاهيم أشتهر بها المصريون علي مدار العصور بدأت تتسرب من حياتنا في زحام الحياة حتي أصبح ظهورها أحياناً شيء ملفتاً للإنتباه،من المؤكد أن هذا الموقف إلي جانب مواقف أخري كثيرة تتكرر يومياً تدق ناقوس الخطر، فمثلما أشتهرت هذه السيدة النبيلة كريمة الأخلاق التي نالت حب المصريين جميعاً،هناك نمازج أخري أشتهرت أيضاً ولكن بشكل آخر يعبر عن إنحدار أخلاقي. سيدة المطار ياسمين النرش أحد هذه النمازج والتي تعدت علي ضابط المطار منذ خمس سنوات لمنعها من الصعود للطائرة في رحلة الغردقة الشهيرة قبل الخضوع لإجرآت التفتيش وثبت بعد ذلك أنها تحمل مائتي جرام من المخدرات وهي الآن خلف القضبان تنال عقابها علي الجرم الذي فعلته،وقبل قرابة ثلاثة أسابيع كانت في الموعد أيضاً سيدة المحكمة التي تعدت بالسب علي ضابط يؤدي عمله وهي أيضاً الآن قيد التحقيق،هذا بخلاف عشرات النمازج التي تعتدي علي قاصرات وآباء يفتقدون لأقل مقومات الإنسانية ويتجرأون علي بناتهم غير عابئين بشرفهم وكرامتهم،وأمهات يتخلصن من أطفالهن الصغار أو يقتلن أزواجهن حتي يخلوا لهن الجو مع عشاقهن،ظواهر جديدة وغريبة علي مجتمعنا المصري الذي أشتهر بأنه مجتمعاً محافظاً علي تقاليده الإجتماعية بدأت تتأصل فيه،جعلت هناك ضرورة لكي نجيب وبكل وضوح علي السؤال الذي بدأ يطرح نفسه الآن وبكل قوة،لماذا وصل بنا الحال إلي هذه الدرجة؟! أعتقد أننا في أمس الحاجة لمراجعة المنابع التي تصب قنواتها الرئيسية وتساهم في تكوين شخصية أطفالنا الصغار منذ سنوات أعمارهم الأولي،من المؤكد إننا نحتاج وبشكل سريع مراجعة الدور الذي تقوم به مؤسسات هامة في المجتمع مثل التربية والتعليم والأزهر والأوقاف والكنيسة والثقافة والإعلام بكل صوره،نحن في حاجة شديدة إلي مراجعة أنفسنا قبل أن يمر القطار ولا يعود إلينا مرة أخري.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2